«كان رهاناً منطقياً، بل كان الأكثر عقلانية، أن نراهن على عدم خسارة البرازيل، ولكن حدث ما تجاوز الخيال، خسرت البرازيل وأصبحنا خارج المونديال».



كل من عاش تلك الفترة بمونديال 1998 في فرنسا يتذكر هذه الكلمات جيداً، قالها بحسرة الفرنسي هنري ميشيل، مدرب منتخب المغرب، حينها الذي كان يعول على فوز السامبا حامل لقب المونديال، أو على الأقل عدم خسارة منتخب السامبا أمام منتخب النرويج، الذي يملك نقطتين، بينما كان لمنتخب المغرب نقطة واحدة، ولكن أمامه مباراة أمام اسكتلندا، إذا كسبها وحدث المتوقع بعدم خسارة البرازيل أمام النرويج يتأهل منتخب المغرب إلى دور الـ 16.



أبدع المنتخب المغربي وفاز على أسكتلندا بالثلاثة، لكن المنتخب البرازيلي حامل اللقب سقط أمام النرويج على الرغم من تقدمه في النتيجة.



مباراة أثارت الكثير من الشكوك ومثلها مباراة ألمانيا الغربية والنمسا في المجموعة الثانية من مونديال 1982 ، المباراة التي وصفت علناً من الصحافة الأوروبية بمباراة العار عندما خسرت النمسا المتصدرة بفوزين على الجزائر وتشيلي أمام منتخب ألمانيا الغربية، وبهدف نظيف، وكانت النتيجة هي الوحيدة التي تمكن المنتخبين الجارين من الصعود معاً على حساب منتخب الجزائر، الذي كان قد فجر مفاجأة كبرى بداية البطولة بالفوز على منتخب ألمانيا الغربية، ولا تزال المباراة تثير الجدل، وحتما سيكون الجدل حاضراً عندما تواجه الجزائر النمسا مجدداً ضمن مباريات المجموعة العاشرة، في مباريات ستعيد الذكريات المؤلمة لمنتخب الجزائر،



لكن المجموعة نفسها التي يقف على رأسها منتخب الأرجنتين حامل اللقب ستشهد مواجهة تسعد القلب، مواجهة عربية خالصة بين منتخب الجزائر والضيف الجديد على المونديال، المنتخب المتطور جداً، منتخب الأردن.



قليل من الشجاعة



هذا ما تحتاج إليه منتخبات مصر وتونس وقطر، فلا يوجد شيء مستحيل ولا يوجد شيء مستبعد مع نظام التأهل الحالي، فالمنتخبات العربية الثلاثة ربما تكون أمام أفضل قرعة في تاريخ مشاركتها بالمونديال، منتخب مصر يواجه منتخبات لا تتفوق عليها في القدرات بل ربما أحدها فقط، المنتخب البلجيكي، الذي يتصدر المجموعة السابعة، ولكن تاريخ بلجيكا في البطولات الكبرى يمنح منتخب الفراعنة الكثير من الأمل ربما ليس في تفادي الخسارة بل وحتى تحقيق الانتصار، وهو أمر ممكن أيضاً أمام منتخبي إيران ونيوزيلندا.



منتخب قطر هو الآخر يملك الكثير من الفرص متى ما تحلى بالشجاعة اللازمة مستفيداً من درس مشاركته الأولى عندما استضاف المونديال ويومها كان بإمكانه الانتقال إلى أكثر من مرحلة المجموعات، إلا أن العنابي لم يتحلَ بالشجاعة اللازمة للعب بالطريقة التي يعرفها، ولكن الفرصة أمامه الآن في مجموعة ليست مخيفة، يترأسها حسب القرعة منتخب كندا المستضيف غير المخيف بالمرة، بينما يبدو المنتخب الآخر في المجموعة منتخب سويسرا، العقبة الأكبر أمام منتخب قطر، الذي ينتظر أن يعرفه منافسه الثالث بعد نهاية الملحق الأوروبي.



المنتخب التونسي في مجموعة غير مخيفة بالمرة، هولندا واليابان ومتأهل عبر الملحق العالمي، وبعد تجارب طويلة في المحفل العالمي يجب على منتخب تونس التحلي بالشجاعة لمقارعة أي منتخب، خصوصاً إذا كانت هذه المنتخبات غير مخيفة.



الأخضر واثق



ثقة المدرب إيرفي رينار بقدرات المنتخب السعودي كانت واضحة جداً، وهو يتحدث تعليقاً على القرعة، التي وضعت الأخضر ضمن المجموعة الثامنة مع منتخبات إسبانيا و أورغواي والرأس الأخضر، ورغم أن المجموعة تضم المصنف العالمي الأول صاحب لقب 2010، وكذلك منتخب أورغواي حامل اللقب مرتين، إلا أن رينار أكد أن هدفه المنتخب السعودي هو الذهاب بعيداً، وهو هدف مشروع لمنتخب واثق بقدراته.