كشفت إيتزيار غونزاليس دي أريبا، أخصائية التغذية والطب الرياضي التي عملت سابقًا مع نادي ريال مدريد، عن كواليس صادمة عاشتها داخل أسوار النادي الملكي، مؤكدة أنها تعرضت لما وصفته بـ«بيئة عمل معادية» ومضايقات نفسية ممنهجة، دفعتها في النهاية إلى كسر صمتها والتحدث علنًا، رغم تحذيرات وصلتها من داخل النادي وخارجه بأن ريال مدريد «قادر على تشويه سمعتها مهنيًا».
وفي تصريحات لصحيفة «ماركا» الإسبانية، قالت إيتزيار إن أشخاصًا من داخل النادي، إضافة إلى أفراد من عائلتها، حذروها صراحة من عواقب الحديث، مشيرين إلى أن ريال مدريد يمتلك النفوذ الكافي لإيذائها مهنيًا وتشويه اسمها، إلا أنها قررت المضي قدمًا «لإغلاق هذا الفصل نهائيًا»، على حد تعبيرها، مؤكدة أنها ما زالت تعاني من كوابيس متكررة بسبب التجربة التي مرت بها.
وبحسب روايتها، فإن الأزمة بدأت منذ اليوم الأول لانضمامها إلى النادي، حيث جرى تجاهل وجودها من قبل الطاقم الطبي، وعزلها عن اللاعبين، ومنعها من التواصل المباشر معهم، فضلًا عن السخرية من عملها والتشكيك في كفاءتها، واتهامها بسرقة مكملات غذائية، قبل أن تؤكد لاحقًا امتلاكها أدلة تنفي تلك الادعاءات.
وأوضحت خبيرة التغذية الإسبانية أن ما تعرضت له تجاوز الخلافات المهنية المعتادة، ووصل إلى مستوى «التحرش المعنوي والضغط النفسي المستمر»، مشيرة إلى أنها تعرضت لتلقي أوامر متناقضة باسم الإدارة، وحرمانها من أدوات العمل الأساسية، إلى جانب نشر شائعات داخل النادي بهدف تشويه سمعتها ودفعها إلى الرحيل، وفق ما نقلته تقارير إعلامية إسبانية.
وأضافت إيتزيار أن الوضع ازداد سوءًا بعد إشادة بعض اللاعبين بتحسن لياقتهم البدنية وتقليل الإصابات بفضل برامج التغذية التي وضعتها، معتبرة أن ذلك أثار حفيظة الطاقم الطبي والعاملين في خدمات التغذية داخل مركز التدريب، ما أدى لاحقًا إلى منعها من السفر مع الفريق أو دخول ملعب التدريبات، وإجبارها على العمل من المنزل دون تزويدها بالمعلومات الطبية اللازمة عن اللاعبين، وهو ما وصفته بأنه «وضع غير قانوني وخطير مهنيًا».
وفي نهاية المطاف، تم إبلاغها بإنهاء دورها داخل النادي، رغم إشادة قسم الموارد البشرية بعملها، لتقرر بعدها اللجوء إلى الإجراءات القانونية، وأكدت أن هدفها ليس التعويض المادي، بل «كشف الحقيقة ووضع حد للممارسات الإقصائية والمضايقات داخل المؤسسات الرياضية الكبرى».
وشددت خبيرة التغذية السابقة لريال مدريد على أن قرارها بالتحدث علنًا جاء بعد معاناة نفسية طويلة شملت القلق والأرق والبكاء المتكرر، مؤكدة: «إن لم أروِ هذه القصة، فلن يرتاح ضميري أبدًا».
