شهدت النسخة الأخيرة من كاس العرب 2025 الذي استضافته قطر وانتهت أمس بتتويج المنتخب المغربي بلقب البطولة على حساب نظيره الأردني الذي حل ثانياً، ظاهرة لافتة جذبت الأنظار داخل وخارج الملاعب، تمثلت في الحضور الكبير لحسناوات العرب في المدرجات، حيث لم يكتفين بالمشاهدة فقط، بل قدمن نموذجاً للمشجعة الواعية والمتحمسة، التي عاشت تفاصيل المباريات بإحساس وطني عالٍ، كل واحدة منهن حضرت وهي تحمل علم بلادها، تهتف، تفرح، وتحزن مع منتخبها، في مشهد عكس عمق الانتماء لكرة القدم العربية وأسهم بشكل كبير في زيادة الحضور الجماهيري الذي تميزت به البطولة.
ورغم أن وجود الفتيات في المدرجات ليس بالجديد لكن اللافت في البطولة كان العدد الكبير الذي نافس حضور الشباب، سواء من حيث الحماس أو التفاعل، بعضهن حرصن على الإدلاء بتصريحات قبل وبعد المباريات، ورفعن راية التحدي والدعم، ما أضفى مزيداً من الإثارة والحيوية على أجواء البطولة.
ولم تتوقف الفتاة العربية، عند حدود التشجيع فقط، إذ برزت بعض المشجعات بتقديم تحليلات فنية بروية ووعي، عكست فهماً واضحاً لتفاصيل اللعبة، وأكدت ارتباطهن الحقيقي بكرة القدم بعيداً عن الصور النمطية، وشكل حضور حسناوات العرب إضافة نوعية للمشهد الرياضي، ورسالة واضحة بان كرة القدم لم تعد حكراً على الرجال، بل مساحة مشتركة تعكس تطور الوعي الرياضي ودور المرأة المتزايد في المدرجات والإعلام الرياضي.
