بعد غياب دام لسنوات تخطت 13 عاماً، يعود الحديث مجدداً في الأوساط الرياضية حول إمكانية عودة الأندية الكويتية للمشاركة في دوري أبطال آسيا للنخبة، البطولة القارية الأهم على مستوى الأندية في آسيا، ويأتي هذا في ظل التغييرات التي أقرها الاتحاد الآسيوي لكرة القدم مؤخراً، بإعادة هيكلة البطولات القارية، بما في ذلك إطلاق بطولة دوري النخبة لأقوى الفرق.

توقفت مشاركة الأندية الكويتية في دوري أبطال آسيا منذ موسم 2013 بسبب عدم استيفاء المعايير الاحترافية التي يشترطها الاتحاد الآسيوي، وعلى رأسها شروط التراخيص، والبنية التحتية، وتطبيق اللوائح المالية والإدارية الحديثة، وهو ما جعل مشاركة الأندية الكويتية محصورة في بطولة كأس الاتحاد الآسيوي خلال السنوات الماضية، ومن ثم كأس التحدي.



بوادر

في السنوات الأخيرة، أظهرت بعض الأندية مثل الكويت، القادسية، والعربي اهتماماً واضحاً بتطوير البنية التحتية والكوادر الفنية والإدارية، بما يتماشى مع متطلبات الاتحاد الآسيوي، كما أعلنت الهيئة العامة للرياضة والاتحاد الكويتي لكرة القدم عن خطط لتطبيق نظام التراخيص بشكل صارم، ما يعزز إمكانية العودة إلى البطولة القارية الكبرى.

رغم التحسن النسبي، ما زالت هناك تحديات مثل الاحتراف الكامل، تسويق الدوري، تحديث الملاعب، ورفع مستوى الحوكمة الرياضية، والتي تحتاج إلى تعاون شامل بين الأندية والاتحاد الكويتي لكرة القدم والجهات المعنية بالرياضة لتحقيق شروط المشاركة.



طموح

يبقى طموح الجماهير واللاعبين والمسؤولين قائماً في رؤية نادي كويتي يتألق في دوري أبطال آسيا للنخبة، واستعادة الأمجاد القارية التي سبق أن سجلتها أندية الكويت في مختلف البطولات، وتعتبر مكان الأندية المحلية الطبيعي هو بين عمالقة القارة (الهلال، النصر، العين، والسد)، فالغياب الطويل عن البطولة الكبرى جعل الجيل الجديد من المشجعين يشعر بعزلة قارية، والعودة للنخبة تعني كسر هذه العزلة وإثبات أن الكرة الكويتية، التي كانت أول من وصل لكأس العالم من الخليج والعرب أسيا، لا تزال حية وقادرة على المنافسة.



واجهة

دوري أبطال آسيا للنخبة أصبح اليوم واجهة عالمية بوجود أسماء كبيرة بالنسبة للمشجع الكويتي، عودة الأندية للمشاركة في النخبة تعني استضافة هؤلاء النجوم في استاد جابر الدولي أو الملاعب المحلية، واحتكاك اللاعب الكويتي مع أفضل لاعبي العالم، يرفع سقف الطموح الفني للاعب المحلي، فالمشاركة في النخبة تفرض على الجمهور والمنظومة الرياضية بأكملها الارتقاء بمستوى التنظيم والحضور.

تدرك الجماهير الواعية أن العودة للنخبة ستجبر الإدارات على التخلي عن نظام الهواية الجمهور يرى في هذه البطولة الضغط الإيجابي الذي سيقود الأندية نحو التعاقد مع محترفين سوبر وليس سد خانة مع تطوير المنشآت والخدمات المقدمة للمشجع في الملعب.



تطوير

من جانبه، بين فيصل المقصيد رئيس الاتحاد الكويتي للرياضة للجميع أن المشكلة ليست في اللاعب، بل في البيئة التي يعمل فيها فدوري النخبة، تلعب ضد فرق تخوض من 40 إلى 50 مباراة عالية المستوى في الموسم. وقال: نحن بحاجة لتطوير رتم الدوري المحلي ليرتقي للمستوى القاري، فالجماهير هي الوقود، لكننا بحاجة لمحرك إداري يعمل بعقلية الشركات التجارية لنستطيع الصمود في أقوى بطولة في آسيا.

وفي نفس السياق أكد وليد نصار للاعب الدولي السابق على أن الأمر يتطلب أن نكون صريحين مع أنفسنا، الفجوة الفنية اتسعت بشكل مخيف فالعودة للنخبة بدون احتراف كلي حقيقي ستكون مجرد مشاركة شرفية قد تنتهي بنتائج ثقيلة، وأشار إلى أن الجماهير تريد العودة، لكنها لا تريد أن ترى أنديتها تعاني أمام فرق منظمة بميزانيات فلكية، فالمطلب الأول تعديلات سريعة لتتماشى مع متطلبات الاتحاد الآسيوي، قبل أن نفكر في ضربة البداية.



رؤية

الكرة الآن في ملعب المنظومة الرياضية الكويتية، فالعودة إلى دوري الأبطال ليست بعيدة، ولكنها تتطلب رؤية واضحة، التزاماً جاداً، واستثماراً فعّالاً في البنية التحتية والكوادر الرياضية، وإذا ما تحققت هذه العناصر، فإن عودة الأندية الكويتية للمنافسة القارية في النخبة ستصبح مسألة وقت. فالجماهير التي ملأت المدرجات في «خليجي 26» وأثبتت شغفها، تستحق أن ترى أنديتها ضمن انديه صفوة القارة فالمهمة تتطلب قراراً شجاعاً بخصخصة قطاع كرة القدم أو تحويله لنظام الشركات الرياضية فوراً، فالوقت يداهمنا، وتصنيفنا القاري ينحدر، والحل ليس في «الوعود»، بل في التحول الرقمي والإداري والمالي الشامل، لقد حان الوقت لنبدأ في صناعة «الحاضر» دوري أبطال آسيا للنخبة هو القطار الأخير لعودة الكرة الكويتية لمكانتها الطبيعية.. فهل تركب الكرة الكويتية القطار أم تبقى على الرصيف تندب حظها؟.