تتجه الأنظار مساء اليوم إلى ملعب «الإمارات» في لندن، حيث يحل باريس سان جيرمان الفرنسي ضيفًا ثقيلًا على أرسنال الإنجليزي، في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا لموسم 2024-2025.
وتنطلق المباراة في الحادية عشرة مساءً بتوقيت الإمارات، العاشرة مساءً بتوقيت مصر والسعودية، وسط ترقب كبير لموقعة قد تحدد بشكل مبكر معالم أول المتأهلين إلى نهائي الحلم الأوروبي.
يدخل أرسنال المواجهة بمعنويات مرتفعة مدعومًا بسجل مميز في النسخة الحالية من البطولة، إذ لم يعرف طعم الخسارة في آخر ثماني مباريات خاضها بدوري الأبطال، محققًا سبعة انتصارات وتعادلًا وحيدًا.
ويعد هذا السجل من أفضل السجلات الأوروبية في تاريخ النادي الحديث، ولا يتجاوزه سوى ما حققه الجيل الذهبي في موسم 2005-2006، حين خاض المدفعجية 12 مباراة متتالية دون هزيمة (8 انتصارات و4 تعادلات) قبل أن يخسروا النهائي أمام برشلونة.
هذا التفوق الرقمي يمنح المدرب ميكيل أرتيتا ورجاله دفعة معنوية قوية قبل الاصطدام بفريق بحجم باريس سان جيرمان، خاصة أن الفريق اللندني أظهر خلال مشواره قدرة كبيرة على التعامل مع الضغوط والمباريات الكبرى، كان أبرزها إقصاؤه لحامل اللقب ريال مدريد في ربع النهائي بنتيجة عريضة بلغت 5-1 في مجموع الذهاب والإياب.
على الجانب الآخر، تبدو رحلة باريس إلى لندن محفوفة بالمخاطر، بالنظر إلى سجله المتواضع على الأراضي الإنجليزية.
فقد خسر الفريق الباريسي خمس مباريات من أصل آخر ست مواجهات خاضها خارج الديار ضد أندية إنجليزية في دوري الأبطال، واكتفى بانتصار يتيم.
وكانت هذه الهزائم على يد مانشستر سيتي (مرتين)، وأرسنال، ونيوكاسل، وأستون فيلا، مما يضع كتيبة المدرب لويس إنريكي تحت ضغط إضافي لتحقيق نتيجة إيجابية قبل مباراة الإياب المرتقبة في باريس يوم 7 مايو المقبل.
وتاريخيًا، يُعد مانشستر سيتي هو الفريق الإنجليزي الوحيد الذي ألحق بباريس هزيمتين في نسخة واحدة من البطولة، وذلك خلال موسم 2020-2021، عندما تفوق عليه في نصف النهائي (2-1 في باريس و2-0 في مانشستر)، وهي ذكرى لا يرغب الفريق الباريسي في تكرارها بأي حال من الأحوال.
ورغم المعاناة خارج ملعبه، تمكن باريس سان جيرمان من حجز مقعده في نصف النهائي بصعوبة بالغة، بعدما اجتاز عقبة أستون فيلا بنتيجة 5-4 بمجموع مباراتي ربع النهائي، أما أرسنال، فقدّم واحدة من أفضل مبارياته القارية هذا الموسم بإقصاء ريال مدريد بطريقة ساحقة، عززت طموحاته بالعودة مجددًا إلى النهائي الأوروبي الذي غاب عنه منذ ما يقارب عقدين من الزمن.
المواجهة بين أرسنال وباريس سان جيرمان هذه المرة تحمل طابعًا خاصًا، فهي تجمع بين فريقين يتشابهان إلى حد كبير في الأسلوب، مع اعتماد كلاهما على الهجوم السريع والاستحواذ على الكرة، إلى جانب امتلاكهما ترسانة هجومية قادرة على صناعة الفارق في أي لحظة.
كما تُضفي حقيقة أن الفائز من هذه الموقعة سيواجه المنتصر من مواجهة برشلونة الإسباني وإنتر ميلان الإيطالي، إثارة إضافية على اللقاء، إذ يسعى كل طرف لكتابة فصل جديد في تاريخه الأوروبي وتحقيق حلم التتويج بالكأس ذات الأذنين.
ومع امتلاء مدرجات ملعب «الإمارات» بالجماهير الحمراء الداعمة للمدفعجية، سيكون الضغط على الضيوف أكبر، بينما يطمح أصحاب الأرض لاستغلال عامل الأرض والجمهور وتحقيق نتيجة مريحة قبل موقعة الإياب.
