احلى شباب.. واغرب عين، شتان ما بين الاثنين، ليس لأن الأول فاز باستحقاق 3/1 أول من أمس، على ملعبه الخضراوي بدبي، والثاني خسر باستحقاق أيضاً في الجولة الأولى لدوري الخليج العربي لكرة القدم، ولكن لأن الأمر يتطلب فعلاً التفتيش بعين المتفحص عن الأداء الراقي، من قدمه، رسمه، جسده واقعاً ملموساً على أديم الملعب، الشباب أم العين، الإجابة لا تحتاج إلى عناء كبير، الشباب طبعاً، الكل أجمع على ذلك، مدرب العين أحمد عبدالله، ومارسيو مساعد باكيتا مدرب الجوارح، المحللون، المتابعون، حتى الواقعيون من جماهير العين، ناهيك عن عشاق الفريق الأخضر ومسؤوليه والمعنيين بشؤونه.
الظالم العادل
الشباب فاز لأنه دخل ملعبه وهو عازم على الفوز، تمكن من السيطرة شبه المطلقة على وسط الميدان، عنصر قوة الزعيم، استثمر هجماته، استغل تحركات محترفه البرازيلي (الفلتة) أديلسون بديل المنتقل سياو، حيث دخل اديلسون قلوب (الخضراوية) من اول نظرة، مدربه أحسن وضع تشكيلة فاعلة بامتياز، حسن إبراهيم وداوود علي وناصر مسعود وحيدروف لعبوا معاً كما لو أنهم لم يلعبوا من قبل، إسماعيل ربيع ذاد ببسالة عن عرينه، عصام ضاحي نصب سداً منيعاً بمعاونة زملائه المقاتلين، محمد مرزوق وحمدان قاسم وعبدالله فرج، حتى إدغار، ظهر بصورة (الظالم العادل)، سجل هدفين، واحد هنا في شباك الشباب، والآخر هناك في شباك العين!
العين خسر لأنه دخل الملعب الخضراوي وهو ليس بعيداً كثيراً عن (سالفة) إقالة مدربه الأورغواياني فوساتي قبل سويعات قليلة من موعد المباراة، تفاجأ، نعم تفاجأ بحيوية الشباب، بسيطرته على وسط الميدان، فتباعدت خطوط الزعيم بشكل غريب، فلعب جيان من دون سند، ووقع عموري الفنان في كماشة حيدورف وحسن إبراهيم، وضاع رادوي ودياكيه وباستوس، فظهر العين غريبا شكلا ومضموناً.
فقدان الأملاح
معادلة اتفق فيها معنا إلى حد ما الوطني أحمد عبدالله مدرب العين بقوله: أضعنا فرصاً واستغل الشباب فرصاً فسجل وفاز، تأثرنا بالرطوبة العالية هنا في دبي، على عكس حال الرطوبة الجافة في العين، الفريقان معاً تأثرا بالرطوبة فخرجا من المباراة متعبين من شدة الرطوبة وفقدان الأملاح، ولكن هذا ليس تبريراً، ارتكبنا أخطاء واضحة سنعالجها في الأيام المقبلة، وبصورة عامة، أنا راضٍ عن أداء فريقي رغم الخسارة وبعيداً عن التبريرات.
وعن تأثير تغيير فوساتي المدرب السابق للزعيم على لاعبي الفريق البنفسجي، أجاب عبدالله قائلاً: بطبيعة الحال، كل تغيير له جانبان، إيجابي وسلبي، وهذا يتوقف على حجم ردة فعل اللاعبين داخل الملعب، ومن جانبي، أنا رأيت ردة فعل إيجابية من فريقي، لم أشعر بأنهم قد تأثروا بإقالة فوساتي التي جاءت نتيجة تغيير تكتيك الفريق، وعندما شعرت إدارة النادي بأن هناك شيئاً ما في الفريق، قررت إقالته!
الحديث بالنيابة
البرازيلي مارسيو المدرب المساعد تحدث نيابة عن مواطنه المدرب باكيتا الحاصل على البطاقة الحمراء خلال اللقاء، بقوله: لعبنا مباراة صعبة تماماً كما توقعنا، اجتزنا عقبة كبيرة في بداية المشوار، وهذا شيء مهم جداً لفريقنا وحتى لا تعاودنا كبوة بداية الموسم الماضي في الموسم الحالي، الفوز مهم جداً لمواصلة المشوار بنجاح في المباريات المقبلة من البطولة، كنا مطالبين بتحقيق الفوز، وقد تحقق بفضل الأداء الجماعي للفريق بكل عناصره وتألق أديلسون الذي نتوقع منه الكثير في المباريات المقبلة كونه يملك الكثير من المقومات وهو بات لاعباً مهماً في تشكيلة الشباب.
وعن مدى مقدرة الشباب على المضي بذات المنوال في تقديم الأداء الراقي المعزز بالنتيجة الإيجابية، أجاب مارسيو قائلاً: الشباب فريق يملك المقومات التي تؤهله للمنافسة على الألقاب، وهذا ما تجسد في الموسم الماضي، حيث لعبنا على ألقاب 4 بطولات، لكننا لم نوفق في الفوز بأي لقب، وفي الموسم الحالي، عازمون على الفوز، قد لا نستطيع بعد الفوز في مباراة واحدة، القول إننا أفضل فرق البطولة ليس صحيحاً، الصحيح هو أننا من بين أفضل فرق الدوري والذي نعده الأصعب والأقوى من بين كل النسخ السابقة للبطولة.
