يواجه الساحر الأرجنتيني ليونيل ميسي، تحدياً جديداً في مسيرته الحافلة مع الساحرة المستديرة، حيث يأمل في الظفر بلقب جديد يضاف إلى سجل ألقابه المليء بالبطولات.



ويقود ميسي فريقه إنتر ميامي لخوض نهائي بطولة الدوري الأمريكي للمحترفين لكرة القدم، أمام فانكوفر وايتكابس، بقيادة نجمه الألماني المخضرم توماس مولر، السبت

وتعتبر هذه هي أول مباراة نهائية لكلا الناديين في البطولة، مما يعني أن المسابقة على وشك أن تشهد تتويج بطلاً لأول مرة.



وقال ميسي في تصريحات: «ندرك أنها ستكون مباراة صعبة للغاية. سيكون نهائياً مميزاً للغاية».



ولكن بالنسبة لميسي، تعتبر المباراة المقبلة بمثابة نهاية لحقبتين، حيث ستكون آخر مباراة تجرى على ملعب إنتر ميامي الحالي، حيث من المقرر أن ينتقل الفريق إلى ملعب لا يزال قيد الإنشاء بالقرب من مطار ميامي الدولي الموسم المقبل.



وما لم تحدث تغييرات جذرية وجادة، ستكون هذه هي آخر مرة يلعب فيها قائد منتخب الأرجنتين مع زميليه القديمين خوردي ألبا وسيرخيو بوسكيتس، اللذين سيعتزلا غداً، وربما المهاجم الأوروغواياني المحنك لويس سواريز أيضاً.



وقال ألبا: «أنا ممتن للغاية لمشواري الكروي، وللفرق التي لعبت لها، ولكل ما تعلمته، ولكل ما استمتعت به، وكان شرفاً لي. نعم، إنه أسبوع مليء بالمشاعر، وأنا أعلم أنه سيكون آخر لقاء لي. وآمل أن أنهي مسيرتي بأفضل سيناريو ممكن، بأن نفوز في النهائي».



ولا يحتاج ميسي لهذا الفوز من أجل تخليد إرثه، فنجم برشلونة الإسباني السابق، الحائز على 46 لقباً على مستوى الأندية التي دافع عن ألوانها أو منتخب بلاده، هو الأكثر تتويجا بالألقاب في التاريخ.



ويعتبر ميسي على نطاق واسع أعظم لاعب لكرة القدم على مر العصور، ولن تسهم نتيجة مباراة السبت في تعزيز هذه السمعة أو إضعافها، وينطبق الأمر نفسه على مولر، أسطورة الكرة الألمانية، الذي كان الطرف المنتصر في نهائي كأس العالم 2014 بالبرازيل، الذي لعب فيه ضد ميسي، وخافيير ماسكيرانو، مدرب إنتر ميامي الحالي.



وقال ميسي: «من الجيد أن نصل إلى هذا النهائي وأن نواجه بعضنا البعض مرة أخرى. لقد واجهنا فانكوفر بالفعل ونفهم مستوى فريقهم».



ومع ذلك، سيشهد النهائي حدثاً جديداً على الأقل، فإذا فاز فانكوفر، سوف يكون مولر أول لاعب يفوز بكأس العالم وكأس الدوري الأمريكي. وإذا فاز إنتر ميامي، سيصبح ميسي ورودريغو دي بول وبوسكيتس أول ثلاثي يحصد لقبي المونديال وكأس الدوري الأمريكي معا.



وصرح ماسكيرانو: «سيكون لدينا أربعة أبطال لكأس العالم على أرض الملعب في المباراة النهائية. أعتقد أن هذا مثير للاهتمام للغاية للمسابقة».



وحينما سئل مولر، الذي حقق أكثر من 30 لقباً مع ناديه السابق بايرن ميونيخ الألماني ومنتخب بلاده، عن تصنيف كأس الدوري الأمريكي في قائمته، رد قائلاً «حالياً، أضعه في المرتبة الأولى، لأنه النهائي الوحيد الذي نتحدث عنه. إنه قادم الآن، بالنسبة لي، هذا النهائي هو أهم شيء في حياتي».



لكن من الواضح أن كأس الدوري الأمريكي لكرة القدم هو شيء يتمنى الفريقان الفوز به بشدة. بالنسبة لإنتر ميامي، فإنها فرصة لإثبات أن ضم رباعي برشلونة، المكون من ميسي، ألبا، سواريز، وبوسكيتس، كان يستحق كل هذا العناء.



أما فيما يتعلق بفانكوفر، الذي تغلب على إنتر ميامي مرتين هذا الموسم في دوري أبطال اتحاد أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي (كونكاكاف)، فهي فرصة للفوز بالكأس والتغلب على ميسي.

وأكد ماسكيرانو: «من الواضح أنهم كانوا أفضل منا بكثير في أبريل الماضي. لكن الوضع ليس كذلك الآن. نحن في وضع مختلف. نصل إلى هذه المباراة النهائية بثقة، وبلاعبين مختلفين. ونعلم أن لديهم فريقاً قوياً للغاية».



وحقق إنتر ميامي 10 انتصارات مقابل خسارتين وتعادل واحد في مبارياته الـ13 الأخيرة، منذ انطلاق الموسم العادي، وقد سيطر الفريق بشكل خاص على ثلاث مباريات حاسمة خلال تصفيات الدوري الأمريكي للمحترفين، حيث فاز بها بنتيجة إجمالي 13 - 1.



أما فانكوفر، فحقق 7 انتصارات مقابل تعادل وحيد و5 هزائم في آخر 13 مباراة له، علما بأنه تلقى 17 هدفا في آخر 17 مباراة له ضد فرق الدوري الأمريكي.



ويشير تاريخ المباريات النهائية للبطولة إلى أفضلية الأندية التي تلعب على ملاعبها، حيث توج الفريق الذي يخوض النهائي على ملعبه بـ11 لقبا من أصل 14 لقبًا في كأس الدوري الأمريكي للمحترفين، من بين الألقاب الثلاثة التي خسرها أصحاب الأرض في تلك السلسلة، سقط اثنان منهما بركلات الترجيح.



وانتصر فانكوفر على إنتر ميامي قبل ثمانية أشهر في قبل نهائي بطولة كونكاكاف، لكن إنتر ميامي حقق 16 فوزاً وتعادلين وتكبد خسارتين فقط في جميع المسابقات على أرضه منذ ذلك الحين.

وصرح سيباستيان بيرهالتر، لاعب خط وسط فانكوفر: «كنا مستعدين لهذا اللقاء طوال الموسم. الضغط مصاحب له. من المؤكد أنه سيكون نهائي ممتع، وأعتقد أنكم تعلمون أن لاعبينا سيستوعبون ذلك ويستمتعون به. لا أعتقد أنه سيكون هناك أهمية لإقامة اللقاء على ملعب أي من الفريقين».