يشهد المنتخب الأردني لكرة القدم «النشامى» واحدة من أبرز فتراته التاريخية، بعد أن تحولت نتائجه في أقل من عامين، من المنافسة العابرة إلى حضور قوي ومؤثر، ومنافسة على بلوغ منصات التتويج، وتحقيق إنجازات غير مسبوقة، في مسار تصاعدي بدأ ببلوغ نهائي كأس آسيا قطر 2023، ومر عبر التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2026 للمرة الأولى في تاريخه، وصولاً إلى إنجازه، أول من أمس، ببلوغ نهائي كأس العرب للمنتخبات على حساب الأخضر السعودي، بعد مشوار حافل في البطولة.



وكان الوصول إلى نهائي كأس آسيا في قطر محطة مفصلية في تاريخ الكرة الأردنية، تحت قيادة المغربي الحسين عموتة، حيث قدم «النشامى» مستويات لافتة، وأقصى منتخبات قوية، قبل أن يكتفي بالمركز الثاني، في إنجاز أعاد رسم صورة المنتخب الأردني على خريطة الكرة الآسيوية.



وواصل المنتخب مسيرته التصاعدية في التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم، بعد رحيل عموتة وتولي مواطنه جمال سلامي للمهمة بديلاً عنه، ليحجز بطاقة العبور إلى مونديال 2026، مسجلاً إنجازاً تاريخياً طال انتظاره، ومعلناً دخول الأردن رسمياً نادي المنتخبات المتأهلة إلى كأس العالم، بعد عقود من الكفاح والقتال.



وفي استمرار لهذا الزخم بلغ المنتخب الأردني نهائي كأس العرب للمنتخبات، بعد فوزه على المنتخب السعودي في الدور نصف النهائي، في مواجهة عكست الشخصية القوية للفريق، وقدرته على التعامل مع المباريات الكبيرة بثقة وانضباط، رغم غياب عدد من عناصره الأساسية.



وتعود هذه النهضة الكبيرة إلى مجموعة من العوامل، في مقدمتها التخطيط الفني والعمل بصبر من أجل المستقبل، ووضوح الهوية التكتيكية، إلى جانب تطور عقلية اللاعبين، والاعتماد على مجموعة متجانسة، تجمع بين الخبرة والطموح، مع ارتفاع عدد المحترفين في الخارج، والذي أسهم بشكل واضح في تطور مستويات اللاعبين.



ويضم المنتخب الأردني عدداً من الأسماء البارزة، التي لعبت دوراً محورياً في هذه الإنجازات، بقيادة موسى التعمري، نجم رين الفرنسي الغائب عن كأس العرب، ويزن النعيمات، الذي تعرض لإصابة في ربع نهائي البطولة، وعبد الله نصيب، علي علوان، محمود مرضي، إلى جانب مجموعة من العناصر المميزة، التي فرضت نفسها بقوة، وشكلت إضافة واضحة في مختلف الخطوط وأثبتت تميزها، ورفعت سقف طموح الجمهور الأردني، الذي يترقب مواصلة مسيرة النجاح والتتويج بلقب كأس العرب.