كانت صفقة انتقال الأرجنتيني الأسطوري دييغو أرماندو مارادونا إلى نابولي عام 1984، هي بداية سلسلة الانتقالات القياسية في العصر الحديث لكرة القدم.
كانت الدهشة هي رد الفعل الأول للكثير من متابعي كرة القدم، كيف يمكن أن يكلف لاعب مبلغاً يتجاوز 10 ملايين دولار، وماذا سيقدم للنادي في المقابل، قدم مارادونا الكثير لنابولي بالفعل حول نادي الجنوب الإيطالي إلى بطل وإلى اسم في كرة القدم حتى اليوم واضعا نفسه بين عمالقة إيطاليا، وفتحت الصفقة باب التسابق على المواهب النادرة مهما كلف الثمن، حتى وصلنا إلى يومنا هذا والجميع يعلم كم باتت كلفة التعاقد مع سوبر ستار.
ويبدو أن كرة القدم للسيدات تتجه إلى الطريق نفسه وإن كانت الصفقات يراها البعض الآن «قليلة القيمة» ولكنها حتماً قياسية في إطار تعاقدات كرة القدم النسائية.
خلال فترة بسيطة بدأت أرقام الصفقات في كرة القدم النسائية في الارتفاع، وكانت ضربة البداية تعاقد تشلسي في يناير الماضي مع المدافعة الأمريكية نعومي جيرما بمبلغ وصل إلى 900 ألف جنيه إسترليني، ولكن هذا الرقم لم يصمد كثيراً، حيث إن الجار أرسنال قام بالتعاقد مع أوليفيا سميث من ليفربول بمليون جنيه إسترليني، ولكن هذا الرقم نفسه سقط سريعاً عندما تعاقد أورلاندو برايد الأمريكي مع لاعبة منتخب المكسيك ليزبيث أوبايي بمبلغ وصل إلى 1.1 مليون جنيه إسترليني.
ويبدو أن بطولة أوروبا للسيدات الأخيرة رفعت من زخم كرة القدم النسائية التي شهدت دخول مستثمرين جدد، وعرفت تعاقداتها تجاوز حاجز المليون، عندما عاد تشلسي مرة أخرى إلى سوق الانتقالات ليتعاقد مع أليسا تومسون من أنجيل سيتي الأمريكي بمبلغ تجاوز حدود المليون جنيه إسترليني، وقبل أن يكتمل صدى هذه الصفقة جاءت صفقة أخرى من نادي لندن سيتي الصاعد حديثاً للدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم للسيدات عندما أعلن تعاقده مع الفرنسية جريس جيورو من باريس سان جيرمان بمبلغ ذكرت تقارير أولية أنه قارب إلى 1.4 مليون جنيه إسترليني، ليتخطى قيمة صفقة انتقال أليسا تومسون إلى تشلسي، ولكن النادي اللندني الصاعد نفى ذلك وقال إنها صفقة قياسية في تعاقدات النادي ولكنها ليست الأعلى على مستوى انتقالات كرة القدم للسيدات، ويبدو أنه أراد بهذا النفي الإشارة إلى التقارير التي أكدت أن شروط المكافآت الملحقة بصفقة انتقال أليسا تومسون - وهي ما يعرف في بعض الأوساط بالبنود الخفية - تجعل الصفقة هي الأعلى.
حدث كل ذلك في ساعات قليلة، وهذه السرعة تشير إلى الخطوات الجديدة في كرة القدم النسائية، ومع ارتفاع شعبية اللعبة، ودخول الرعاة إلى المجال بات من الواضح أن صفقات قياسية أخرى في الطريق، ولكن هل ستصل إلى أرقام انتقالات اللاعبين؟ كل شيء متروك للمستقبل.
