يعد المدرب الوطني الكويتي محمد إبراهيم الملقب بـ«الجنرال» واحداً من أبرز الأسماء في تاريخ كرة القدم الكويتية، ليس فقط كونه لاعباً مهارياً في زمنه بل مدرباً قديراً، قاد فرقاً ومنتخبات إلى المجد المحلي والإقليمي، وضع «الجنرال» اسمه بين أعلام التدريب في كرة القدم الكويتية والخليجية، كونه صاحب المدرسة الفنية والانضباطية، التي تركت بصمة عميقة في عدد من الأجيال، بعدما بدأ مشواره من نادي القادسية لاعباً ثم مدرباً، وامتدت رحلته إلى أندية العربي والكويت والسالمية، ليُخلّد اسمه كونه أحد أنجح المدربين في تاريخ الكرة المحلية.



نشأ محمد إبراهيم في نادي القادسية، وبدأ مشواره لاعباً للوسط، يتمتع بذكاء كروي وقدرة على التحكم برتم اللعب، برز بسرعة في صفوف الفريق الأول، وأسهم في تحقيق العديد من البطولات مع القادسية، كما مثّل المنتخب الكويتي في مناسبات عدة.

اتجه «الجنرال» بعد اعتزاله اللعب إلى ميدان التدريب، حيث بدأ مع فرق الشباب بنادي القادسية، ثم تدرج ليقود الفريق الأول، وهنا بدأ اسمه يلمع مدرباً صاحب فكر كروي متطوراً، قاد خلالها الفريق الأول للفوز بالدوري الممتاز، وكأس الأمير، وكأس ولي العهد، إضافة إلى الوصول إلى نهائي كأس الاتحاد الآسيوي، وحقق اللقب عام 2014 بعد الفوز على أربيل العراقي.



كانت له عدة تجارب على المستوى الدولي، بعدما تولى تدريب المنتخب الكويتي الأول في أكثر من فترة، وحقق معه نتائج بارزة، منها التتويج بكأس الخليج عام 2003 مساعداً، ثم المشاركة في تصفيات آسيا، ويؤمن محمد إبراهيم مدرب بالانضباط والعمل الجماعي، ويولي اهتماماً خاصاً باللاعب الكويتي الشاب، ونجح في صناعة أجيال من اللاعبين الذين تألقوا محلياً ودولياً، ويعرف بشخصيته القوية، وانضباطه العالي، وإصراره على تطوير اللاعب الكويتي.



يعتبر نادي القادسية المحطة الأهم في مسيرة محمد إبراهيم التدريبية، حيث بدأ منها مشواره بعد اعتزاله اللعب، وخاض تجربة ناجحة مع نادي الكويت، بعدما تولى تدريب الفريق الأول، عمل خلالها على إعادة تنظيم الفريق، وتعزيز روح المنافسة، وبصمته كانت واضحة في تطوير الأداء الجماعي، وبعد نجاحه مع نادي الكويت ومن قبله القادسية كانت فرصة لإدارة نادي السالمية في وجوده لبناء فريق، وإعادته إلى مصاف الأندية الكويتية، حيث درب الفريق في فترة شهدت تجديد الدماء في النادي، ركز على استقرار الأداء وتطوير اللاعبين المحليين، وأسهم في إعادة بناء الفريق للمنافسة، ورغم عدم تحقيق بطولة كبرى إلا أنه أعاد للسالمية الحضور القوي في المنافسات المحلية، وكانت تجربته مع النادي العربي محدودة نسبياً، لكنها جاءت في وقت صعب، عمل على تحسين النتائج وتثبيت التشكيل، ونجح في رفع الروح القتالية داخل الفريق، ليترك بصمته في كل نادٍ قاده، ونجح في إثبات نفسه كونه أحد أفضل المدربين الوطنيين في تاريخ الكويت، بعطاء طويل وولاء دائم لتطوير الكرة الكويتية.



يُعد «الجنرال» محمد إبراهيم من أبرز المدربين في تاريخ كرة القدم الكويتية، وأحد الرموز الكبيرة في نادي القادسية، حيث صنع معه إنجازات كثيرة لاعباً ومدرباً، شارك في بعض البطولات المحلية والآسيوية، وحقق نتائج جيدة، لكن التجربة لم تستمر طويلاً، بسبب اختلاف الرؤى الفنية مع الإدارة، وترك بصمة فنية واضحة في تطوير أسلوب اللعب الجماعي للفريق، وأسس جيلاً ذهبياً من اللاعبين مثل: بدر المطوع، نهير الشمري، نواف الخالدي، حمد العنزي، مساعد ندا وغيرهم.



تعد خسارة مباراة الاتحاد السوري في نهائي كأس الاتحاد الآسيوي عام 2010 بركلات الترجيح بعد انتهاء الوقت الأصلي والإضافي بالتعادل الإيجابي بهدف لكل منهما من اللحظات الصعبة أو السلبية في مسيرته التدريبية مع القادسية، خصوصاً أنها كانت نهائي بطولة قارية وأقيمت على أرض الكويت في استاد جابر الأحمد الدولي.



وتلقى مجموعة من الانتقادات خلال مشواره التدريبي من لاعبين سابقين ومحللين، حمّلته مسؤولية الخسارة نتيجة أخطاء فنية أو تبديلات لم تحسن من أداء الفريق، خصوصاً إخراج لاعب، وإدخال آخر بإخراج حمد العنزي وإشراك فراس الخطيب، وأن إصراره على الدفع بالخطيب، الذي أهدر ركلة ترجيحية كان أحد أسباب الخسارة، هزيمة نهائي كأس الاتحاد الآسيوي 2010 أمام الاتحاد السوري هي الحدث الأبرز، الذي ارتبط بأسوأ الفترات التدريبية للجنرال، وكان له رأي بأن ناديي القادسية والكويت أكبر من المشاركة ببطولة كأس الاتحاد الآسيوي، وأن مكانتهما الحقيقية هي دوري أبطال آسيا.



على الرغم من أن محمد إبراهيم تقدم باستقالته، وأكد عزمه على اعتزال التدريب نهائياً بعد خسارة نهائي كأس الاتحاد الآسيوي 2010 بسبب النقد، إلا أنه تراجع عن هذا القرار واستمر في مسيرته التدريبية، وتعرض للعديد من الأزمات الصحية، تسببت في ابتعاده عن قيادة الفرق لفترات علاجية محددة، ولكنها جعلته يبتعد بشكل نهائي ودائم عن التدريب كان آخرها جلطة في أحد شرايين عينه اليمنى أدت إلى فقدانه البصر فيها مؤقتاً، وتأثرت عينه الأخرى.



«الجنرال» محمد إبراهيم ليس مجرد اسم في السجلات الرياضية، بل هو رمز من رموز الرياضة الكويتية، ومدرب وطني يستحق التكريم والتقدير، لما قدمه في خدمة الكرة الكويتية، لاعباً ومدرباً ومطوراً للمواهب، ولا يذكر كونه مدرب بطولات فقط، بل كونه مدرسة فكرية في التدريب خرجت عشرات اللاعبين والمدربين، وأعاد هيبة الكرة الكويتية في فترات صعبة، ورفع اسم القادسية في المحافل القارية، ليبقى واحداً من رموز التدريب الكويتي والعربي.