أطفأ ضعف الخيارات وغياب الحلول البديلة شعلة النصر، الذي دخل منافسات الدوري بقوة وحقق أفضل انطلاقة له خلال السنوات العشر الأخيرة، وتربّع على القمة حتى الجولة السابعة، وبقدر ما كان العميد متألقا في البداية جاء أداؤه ضعيفا في الشوط الأخير، خاصّة في الجولات الأربع الأخيرة، التي تلقى فيها الفريق 4 هزائم متتالية، رمت به إلى المركز السادس، وخسر بسببها وصافة الدوري، التي حصل عليها الموسم الماضي.

وكان مدرب الفريق المقال والتر زينغا أكد في مناسبات عدة أن غياب الحلول البديلة هي التي أسقطت العميد من القمة، بعد أن اجتاحته موجة من الإصابات وخاصة على مستوى خطي الدفاع والهجوم.

نقطة التحول

تلقى النصر خسارته الأولى في دوري المحترفين على يد بني ياس في الجولة السابعة، التي شكلت أولى الضربات الموجعة للعميد، بعد أن أضاع فرصة تعميق الفارق بينه وبين ملاحقيه، وأظهرت مباراة بني ياس عيوبا دفاعية في الفريق، ورغم عودته إلى سكة الانتصارات في الجولتين 8 و9 أمام الوحدة ودبا الفجيرة، إلا أنه عاد من جديد لإهدار النقاط بتعادله مع الأهلي ثم مع عجمان قبل أن يخسر من الظفرة ثم العين.

وبنهاية مرحلة الذهاب ظهر النصر بعيدا عن مستواه في الموسمين السابقين وكان أداؤه مهزوزا بسبب عجزه عن توفير الحلول البديلة لبعض الغيابات، التي شهدتها تشكيلته أمثال المدافعين بدر ياقوت وراشد مال الله واللاعب العراقي نشأت أكرم ثم المهاجم برونو سيزار.

ورغم ضعف الخيارات لدى المدرب الإيطالي والتر زينغا لم يستثمر النصر فترة الانتقالات الشتوية، مكتفيا بتغيير لاعب الوسط نشأت أكرم بالمهاجم الياباني تاكايوكي موريموتو والتعاقد مع لاعب الوصل سابقا عيسى علي.

تذبذب الأداء

مع بداية المرحلة الثانية لدوري المحترفين حاول النصر استعادة توازنه والمنافسة من جديد على المراكز المتقدمة، ورغم نجاحه في تخطي عقبة جاره الوصل في أولى مباريات مرحلة الإياب بهدف نظيف وعزز موقعه في المركز الرابع، إلا أن شعلته انطفأت من جديد في الجولتين 15 و16 أمام الشباب واتحاد كلباء عندما خسر أمامهما وتراجع إلى المركز الخامس.

وبعد موجة الانتقادات، التي واجهها الفريق بسبب الأداء الباهت وغياب الروح القتالية لدى اللاعبين، استثمر المدرب والتر زينغا فترة توقف الدوري، التي استمرت حوالي أسبوعين من 20 فبراير إلى 3 مارس، لتصحيح بعض الأخطاء، وتمكن الفريق من استعادة الصورة، التي ظهر عليها بداية الموسم وحقق سلسلة نتائج إيجابية طيلة 6 جولات، لم يذق خلالها طعم الخسارة، واستعاد بذلك حظوظه في المنافسة على المركز الثاني، إلا أن خسارته في الوقت القاتل من الأهلي في الجولة 23 أدخلته في نفق مظلم، وأبعدته عن المراكز الأولى، حيث تأثرت معنويات الفريق، وختم موسمه بأربع هزائم متتالية أدت إلى تأخر النصر إلى المركز السادس وإقالة مدربه والتر زينغا.

كأس اتصالات

أنهى النصر مسيرته في كأس اتصالات منذ الدور الأول، حيث احتل المركز الثالث في المجموعة الثالثة برصيد 9 نقاط خلف الوحدة والعين من انتصارين و3 تعادلات و3 هزائم مسجلا 13 هدفا واهتزت شباكه 10 مرات.

كأس رئيس الدولة

لم تكن مسيرة النصر في مسابقة كأس رئيس الدولة مختلفة عن مسيرته في دوري المحترفين وكأس اتصالات، حيث سقط من الدور السادس عشر على يد الشباب بثلاثة أهداف مقابل هدف ما عمّق أحزان جماهيره، خاصة أن خروجه من الكأس جاء بعد فقدان حظوظه في المنافسة على لقب الدوري.

الفردان: المركز السادس لا يعني شيئاً

أكد حبيب الفردان أن النتائج، التي خرج بها النصر من الموسم لم تكن في مستوى الطموحات وقال: المركز السادس لا يعني لنا شيئا ولم يكن بحجم الجهود، التي بذلتها الإدارة والجهاز الفني وتضحيات اللاعبين.

ورفض حبيب الفردان الحديث عن الأسباب مكتفيا بالإشارة إلى أن التفكير في إيجاد الحلول وتجاوز الصعوبات أفضل من الوقوف عند الأسباب.

