لا يتعامل البرتغالي كريستيانو رونالدو مع العمر بوصفه عائقاً، بل يعد رقماً يمكن التحايل عليه بالانضباط والتفاصيل الدقيقة، وبينما يقترب من عامه الحادي والأربعين، يواصل نجم النصر السعودي تقديم نموذج استثنائي للاعب لا يكتفي بما يقدمه داخل المستطيل الأخضر، بل يبني تفوقه الحقيقي خارجه، عبر روتين صارم يجعل الجسد في حالة جاهزية دائمة، وكأن الزمن توقف عند ذروة العطاء.



بعيداً عن المباريات والأضواء، يخضع رونالدو لبرنامج تدريبي يومي يصل إلى أربع أو خمس ساعات، يجمع بين تمارين الكارديو عالية الكثافة، والركض السريع، ورفع الأثقال المصممة خصيصاً للحفاظ على القوة العضلية دون تحميل زائد. ولا يكتفي بالتدريب داخل مرافق ناديه، بل يخصص حصصاً فردية إضافية، إلى جانب السباحة المنتظمة وتمارين البيلاتس، التي تمنحه مرونة وتوازناً عضلياً يقللان من خطر الإصابات.



بخصوص النوم، يسير رونالدو عكس الشائع، فهو لا يعتمد على نوم طويل متواصل، بل على ما يعرف بـ«النوم متعدد المراحل»، حيث يحصل على نحو سبع ساعات ونصف الساعة عبر خمس غفوات، مدة كل واحدة 90 دقيقة. هذا النظام، الذي تبناه منذ فترته في ريال مدريد بعد تعاون مع خبير النوم الرياضي نيك ليتلهايلز، يهدف إلى تسريع الاستشفاء البدني ورفع مستويات التركيز واليقظة.



أما التغذية، فهي جزء لا يتجزأ من معادلة التفوق.. يبتعد رونالدو عن نظام الوجبات الثلاث التقليدي، ويفضل ست وجبات صغيرة موزعة على مدار اليوم، غنية بالبروتين وقليلة الدهون، يتصدر الدجاج والأسماك الطازجة والأفوكادو قائمته الغذائية، إلى جانب الحبوب الكاملة مثل الكينوا، والفواكه الطازجة، مع التزام صارم بشرب المياه والابتعاد عن السكريات.



ولا يتوقف الأمر عند ذلك، إذ يعتمد النجم البرتغالي منذ سنوات على وسائل استشفاء متقدمة، أبرزها الساونا وحمامات الثلج، والعلاج بالتبريد، الذي لجأ إليه بشكل منتظم منذ عودته إلى مانشستر يونايتد عام 2021، بل وصل به الأمر إلى تجهيز غرفة خاصة للتبريد في منزله، ويعتقد أن هذه الوسائل تلعب دوراً محورياً في تقليل الالتهابات وتسريع تعافي العضلات بعد المباريات.



وتكشف الأرقام عن ثمرة هذا الانضباط، إذ لا تتجاوز نسبة الدهون في جسد رونالدو 7%، وهي أقل من المعدلات المعتادة بين لاعبي الدوريات الأوروبية الكبرى، واقع يفسر كيف لا يزال قادراً على المنافسة وتقديم أداء بدني مميز، في وقت يبدأ فيه منحنى العطاء بالهبوط لدى معظم اللاعبين.