لمشاهدة الغرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا

ألغيت مسابقة الدوري مرتين في مسيرة كرة الإمارات التاريخية، الممتدة من زمن الهواية في موسم 1973-1974، حتى زمن الاحتراف بداية من موسم 2008-2009، وصولاً إلى موسم 2019-2020، وفي المرتين لم يتم تتويج «فرسان دبي»، رغم تصدّرهم ترتيب جدول المسابقة، وكانت المرة الأولى في موسم 1990-1991، وتم الإلغاء لظروف حرب الخليج، ولم يكن الوقت كافياً لدراسة الموقف، ولم يكن هناك سبيل سوى هذا القرار، ولم يتم إعلان بطل للمسابقة.

وفي النسخة الأولى الملغاة، كان الدوري قد أقيم بمشاركة 16 فريقاً، وبلغت المسابقة 13 جولة أي نهاية الدور الأول، وكان شباب الأهلي «الأهلي» وقتها قبل قرار الدمج الصادر في 2017، والذي دمج بينه وبين الشباب ودبي، يتصدر الترتيب برصيد 19 نقطة من 8 انتصارات و3 تعادلات، وبفارق نقطة واحدة عن الشارقة بالمركز الثاني، وكان وقتها الفائز بالمباراة يحصل على نقطتين وليس 3 نقاط، واحتلت فرق النصر والوصل والخليج والشباب، المراكز التالية برصيد 17 نقطة لكل منها.

وأقيمت بطولة كأس صاحب السمو رئيس الدولة، بنظام الدور التمهيدي وخروج المغلوب بعد مباراتي الذهاب والإياب، ليتأهل 16 فريقاً، وتم تقسيمها إلى 4 مجموعات، ونجح الشارقة مع المدرب البولندي بلاوت، في الوصول إلى المباراة النهائية، والفوز على الوصل بثلاثية نظيفة، والتتويج باللقب، ثم جاء الإلغاء للمرة الثانية في موسم 2019-2020، ولم يتوج شباب الأهلي باللقب رغم تصدره للمسابقة برصيد 43 نقطة، وبفارق 6 نقاط عن العين الوصيف، وألغي الصعود والهبوط، كما تم إلغاء بطولة كأس صاحب السمو رئيس الدولة، والمتبقي منها المباراة النهائية بين العين والظفرة، ضمن سلسلة من القرارات الصادرة من رابطة المحترفين، واتحاد الكرة الإماراتي.

استكمال الدوري

واعتبر الخبير الكروي الدكتور موسى عباس أن القرارات الصادرة من رابطة المحترفين هي «سمك.. لبن.. تمر هندي»، وقال: «من العدل استكمال الدوري، ومن عدم الإنصاف عدم تتويج شباب الأهلي، وعدم صعود الإمارات ودبا الحصن، وإلغاء نهائي كأس صاحب السمو رئيس الدولة بين العين والظفرة، قمة الظلم، لأنه منذ شهور ماضية، وكان هناك قرار واضح باستئناف النشاط الكروي في أغسطس المقبل، والتصريحات الصادرة من المسؤولين عن الكرة، كانت تسير في الإطار نفسه، والأمور تسير بشكل جيد، قبل صدور تلك القرارات المفاجئة والصادمة، وتبريرها بأعذار واهية من الأندية، ومنها سفر اللاعبين والمدربين، ولذا أنا كنت مع استكمال الدوري، كما قررت دول مجاورة مثل البحرين والكويت، وكذلك السعودية التي تتنقل فيها الفرق عن طريق الطائرات».

