رغم غياب الأسطورة كريستيانو رونالدو للإيقاف عن مباراة البرتغال الأخيرة أمام أرمينيا في تصفيات كأس العالم، بدا المنتخب البرتغالي وكأنه يعلن ميلاد قيادة جماعية جديدة بعد الفوز التاريخي بنتيجة 9-1، وهي المرة الثانية التي يصل فيها إلى حاجز التسعة أهداف دون مشاركة قائده وهدافه التاريخي؛ بعد الفوز على لوكسمبورغ بنتيجة 9-0 في تصفيات يورو 2024، ثم أمام أرمينيا في التصفيات الحالية.

منظومة مارتينيز

لم يعد الهجوم البرتغالي يعتمد على لاعبٍ واحد، بل على مجموعة كاملة قادرة على التسجيل والتحرك والضغط، إذ صنع المدرب روبرتو مارتينيز نسخة هجومية تقوم على تعدد مصادر التهديف، والضغط العالي، وتوزيع الأدوار القيادية داخل الملعب، وبرز ذلك في أداء اللاعبين الشباب الذين ظهروا بثقة كبيرة في المباريات الأخيرة، ليبدأ المنتخب مرحلة القادة المتعددين، التي يظهر فيها جيل قادر على تسجيل الأهداف وصناعة الفارق والسيطرة على المباريات، حتى في غياب اللاعب الأكثر تأثيرًا في تاريخ البلاد.

ورغم مكانة رونالدو كرقم صعب في تاريخ بلاده، فإن ما جرى في المباراة الأخيرة كشف أن روح القيادة لم تغب، بل توزعت بين خمسة لاعبين داخل الملعب:

1) برونو فيرنانديز

في غياب رونالدو، أصبح فيرنانديز الوجه القيادي الأبرز؛ إذ سجل 3 أهداف، منها هدفان من ركلتي جزاء، وصنع الإيقاع الهجومي بتمريراته المتقنة، مؤكداً أن المنتخب يمتلك عقلاً كروياً قادراً على إدارة المباراة دون الحاجة إلى قائد واحد.

2) جواو نيفيز

سجل هو الآخر هاتريك، وبرز كعنصر وسط قادر على التسجيل وصناعة الفارق، وهو دور ارتبط تاريخياً برونالدو.

3) غونسالو راموس

سجل الهدف الثاني، وقدم أداءً هجومياً يعتمد على التحرك الذكي وخلق المساحات، ليؤكد أن البرتغال لم تعد تملك مهاجمًا تقليديًا، بل قائدًا أماميًا يستطيع توجيه الهجوم وقيادته.

4) ريناتو فيغا

وجه آخر يؤكد أن مصنع القيادة في البرتغال يعمل بكفاءة عالية، وكان اللاعب صاحب الهدف الأول الذي فتح الباب لانهيار الدفاع الأرمني.

5) فرانسيسكو كونسيساو

دخل المباراة وسجل الهدف التاسع في الدقيقة 92، ليؤكد أن الجيل الجديد يشارك بقوة في صناعة الأمجاد، وأن شخصية المنتخب البرتغالي باتت جماعية أكثر من أي وقتٍ مضى.