جاءت نتائج بني ياس في الدور الأول من دوري الخليج العربي غير معبرة عن المستوى الذي ظهر عليه الفريق في 13 مباراة لعبها في النصف الأول من المسابقة، إذ تأرجحت نتائج السماوي ما بين الصعود تارة والهبوط تارة أخرى، وربما لم ترض الطموحات بحكم ما يمتلكه الفريق من إمكانيات على مستوى اللاعبين، والآمال التي كانت معلقة في بداية الموسم بعد التغييرات التي أجرتها إدارة شركة الكرة قبل انطلاقة الموسم.
بني ياس غير الكثير من جلده الموسم الحالي وظهر في ثوب المدرسة الإسبانية بعد التعاقد مع جهاز فني جديد بقيادة الإسباني لويس جارسيا، وتغييرات على مستوى اللاعبين سواء المواطنين أو الأجانب، وقام باستقطاب لاعبين جدد ورحل عنه لاعبون آخرون يعدون من الأسماء المهمة والعناصر التي لعبت بشكل أساسي في المواسم الماضية وكانت أحد أعمدة الفريق الرئيسية، كما تغيرت الاستراتيجية بالنسبة لإدارة شركة الكرة التي أعلنت عن أنها في مرحلة بناء فريق للسنوات القادمة ولم تطالب الجهاز الفني بالبطولات أو المنافسة على الألقاب.
أرقام من الدور الأول
وبالنظر للأرقام التي حققها الفريق في الدور الأول نجد أنه احتل المركز السابع برصيد 19 نقطة جمعها من الفوز في 5 مباريات والتعادل في 4 والهزيمة في 4، وسجل 25 هدفاً وتلقت شباكه 17 هدفاً، وبالتالي فإن السماوي انحصر في المنطقة الدافئة، واقتحم فقط مراكز المقدمة وتحديداً المركز الرابع مرة واحدة خلال الدور الأول ولكنه عاد وتراجع بعد ذلك إلى السابع.
وبالعودة إلى مشوار بني ياس الدور الأول فإنه يمكن تقسيمها إلى ثلاث مراحل الأولى كانت بداية الفريق للموسم في غاية السوء وعلى غير التوقعات والطموحات، وجاءت نتائجه مخيبة للآمال، إذ لم يحقق الفريق نتائج جيدة على مدار الستة جولات الأولى من عمر الدوري، ووقع في فخ التعادل في أول جولتين أمام النصر واتحاد كلباء بنفس النتيجة 1-1، وتلقى خسارتين على التوالي في الجولتين الثالثة والرابعة من الوحدة والإمارات، ثم تعادل في الجولة الخامسة أمام الشارقة.
انتصارات متتالية
وأما المرحلة الثانية فقد شهدت انتفاضة وصحوة قوية حقق خلالها الفريق 4 انتصارات متتالية في أحد أفضل فترات الفريق هذا الموسم بعد أن فاز على الشباب 2-صفر في الجولة السادسة ثم على الوصل 2-1 في السابعة والفوز على عجمان في الجولة الثامنة بثلاثية نظيفة، وفي الجولة التاسعة حقق بني ياس أكبر فوز في الدوري هذا الموسم واكتسح الفجيرة بسبعة أهداف نظيفة.
وبعد الانتصارات الأربعة المتتالية بدأ بني ياس المرحلة الثالثة التي تباينت خلالها النتائج ما بين الفوز في مباراة الخسارة في أخرى، حيث خسر الفريق من الجزيرة في الجولة العاشرة ثم فاز على الظفرة، وعاد ليتلقى خسارة ثقيلة من العين بثلاثية، وفي الجولة الأخيرة من الدور الأول تعادل أمام الأهلي سلبياً.
وبرغم هذا التباين الواضح في نتائج الفريق إلا أن هناك حالة من الرضا نتيجة المستوى الفني الذي ارتفع تدريجياً، وأصبح للفريق شخصية مختلفة عن تلك الصورة السيئة التي ظهر عليها الموسم الماضي، ووضح التغيير الذي قام به المدير الفني لويس جارسيا والعمل الذي قدمه وانعكس على أداء اللاعبين في أحيان كثيرة، وبات هناك شكل واضح وجمل تكتيكية وفنية يقدمها اللاعبون على أرض الملعب.