وأضاف: «الغريب في الأمر كذلك، أن الرابطة منحت الأندية المتنافسة قرار تحديد البطل والهبوط، بل والتحكم في مصير مسابقة ثانية، وظلم الإمارات ودبا الحصن في دوري الدرجة الأولى، وبدون أي تنسيق مع اتحاد الكرة، وكأن هناك اتحادين للكرة في الإمارات، وذلك في الوقت الذي كانت الرابطة واتحاد الكرة قادرين على اتخاذ القرار وتجنب كل الجدل المثار حالياً، والتعذر بصعوبة اللعب في الطقس الحار، عذر واه، لأن مسابقاتنا المحلية سبق وبدأت في أغسطس، واللاعبين سبق وتدربوا في منتصف يوليو داخل الدولة، وعقب عودتهم من معسكراتهم الخارجية، كما أن الدول المجاورة لنا، حددت مواعيد للعودة في شهور الصيف، وهل هذا يعني أن درجة الحرارة عندهم 20 درجة مئوية؟»

الكأس الغالية

وتابع موسى عباس: «هناك ظلم أيضاً وقع على ناديي العين والظفرة، بإلغاء نهائي كأس صاحب السمو رئيس الدولة، وهي مباراة واحدة كان يمكن إقامتها في أي وقت من الموسم المقبل، ومع قرار إلغاء الهبوط بدا الأمر كأن الرابطة والاتحاد يكافئان المهمل والكسلان، إذ كيف للمنافس أن يحكم على البطل، والمؤكد بالنسبة لي أنه كانت هناك ارتجالية في اتخاذ القرارات وبدون ثوابت واضحة، ولا يمكن في يومين فقط أن يتم إصدار مثل تلك القرارات الهامة، وعندما قررت رابطة الدوري الفرنسي، منح الدرع لباريس سان جيرمان، رغم أن الفارق كان 12 نقطة، وهناك 10 مباريات متبقية، هل أخذت رأي الأندية؟»

وواصل: «للأسف الجميع يتحدث دائماً عن إهدار المال في تعاقدات ورواتب اللاعبين، ولم يتحدث أحد عن إهدار المال بإلغاء المسابقات، رغم ما تم إنفاقه من قبل الفرق طول الموسم، لتحقيق أهداف محددة، ثم يأتي من يحطم كل هذا، ويرفض صعود فريق يحتاج نقطة واحدة فقط لتحقيق آمال وجهود شهور من العمل، بحجة عدم استطاعة العودة للمباريات في أغسطس».

مبدأ العمومية

وقال أحمد خليفة حماد الخبير الرياضي: «رابطة دوري المحترفين، ثبتت مبدأ الدعوة لعقد اجتماع للجمعية العمومية لاتخاذ أي قرارات مهمة، وألغت دورها الذي تم انتخابها من أجله، وكان على الرابطة اتخاذ القرارات وفق النظام الأساسي، بدلاً من اتخاذ قرار إلغاء المسابقة، ثم ترك باقي القرارات للعمومية، والكل كان متأكداً قبلها، أن المصالح الشخصية للأندية، هي المحرك الأساسي للقرارات الصادرة من هذا الاجتماع، والذي خلق «تربيطات» بين الأندية، وخلقت مشكلات مستقبلية تمتد لسنوات».

وأضاف: «انتظرنا طويلاً عودة النشاط حسب وعود سابقة، قبل أن نفاجأ بإلغاء واحد تبعه سلسلة إلغاءات وقرارات لم ترض الكثيرين، وكان يمكن اتخاذ القرار من زمن،وبالتأكيد قرارات الرابطة الأخيرة، ظلمت أندية كثيرة، وفي مقدمتها أندية دوري الدرجة الأولى، والتأخير في اتخاذ القرارات، وفي الوقت الذي قارب فيه الدوري الألماني على النهاية، وتحددت مواعيد عودة دوريات خليجية قريبة منا، كنا لا نزال نناقش ونقرر موقف دورينا وهو ما تسبب أيضاً في الكثير من الجدل، وللأسف نحن لا نزال نعاني من غياب اللوائح».

وأكمل: «الرابطة انتخبت للقيام بدور حاسم في مثل هذه الأمور ولكنها بقراراتها الأخيرة أعادت الدور للأندية، في الوقت الذي من المفترض فيه أنها الأكثر معرفة بالصالح العام».