تمثل العلاقات الرياضية بين الإمارات والسعودية نموذجاً استثنائياً من التواصل والترابط على مدار عشرات السنين، ساهم بشكل كبير في توطيد العلاقات الاستراتيجية بين البلدين الشقيقين المرتبطين معاً بجذور تاريخية ضاربة في عمق الزمان والمكان، وعززت من قيم الصداقة والتعاون وتبادل الخبرات على الصعيد الرياضي.
ومنذ تأسيس دولة الإمارات عام 1971 كانت الرياضة من أوائل القطاعات التي نظرت إلى الخارج، وأقامت حوارات واتفاقيات ولقاءات وبطولات ومبادرات مشتركة مع الأشقاء والأصدقاء في مختلف دول العالم.
خصوصية
وكان للتنسيق المستمر والتعاون الدائم مع المملكة خصوصية نادرة تعكس مدى تطابق الرؤى ووحدة الهدف واتفاق المصالح، والأدلة كثيرة على عمق العلاقات بين الطرفين على مدار أكثر من نصف قرن.
وساهم التعاون والتقارب بين البلدين الشقيقين، في تحقيق استفادة كبرى على الصعيد الرياضي في الجانبين من جراء الخبرات المتبادلة على الصعيد المؤسسي والمهني، فعلى سبيل المثال قادت الرياضة الإماراتية دفة العمل نحو تأسيس عدد من الاتحادات الرياضية في الخليج بصفة عامة مثل اتحادات الملاكمة والجوجيتسو، ونشر رياضات مثل كرة القدم الشاطئية، حيث كان الهدف الأول هو نقل الخبرات إلى الرياضة في المنطقة الخليجية بشكل عام والسعودية على وجه الخصوص، وتتمثل مثل هذه الخطوات في مشاركة المنتخب السعودي لكرة القدم الشاطئية، المؤسس حديثاً، لأول مرة في نوفمبر 2022 في منافسات النسخة الحادية عشرة من بطولة كأس القارات الشاطئية التي تنظمها دبي سنوياً.
وأخيراً وقع اتحاد بناء الأجسام واللياقة البدنية ولجنة ألعاب القوة في السعودية مذكرة لتعزيز التعاون الرياضي المشترك في تطوير رياضة القوة البدنية بشكل يتناسب والنقلة النوعية التي يشهدها البلدان.
جهود
ونتيجة لجهود التعاون المشترك بين البلدين على مختلف الصعد تم تأسيس مجلس التنسيق السعودي الإماراتي، الذي تم إنشاؤه ضمن اتفاقية بين الإمارات والسعودية، في مايو 2016، لتحقيق رؤية مشتركة تتمحور حول إبراز جهود الجانبين في مجالات الاقتصاد والتنمية البشرية، والتكامل السياسي، والأمني، والعسكري، والسياحة والإعلام، والرياضة بالإضافة إلى الطاقة والصناعة والاستثمار، وصولاً إلى تحقيق الرفاهية لمجتمع البلدين.
ملتقيات
وكان من أبرز مخرجات مجلس التنسيق السعودي الإماراتي، ملتقى القيادات النسائية الرياضية، الذي نظمته لجنة رياضة المرأة بالسعودية، لإبراز أهمية الرياضة النسائية وآلية تطويرها، والخروج بتوصيات تساهم في تمكين المرأة في القطاع، وتحقيق منجزات مشرفة تليق بالبلدين الشقيقين.
كما انبثقت عن مجلس التنسيق السعودي الإماراتي العديد من المبادرات مثل الملتقى السنوي الأول للشباب السعودي الإماراتي (واعد)، والذي تتبلور أهدافه الرئيسية في تعزيز التعاون بين شباب البلدين الشقيقين.
