وصف وليد الركراكي، مدرب المنتخب المغربي لكرة القدم، مباراة مالي المرتقبة، الجمعة، بأنها البداية الحقيقية للمنافسة في كأس أمم أفريقيا 2025، مشدداً على أن الفوز في مباراة الافتتاح لا يعني شيئاً إذا لم يعزَّز بنتيجة إيجابية ثانية.



وقال الركراكي خلال المؤتمر الصحفي قبل اللقاء: «كل مباراة لها صعوبتها الخاصة، لكننا ندخل مواجهة منتخب نعرفه جيداً ويعرفنا جيداً، منتخب قوي يملك لاعبين متميزين منذ سنوات، وأتوقع مباراة متوازنة يسودها الكثير من الندية والقوة. الماليون متحفزون دائماً عندما يواجهوننا ويضاعفون جهودهم في الملعب، وهذا من سوء حظنا».



وأضاف: «نحاول ضمان التأهل مبكراً، انطلاقاً من مباراة الغد، لأن التوقعات كبيرة بحكم أننا البلد المنظم، والآراء بعد المباراة الأولى كانت كثيرة، لكن عندما نرى ما وقع في باقي مباريات الجولة الأولى ندرك أننا مطالبون بالتحلي بالهدوء والتركيز».



وبخصوص الحالة الصحية للاعبين، أوضح مدرب المنتخب المغربي أن جميع العناصر جاهزة باستثناء رومان سايس وحمزة إيجامان، في حين أن مشاركة حكيمي ستُحسم في اللحظة الأخيرة.

وتحدث الركراكي عن عبدالحميد أيت بودلال، وقال: «دربته قبل عشر سنوات في الفتح الرباطي، النادي الذي يتوفر على أكاديمية شبيهة بأكاديمية محمد السادس. أعرفه منذ أن كان صغيراً، هو موهبة حقيقية. سبق أن استدعيته قبل أكثر من عام ولدينا رؤية واضحة تقوم على إعداد المواهب دون حرقها، بل إدماجها في الوقت المناسب».



وعن الصعوبات التكتيكية، أقر الركراكي بأن المنتخب المغربي يعاني أحياناً أمام الفرق التي تعتمد الدفاع المتأخر، لكنه شدد على أن «النتائج الأخيرة تؤكد أننا نجد دائماً الحلول، ودورنا هو البحث المستمر عن الطرق المناسبة لبلوغ المرمى».



وأضاف: «نعاني أحياناً ضعف الفعالية الهجومية وقلة الحضور داخل منطقة الجزاء، وربما نواجه مشكلات أخرى أمام مالي، لكننا جاهزون لكل الاحتمالات».



وأكد مدرب المنتخب المغربي أنه لا يعترف بمفهوم الأساسي والاحتياطي داخل المجموعة، موضحاً: «عندما يبدأ لاعب مباراة فإنه يبدأ المهمة، ومن يعوضه ينهيها. هكذا نعمل دائماً».

كما أشاد بمنتخب مالي قائلاً: «مالي قادرة على خلق متاعب لنا على الأجنحة بفضل نزعتها الهجومية، وهو منتخب أحبه كثيراً ولي فيه أصدقاء كثر. مبارياتنا معهم دائماً قوية لكنها تُلعب في أجواء أخوية».



وفي تقييمه مباراة الافتتاح، اعترف الركراكي بإهدار فرص عدة، مضيفاً: «هذا غير مقبول أمام منتخبات أخرى يمكن أن تعاقبك. لن نربح المباريات في الشوط الأول، أتمنى التسجيل منذ الدقيقة الثانية، لكن الأهم هو ضمان الفوز حتى النهاية».



وعدّ هذه النسخة الأصعب في تاريخ كأس أفريقيا، قائلاً: «الجميع متحفز والظروف مواتية لكل المنتخبات من حيث الملاعب والفنادق، وامتيازنا الوحيد هو الجمهور، ولهذا ركزت عليه كثيراً في حديثي السابق».



وأشاد الركراكي بأداء عز الدين أوناحي، وقال: «عندما يكون في مستواه يرتقي أداء المجموعة ككل. أثق فيه كثيراً وأعرف إمكاناته، ودوري أن أساعده في الفترات الصعبة. اختياره هذا الصيف كان من أجل المنتخب وقد ضحى من أجل هذا الهدف».



من جانبه، أكد عبدالحميد أيت بودلال أن الأجواء داخل معسكر المنتخب المغربي إيجابية للغاية، مشدداً على أن جميع اللاعبين واعون بحجم المسؤولية.



وقال اللاعب: «التدريبات تتم بجدية كبيرة، ونعرف أن كل المباريات صعبة. نلتزم بتعليمات المدرب ونعمل بكل قوتنا للفوز في مباراة الغد».



وأضاف: «شعوري باللعب للمنتخب الأول عظيم جداً، وأنا سعيد بوجودي إلى جانب لاعبين كبار، وهذا ما يحفزني على الاجتهاد وتصحيح أخطائي حتى أكون في مستوى ثقة الجمهور».



وأكد أيت بودلال: «نعيش داخل المعسكر مثل أسرة واحدة ونحضر للمباريات في جو عائلي، ونحتاج دائماً لمن يوقظنا في الملعب إذا تهاونا قليلاً».



واختتم أيت بودلال تصريحاته مشيداً بالثقة التي حظي بها من مدرب رين الفرنسي قائلاً: «حبيب باي منحني ثقة كبيرة وكنت في مستوى هذه الثقة بالعمل الجاد. أتعلم من أخطائي وأبذل قصارى جهدي لضمان مكاني داخل الفريق».