ظروف وعقبات
واجه السماوي ظروفا عدة عانى منها منذ بداية الموسم خصوصاً على مستوى الانتدابات، أبرزها أزمة القيد الشهيرة التي لم يتمكن من خلالها من الاستفادة من التعاقد مع محمد ناصر القادم من الوصل وسعد سرور من الأهلي، إضافة إلى رحيل المهاجم الأساسي والوحيد التشيلي كارلوس مونوز بعد أن لعب مع الفريق في أول 4 مباريات سجل خلالها هدفاً وحيداً، ورحيل عناصر مهمة مثل نواف مبارك ومحمد فوزي، ولم يستفد الفريق من جهود محترفه الأجنبي الكوري كيم يوونغ وو الذي تعرض للإصابة في فترة الإعداد ولم يشارك مع الفريق.
إلا من الجولة التاسعة أمام الفجيرة، بجانب إصابة عدد من لاعبيه مثل عامر عبد الرحمن وغاب في الجولات الثلاث الأخيرة، وفواز عوانة الذي لم يشارك في أغلب المباريات بسبب الإصابة، وغياب المهاجم أحمد علي نتيجة الإيقاف بسبب المنشطات، وبدا الفريق أنه يلعب من دون مهاجم صريح قبل أن يتعاقد مع الأرجنتيني دينيس الذي خاض أول مباراة له في الجولة السادسة ضد الشباب.
دور الأجانب
وبالنسبة للأجانب فقد لعب الفريق بدون أجانبه الأربعة في معظم مباريات الدور الأول، ولكن يمكن القول إنه استفاد من المدافع آنخيل ديلبيرت الذي برغم بدايته غير القوية إلا أنه استطاع الانسجام مع الفريق وبدأ في التأقلم والظهور بشكل جيد، نفس الأمر بالنسبة للاعب الوسط خوان فيردو، وفيما يتعلق بالأرجنتيني دينيس فقد اعتمد عليه المدرب .
لأنه أصبح المهاجم الوحيد في الفريق وسجل بالفعل 5 أهداف ولكنها ليست على مستوى الطموحات، أما الكوري كيم فهو الوحيد الذي لم يستفد منه الفريق الاستفادة الكبيرة، وربما يحتاج الفريق إلى تغييرات خلال فترة الانتقالات الشتوية التي تبدأ في يناير الجاري لتدعيم صفوفه، وقد يطال هذه التغييرات بعض الأجانب في ظل بحث النادي عن عناصر قد تقدم مردود أفضل مع الفريق في الدور الثاني.
ابن محيروم: راضون عما قدمه السماوي في الدور الأول
أكد مبارك بن محيروم نائب رئيس مجلس إدارة نادي بني ياس، رئيس شركة كرة القدم، أن إدارة السماوي راضية عن مشوار الفريق في الدور الأول من دوري الخليج العربي هذا الموسم، والنتائج التي حققها بغض النظر عن احتلاله المركز السابع بعد أن قدم مستوى فنيا جيدا في أغلب مباريات الدور الأول، مشيراً إلى أن المستوى الفني للفريق شهد تصاعداً من بداية الموسم وحتى نهاية الدور الأول، واستطاع فرض شخصيته وأصبح أسلوبه مميزاً خاصة من الناحية الفنية.
تصاعد مستمر
وقال: نحن راضون بالتأكيد عن العمل الذي قام به الفريق بشكل عام سواء من جانب الجهاز الفني أو اللاعبين المواطنين والأجانب، وأعتقد أن المستوى كان في تصاعد مستمر خصوصاً بعد أن كانت البداية صعبة وغير مرضية في الجولات الأولى، ولكن نجح الفريق في التطور تدريجياً وفرض شخصيته في العديد من المباريات، وحقق انتصارات جيدة.
وحتى في المواجهات التي خسرها السماوي لم يكن الفريق سيئاً بل على العكس قدم مستويات جيدة للغاية، وكان الأحق بالفوز في أكثر من مباراة، وعلى سبيل المثال مباراتنا مع الجزيرة التي خسرها السماوي في الثواني الأخيرة وكان الفريق الأحق بالفوز بشهادة مدرب الجزيرة، وكذلك مباراة الوحدة خسرها الفريق رغم أنه كان الطرف الأفضل، وأكثر من مواجهة انتهت بالتعادل.
صعوبات للغيابات
وأضاف: سعينا إلى أن يستعيد الفريق رونقه وأداءه المميز الذي قدمه في السنوات الأخيرة رغم الصعوبات التي واجهت الفريق من بداية الموسم بغياب عدد من اللاعبين للإصابات، وعدم اللعب بكل الأجانب، ولذلك فقد كانت أبرز أولوياتنا أن يفرض الفريق شخصيته وأسلوبه، كما أن عنصر الاستقرار مهم للغاية وهو أحد أهدافنا خاصة وأن الجهاز الفني يقوم بعمل جيد مع الفريق.
