كانت الدقيقة الحادية عشرة من مباراة الافتتاح في كأس أمم أفريقيا 2025، في مشوار منتخب المغرب، لحظة توقفت عندها سلسلة مثالية، وفتحت باباً قديماً لطالما عاد في البطولة القارية، من نقطة الجزاء، خذلت الكرة سفيان رحيمي، لتعود «العقدة» إلى الواجهة، رغم بداية موفقة لـ«أسود الأطلس» بالفوز على جزر القمر.



دخل المنتخب المغربي اللقاء وسط دعم جماهيري كبير في الرباط، وبدا أن الأمور تمضي نحو حسم مبكر عندما احتسب الحكم ركلة جزاء واضحة بعد عرقلة إبراهيم دياز داخل منطقة الجزاء، تقدم رحيمي بثقة لتنفيذ الركلة، مستنداً إلى سجل خالٍ من الإخفاقات بقميص المنتخب، لكن التسديدة افتقدت للدقة، ليحسن الحارس يانيك باندور التعامل معها، مسجلاً أول إخفاق دولي لرحيمي من النقطة البيضاء.



الركلة الضائعة كانت نهاية لسلسلة خاصة للنجم المغربي، الذي سبق أن سجل أربع ركلات جزاء متتالية مع المنتخب دون خطأ، في كأس العرب، والمشاركات القارية، والأولمبية، وجاء هذا الإخفاق مع ضربة البداية لبطولة يستضيفها المغرب ويعلق عليها آمالاً كبيرة.



ورغم الدعم الجماهيري الواضح الذي حظي به رحيمي بعد اللقطة، أعادت الركلة فتح ملف أوسع يتعلق بعلاقة المنتخب المغربي بركلات الجزاء في كأس أمم أفريقيا.

تاريخ قريب يحمل محطات مؤلمة، من ركلة حكيم زياش الضائعة أمام الجابون في نسخة 2019، إلى يوسف النصيري أمام جزر القمر في 2021، ثم أشرف حكيمي أمام جنوب أفريقيا في نسخة 2023، لتصبح ركلة رحيمي الرابعة المهدرة للمغرب في آخر ست محاولات من نقطة الجزاء في البطولة.



الأرقام بدورها تعكس حجم المشكلة بوضوح، المنتخب المغربي سجل ركلتي جزاء فقط من آخر ست حصل عليها في أمم أفريقيا، وكانتا بتوقيع سفيان بوفال في نسخة 2021، مقابل أربع ركلات ضائعة، ما يضع «أسود الأطلس» ضمن المنتخبات الأكثر إهداراً لركلات الجزاء في النسخ الأخيرة.



ورغم هذا الرقم السلبي، لم تغير الركلة المهدرة مسار المواجهة، وواصل المنتخب المغربي ضغطه، ونجح في حسم اللقاء بهدفين دون رد، كان ثانيهما من توقيع أيوب الكعبي بطريقة استعراضية مميزة، ليؤكد أصحاب الأرض أحقيتهم بنقاط الافتتاح.