باكيتا: اعذروني
اعذروني، آسف، إنها المرة الأولى في مسيرتي التدريبية الطويلة التي أحصل فيها على البطاقة الحمراء، وأخرج مطروداً من مباراة، هكذا قال البرازيلي ماركوس باكيتا مدرب فريق الشباب الأول لكرة القدم، بعدما حرمته البطاقة الحمراء من حضور المؤتمر الصحافي لمباراة فريقه الأخضر مع ضيفه العين أول من أمس، في الجولة الأولى لدوري الخليج العربي.
وأضاف باكيتا: متأسف على الحركة التي بدرت مني، الحركة جاءت نتيجة توتري لأني أحسست بأن حكم المباراة سوف لن يحتسب ركلة جزاء لفريقي، لولا تدخل مساعده الذي أشار إلى أن الشباب يستحق الركلة وقد كان ذلك، حيث احتسب الحكم الركلة للشباب وجاء منها الهدف الثالث.
القمزي: الجوارح ليس فريق النجم الأوحد
أكد سامي القمزي، رئيس مجلس إدارة الشباب، أن فريق النادي الأول لكرة القدم هو النجم بكامل لاعبيه، وليس فريق النجم الأوحد، في إشارة واضحة إلى تألق محترف الجوارح الخضر النجم البرازيلي أديلسون ونجاحه في قيادة فريقه في ملعبه الخضراوي بدبي إلى تحقيق الفوز على ضيفه العين، أول من أمس، بنتيجة 3/1 في الجولة الأولى لدوري الخليج العربي.
تخفيف الضغوط
وأوضح القمزي قائلاً: نتيجة المباراة مهمة جداً لفريقنا في بداية مشواره بالدوري لتخفيف الضغوط الجماهيرية على الفريق بعد صفقة انتقال لاعبيه سياو ووليد عباس إلى النادي الأهلي بداية الموسم الجديد، وقد أثبت الشباب في المباراة أنه هو النجم بكل لاعبيه وأنه ليس فريق النجم الأوحد، حتى مع تألق أي من لاعبيه كما حصل مع البرازيلي أديلسون الذي سجل هدفين وكان فاعلاً جداً في تشكيلة الشباب الذي يزخر بالخامات الواعدة وأصحاب الخبرة الذين يمكن الاعتماد عليهم في مشوار فريقنا.
أداء جماعي
وشدد القمزي على أن الشباب سجل ظهوراً مشرفاً في انطلاقة دوري الخليج العربي، ليس لأنه حقق الفوز باستحقاق على حامل اللقب فحسب، ولكن لأنه قدم أداء جماعياً أكثر من رائع منحه الفوز عن جدارة أمام فريق نكن له كل الاحترام والتقدير هو العين، مشيراً إلى أن الشباب بفوزه العريض على الزعيم العيناوي قد حقق مكاسب معنوية وفنية عدة، منها المحافظة على تماسك الفريق بعد صفقة سياو ووليد عباس، وتخفيف الضغوط الجماهيرية على الفريق.
لا للخوف
ونوه القمزي إلى أنه شخصياً لم يشعر بالخوف على الشباب ولو للحظة واحدة بعد صفقة انتقال سياو ووليد عباس إلى الأهلي، أو حتى مع عدم تحقيق الفريق الأخضر الفوز في مباراتيه بكأس المحترفين، مطالباً لاعبي الشباب بحتمية نسيان الفوز على العين والاستعداد بجد للمباريات المقبلة، وفي مقدمتها قمة الشارقة في الجولة الثانية من الدوري السبت المقبل في الملعب البيضاوي، مشيراً إلى أن مشوار دوري الخليج العربي ما زال طويلاً، داعياً إلى ضرورة السيطرة على مستوى الحالة المعنوية للفريق بعد فوزه المستحق والثمين على العين في إطلالة البطولة.
عبدالله بن محمد: «يستاهل» الشباب
قال الشيخ عبدالله بن محمد بن خالد آل نهيان، رئيس مجلس إدارة نادي العين، إن فريق الشباب الأول لكرة القدم «يستاهل» الفوز على الزعيم العيناوي، أول من أمس، 3/1 في الجولة الأولى لدوري الخليج العربي، منوهاً إلى أنه راض عن أداء العين رغم الخسارة، مشيراً إلى أن الحظ لم يحالف الزعيم، لافتاً إلى أن العين سيظهر بصورته المعهودة في المباريات المقبلة، مشدداً على أن الزعيم لديه ما يقدمه في الجولات اللاحقة من البطولة، وأنه متفائل بمستقبل الفريق البنفسجي.
عموري: إنها مجرد خسارة 3 نقاط
قلّل عمر عبدالرحمن «عموري» نجم فريق العين الأول لكرة القدم من وطأة خسارة فريقه، أول من أمس، أمام مضيفه الشباب بنتيجة 3/1 في الجولة الأولى لدوري الخليج العربي بقوله: إنها مجرد خسارة 3 نقاط، خسرنا في الموسم الماضي أمام الأهلي في مباراتنا الأولى على ملعبنا بنتيجة 6/3، ولكننا في نهاية البطولة فزنا بالدرع.
وأضاف «عموري»: حاولت المساعدة ولكني تعرضت إلى الملازمة الفردية اللصيقة من لاعبي الشباب الذي عرف كيف يلعب أمام العين، وقدم واحدة من أفضل مبارياته، واستفاد من جهود مهاجمه البرازيلي أديلسون وتمكن من الخروج من المباراة فائزاً.
وشدد «عموري» على أن العين على قلب رجل واحد وسيبذل لاعبوه أقصى جهدهم من أجل تصحيح المسار ومعاودة رسم الصورة المعروفة عن الزعيم العيناوي، مطالباً بضرورة الاستفادة من الخسارة التي لا يمكن النظر إليها على أنها شيء «غلط»، منوهاً إلى أن «الغلط» هو الاستمرار في أجواء الخسارة.
