لم يعد برشلونة في عام 2025 فريقاً ينتظر إلهام لاعب واحد ليقوده إلى الشباك، بل منظومة هجومية متكاملة تتوزع فيها الأدوار ويصنع فيها الفارق أكثر من اسم، تحول واضح أعاد للنادي الكتالوني ملامح هويته القديمة، وحرره من فكرة «النجم الأوحد» التي لازمته سنوات طويلة.

الأرقام جاءت لتؤكد هذا التحول.. خلال عام 2025، نجح برشلونة في تسجيل 101 هدف في الدوري الإسباني، ليضع نفسه مجدداً بين الأعوام التاريخية التي كسر فيها حاجز المئة هدف في الليغا، الفارق هذه المرة أن الإنجاز تحقق للمرة الأولى دون وجود ليونيل ميسي، ما جعل 2025 أفضل عام تهديفي للنادي منذ رحيل الأسطورة الأرجنتينية.



المميز في هذه الحصيلة الطريقة التي صُنعت بها الأهداف، لم يعد التسجيل حكراً على اسم واحد، بل توزعت المساهمات بين أكثر من لاعب، روبرت ليفاندوفسكي قاد الخط الأمامي هدافاً أول للفريق، في حين حافظ فيران توريس على حضور تهديفي ثابت في اللحظات الحاسمة، رافينيا لعب دوراً محورياً، سواء بصناعة الفارق من اللعب المفتوح أو بحسم ركلات الجزاء، في حين قدم لامين يامال وفيرمين لوبيز إضافات شبابية عكست الحلول المتاحة داخل المنظومة.



هذا التنوع منح برشلونة مرونة هجومية افتقدها سنوات، ورفع عنه ضغط الاعتماد على لاعب واحد لحسم المباريات، الفريق بات أكثر صعوبة في القراءة بالنسبة للمنافسين، مع تعدد مصادر التسجيل، والتحركات الجماعية داخل منطقة الجزاء، والاستفادة من الكرات الثابتة، إلى جانب الجرأة التي أظهرتها العناصر الشابة في الثلث الأخير من الملعب.

وعند العودة إلى الذاكرة، سبق لبرشلونة أن تجاوز حاجز المئة هدف في أعوام مثل 2012 و2017، حين سجل 121 و120 هدفاً على التوالي، لكنها كانت جميعها في ظل وجود ميسي، أما 2025، فقد دخل التاريخ باعتباره العام الأول الذي يحقق فيه النادي هذا الرقم بعد نهاية حقبة النجم الأرجنتيني.