اختار إيريك مونتيس، قائد فريق برشلونة الإسباني السابق في أكاديمية «لاماسيا»، إسدال الستار على مسيرته الكروية مبكراً، بعدما اتخذ قرار الاعتزال في سن 27 عاماً، مفضلاً الحفاظ على صحته النفسية بعد أن فقد الشغف داخل المستطيل الأخضر، ووصل إلى قناعة بأن الاستمرار لم يعد خياراً ممكناً.
مونتيس أعلن قراره خلال مؤتمر وداعي مؤثر، عقب فسخ عقده مع نادي الخيسيراس الإسباني، مؤكداً أن كرة القدم لم تعد تمنحه المتعة التي عرفها منذ طفولته، وأن ما كان حلماً يوماً ما تحول تدريجياً إلى عبء نفسي ثقيل.
ونقلت صحيفة «ماركا» الإسبانية تصريحاته التي قال فيها بصراحة: قد يبدو الكلام قاسياً، لكني لا أهتم أريد الاعتزال»، في اعتراف يعكس حجم الصراع الداخلي الذي عاشه خلال السنوات الأخيرة.
وكشف القائد السابق لـ«لاماسيا» أن إصابته بقطع في الرباط الصليبي شكلت نقطة التحول الأهم في مسيرته، بعدما أبعدته طويلاً عن الملاعب، وفرضت عليه مواجهة السؤال الذي ظل يؤجله لسنوات: «ماذا بعد كرة القدم؟»، ومع طول فترة الغياب، حسم مونتيس قراره، معتبراً أن العودة لم تعد تستحق الثمن النفسي الذي يدفعه.
وأكد اللاعب أنه سيعود إلى مسقط رأسه مانريسا لبدء مرحلة جديدة من حياته بعيداً عن ضغوط الاحتراف، مشيراً إلى أنه يشعر بالسلام الداخلي للمرة الأولى منذ وقت طويل، وقال: «أنا سعيد جداً.. لعبت كرة القدم منذ أن كنت في الرابعة من عمري، ومنحتني أشياء رائعة، لكنها جعلتني أعاني كثيراً أيضاً، ولا أريد أن أعاني بعد الآن».
ورغم إسدال الستار على مسيرته الاحترافية، شدد مونتيس على أن علاقته بكرة القدم لن تنتهي، موضحاً رغبته في استعادة متعتها بعيداً عن الضغوط، «كما كنت أفعل عندما كنت طفلاً في فناء المدرسة».
من جانبه، أبدى نادي الخيسيراس احترامه الكامل لقرار اللاعب، خاصة أنه سبق وجدد عقده رغم الإصابة الخطيرة التي تعرض لها، وانتهى المؤتمر الوداعي بتصفيق حار من الحضور، ولاقى تفاعلاً واسعاً داخل الأوساط الرياضية الإسبانية.
