استهل منتخب السودان مشواره في بطولة كأس أمم أفريقيا المقامة حالياً في المغرب بالخسارة أمام الجزائر 0-3 في افتتاح مبارياته بالبطولة، ورغم النتيجة السلبية والخسارة التي لم تكن بعيدة عن التوقعات من واقع قوة المنافس، لكن حضور «صقور الجديان» في المحفل الأفريقي يحمل أبعاداً إنسانية تتجاوز كرة القدم، إذ يخوض المنتخب المنافسة في ظل أوضاع داخلية معقدة، وحرب داخلية أدت إلى نزوح أجزاء كبيرة من السكان، وجعلت الاستعدادات الفنية تتم خارج البلاد، والتنقل بين أكثر من دولة، من دون استقرار أو دعم جماهيري مباشر في ظل غياب الأمن وتوقف المنافسات المحلية.
وأشار الغاني كواسي أبياه مدرب المنتخب السوداني وأحد أساطير الكرة الأفريقية، إلى أن مشاركة «صقور الجديان» في أمم أفريقيا تمثل محاولة لإدخال لحظات فرح للشعب السوداني، الذي عاش على وقع أخبار ليست جيدة، مشيراً إلى أن رؤية العلم مرفوعاً على مستوى القارة تمنح جماهيره أملاً جديداً.
ودخل لاعبو السودان مباراة الجزائر مدركين ثقل المسؤولية، ليس لأنهم أمام منافس قوي فقط، بل لأنهم يريدون إرسال رسالة رمزية للشعب السوداني بأن الحياة مستمرة، وأن الرياضة قادرة على منح لحظات فرح وسط ظروف صعبة بعيداً عن النتائج.
وفي بطولة تضم عدداً كبيراً من النجوم والمنتخبات القوية، يبدو مشوار السودان تحدياً مزدوجاً، يجمع بين المنافسة الفنية وإيصال صوته عبر المستطيل الأخضر، مع متابعة جماهيره التي تنتظر أن تفرح ولو لحظات، وسط واقع قاسٍ خارج الملعب نتيجة الحرب التي تعيشها البلاد لعامين ونصف العام.
وتمسك كواسي أبياه بالأمل، رغم الخسارة الأولى، وقال إن المنتخب قادر على التعويض في مباراتيه المقبلتين أمام غينيا الاستوائية وبوركينا فاسو، ذاكراً في المؤتمر الصحفي الذي أعقب اللقاء أنه يثق بقدرة لاعبيه على العودة والمنافسة على التأهل عن المجموعة التي يصعد منها إلى الدور المقبل الأول والثاني، بالإضافة إلى أفضل 4 منتخبات حاصلة على المركز الثالث، ما يؤكد أن الفرصة ما زالت متاحة وكبيرة أمام «صقور الجديان».
