يبقى لقب كأس الأمم الإفريقية الحلقة الغائبة الوحيدة في مسيرة محمد صلاح الزاخرة بالألقاب، رغم مكانته كأحد أكثر لاعبي كرة القدم العالمية تتويجًا وتأثيرًا، ومع انطلاق نسخة 2025 في المغرب، يدخل قائد منتخب مصر تحديًا جديدًا في رحلة مطاردة الحلم الإفريقي المؤجل، بعدما استعصى عليه اللقب في أربع محاولات سابقة، ليخوض «الملك المصري» اختبارًا مختلفًا وسط منافسة أكثر شراسة وظروف لا تقل تعقيدًا عن السابق.
ويعكس مشوار صلاح القاري حجم المفارقة في مسيرته، إذ توج بكل البطولات الممكنة بقميص ليفربول محليًا وأوروبيًا وعالميًا، بينما ظل لقب «الكان» بعيدًا عن متناوله، واقترب النجم المصري من التتويج مرتين؛ الأولى في نهائي 2017 أمام الكاميرون حين صنع هدف التقدم قبل خسارة اللقب في اللحظات الأخيرة، والثانية في نهائي 2022 بالكاميرون بعد خسارة مؤلمة أمام السنغال بركلات الترجيح، فيما ودع منتخب مصر نسختي 2019 و2023 من أدوار مبكرة وسط خيبات متتالية.
وتمثل نسخة المغرب 2025 المحاولة الخامسة لصلاح، الذي يدخل البطولة بعمر 33 عامًا، مسنودًا بإيمان شخصي عبر عنه مرارًا بإمكانية التتويج القاري يومًا ما، وتفرض هذه النسخة تحديات إضافية، في ظل الارتفاع اللافت لمستوى المنافسة الإفريقية، وتقدم المنتخب المغربي المضيف كأحد أبرز المرشحين، إلى جانب قوى تقليدية مثل السنغال والجزائر ونيجيريا.
ويبدأ منتخب مصر مشواره في البطولة بمواجهة زيمبابوي ضمن المجموعة الثانية، قبل اختبارين أكثر تعقيدًا أمام جنوب أفريقيا وأنغولا، ما يمنح ضربة البداية أهمية خاصة باعتبارها مفتاح العبور إلى الأدوار الإقصائية، ويعتمد المدير الفني حسام حسن على تنوع الحلول الهجومية بوجود صلاح إلى جانب عمر مرموش ومصطفى محمد وتريزيجيه، في محاولة لبناء منتخب متوازن قادر على المنافسة حتى الأدوار الأخيرة.
ويأمل صلاح، وسط الجدل المحيط بمستقبله مع ليفربول وتقلبات موسمه الأوروبي، أن يمثل الانتقال إلى أجواء البطولة في أغادير فرصة لاستعادة حسه التهديفي وقيادة «الفراعنة» نحو اللقب الثامن في تاريخهم، والأول في مسيرته الدولية، في مسعى لتحويل الحلم المؤجل إلى تتويج طال انتظاره.