وأشار إلى أن ترتيب جدول دوري الخليج العربي بعد نهاية الدور الأول ليس مقياساً للحكم على مستوى الفريق في الموسم ككل، وقال: بالنظر إلى الجدول فإن فارق النقاط ليس كبيراً بين أكثر من فريق، وبني ياس يحتل المركز السابع برصيد 19 نقطة ولكن الفارق مع الأندية التي تسبقه في الترتيب بسيط ومن الممكن تداركه، وأعتقد أن الفريق استطاع تحقيق نتائج جيدة في أكثر من جولة على التوالي بعد أن أصبح الانسجام عنصراً مميزاً بين اللاعبين، وواجهنا سوء حظ في مباريات أخرى كنا نستحق فيها الفوز.
مردود جيد
وعن اللاعبين الأجانب قال: أعتقد أن مردود الأجانب كان جيداً، وباستثناء الإصابة التي تعرض لها الكوري كيم يوونغ خلال فترة الإعداد وتسببت في غيابه عن أغلب مباريات الدور الأول إلا أن المردود جيد إلى حد كبير، والفريق لعب مباريات قليلة بالأجانب الأربعة خصوصاً وأننا مررنا بظروف صعبة خلال أزمة القيد إلى أن تعاقد النادي مع الأرجنتيني دينيس الذي ظهر بشكل معقول خلال مشاركاته مع الفريق.
25
رغم معاناة بني ياس من عدم وجود مهاجم صريح في أكثر من مباراة، بعد رحيل المهاجم التشيلي كارلوس مونوز، وعدم التمكن من قيد محمد ناصر القادم من الوصل وحتى ما قبل التعاقد مع الأرجنتيني دينيس ستراكوالورسي، إلا أن الفريق ظل يمتلك ثاني أقوى هجوم في دوري الخليج العربي بعد الجزيرة، لفترة طويلة وحتى ما قبل نهاية الدور الأول بثلاث جولات، وكان هذا الأمر أحد علامات الاستفهام في ظل شكوى مديره الفني من عدم وجود رأس حربة صريح في عدة مواجهات.
وأحرز بني ياس خلال الدور الأول 25 هدفاً كرابع أقوى هجوم بعد الجزيرة والعين والشباب، وتلقت شباكه 17 هدفاً، والغريب أنه لم يستأثر أحد اللاعبين بأكبر عدد من الأهداف، إذ سجل أهداف بني ياس في الدور الأول 11 لاعباً وكان فيردو ودينيس أكثر من سجلا للفريق برصيد 5 أهداف لكل منهما، ثم 3 أهداف لكل من أحمد علي وحبوش صالح، وهدفين لكل من يوسف جابر وبندر الأحبابي، وسجل هدفاً واحداً كل من عامر عبد الرحمن وأحمد ناصر وديلبيرت وطالب سالم وكارلوس مونوز قبل انتقاله للأهلي.
السماوي أفضل خارج ملعبه
كانت أبرز الظواهر في نتائج بني ياس خلال الدور الأول، تحقيق نتائج إيجابية خارج ملعبه بعكس المباريات التي استضافها، حيث فاز في 3 مباريات خارج ملعبه من أصل 5، كانت على حساب الوصل والفجيرة والظفرة، بينما فاز في مباراتين فقط بملعبه على الشباب وعجمان، وتعادل خارج ملعبه أمام اتحاد كلباء والشارقة والأهلي، وتعادل وحيد على ملعبه أمام النصر، بينما تعرض للخسارة على ملعبه أمام الوحدة والجزيرة والعين، وخسر خارج ملعبه أمام الإمارات.
7
شهدت مباراة الفجيرة وبني ياس في الجولة التاسعة أكبر فوز تحقق في الدور الأول من دوري الخليج العربي هذا الموسم، بعد أن أمطر السماوي شباك الفجراوي بسباعية نظيفة في واحدة من المباريات التي تألق فيها لاعبو بني ياس في الدور الأول.
وتعد نتيجة المباراة هي أكبر فوز حققه فريق في دوري الخليج العربي منذ انطلاق الاحتراف قبل 7 سنوات، وأحرز أهداف بني ياس في مباراة السباعية أنخيل ديلبيرت ودينيس ستراكوالورسي (هدفين) وعامر عبدالرحمن وحبوش صالح وطالب سالم وبندر الأحبابي.