وقال الفردان: نعتذر لجماهيرنا على نتائجنا غير المتوقعة وخروجنا من الموسم بلا ألقاب ونعدهم بالعمل أكثر حتى نحقق آمالهم وطموحاتهم الموسم المقبل.

 

خيبة

 

جاءت مشاركة العميد في دوري أبطال آسيا مخيبة للآمال، حيث لم يذق طعم الفوز في المباريات الـ6، التي خاضها طيلة المسابقة عكس مشاركتة الموسم الماضي، وأرجع زينغا سوء نتائج الفريق في الآسيوية إلى غياب الحظ معتبرا أن النصر وباستثناء مباراته الأولى في ايران، التي خسرها بثلاثية أمام سباهان فإنه ظهر بمستوى جيد في بقية المباريات وكان جديرا بالفوز.

 

أحمد خوري: من لا يملك دكّة قوية لاينافس على الألقاب

أكد أحمد هاشم خوري، نائب رئيس مجلس إدارة النصر أن فريقه خرج بعدة دروس من الموسم أبرزها أن "من لا يملك دكّة احتياط قوية لا يمكنه المنافسة على الألقاب"، مشيرا إلى أن أسباب خروج العميد من المنافسة على لقب الدوري وفقدانه الصدارة، التي احتلها خلال الجولات الأولى تعود لغياب الحلول البديلة لتعويض قائمة اللاعبين الموقوفين أو المصابين.

وقال خوري: لا يمكن أن يكون النصر فريقا منافسا على الألقاب طالما ليس لديه لاعبون احتياط على المستوى نفسه للأساسيين مثل بقية الأندية، التي تنافس وفي مقدمتها الأهلي والعين.

بداية قوية

وأضاف: بدأنا الموسم بقوة وكنا أحد أبرز الفرق المنافسة على اللقب وانتصرنا في أغلب مبارياتنا ولكن منذ أن اجتاحتنا موجة الاصابات فقد الفريق استقراره وظهر ذلك بصورة واضحة عندما أصيب المدافع مسعود حسن في لقاء بني ياس في الدقائق الأخيرة ثم افتقادنا لمهاجم صريح يعوض غياب البرازيلي برونو سيزار، الذي غاب عن التشكيلة حوالي 45 يوما، كما عجزنا عن تعويض اللاعبين الموقوفين مثل حبيب الفردان وليوناردو ليما وكلها أسباب جعلتنا نفقد الحماس ونتأخر إلى المركز السادس.

وأكد خوري أن طموحات النصر لم تكن الحصول على مركز متقدم بل تتويج جهود المواسم الماضية بلقب، وأن تراجع مستوى الفريق بشكل لافت كان أمرا مفاجئا وغير متوقع.

وفي سياق تقييمه لأداء اللاعبين الأجانب أوضح خوري أنهم لم يكونوا على المستوى المطلوب في بعض المباريات، ما أثر على توازن الفريق، مشيرا إلى أن قدوم المهاجم الياباني موريموتو كان متأخرا. وختم قائلا: نتائجنا لم تكن بقدر طموحاتنا، ونعتذر لجماهيرنا على خيبة الأمل، ونتمنى أن تكون إنجازاتنا الموسم المقبل بحجم تطلعاتهم، ونعدهم أن نبذل كل ما لدينا من جهود من أجل تحقيق أفضل النتائج.

 

خالد عبيد: 4 أسباب وراء تراجع العميد

أكد مدير الفريق الأول خالد عبيد أن هناك 4 أسباب أدت لتراجع مستوى العميد، وهي تعدد الاصابات والايقافات في صفوف الفريق إلى جانب الأخطاء التحكيمية وضغط الروزنامة، مشيرا إلى أن النصر لم يجد حلولا إضافية لتجاوز بعض الغيابات، التي تعرّض لها الفريق في أوقات مهمة خلال الموسم عندما كان متصدرا لجدول الترتيب.

وأوضح خالد عبيد أن النصر حاول استعادة حيويته بعد تراجع خلال الجولات الأخيرة في مرحلة الذهاب ونجح بالفعل في تدارك الأمر وعاد إلى سكة الانتصارات لكن عدم وضوح البرمجة وتفاجؤ الجهاز الفني بمواعيد مضغوطة لمباريات الدوري، التي تزامنت مع منافسات دوري أبطال آسيا حال دون المحافظة على المستوى الجيد وفقدان التركيز.

أثر التحكيم

وأشار عبيد إلى أن الأخطاء التحكيمية القاتلة في عدد من المباريات المهمة مثل الأهلي والجزيرة عمّق أزمة النتائج وأدى إلى تراجع الفريق إلى وسط الجدول.

وأوضح مدير الفريق أن غياب الحوافز لدى بعض اللاعبين، الذين اقتربت عقودهم من نهايتها، وقال في هذا السياق: كان لدينا 6 أو 7 لاعبين أشرفت عقودهم على نهايتها وعندما دخلنا فترة الـ6 أشهر الأخيرة افتقدوا التركيز وتراجع مستواهم بسبب التفكير في مستقبلهم ما أثّر على نتائج الفريق.

وبخصوص كلمته للجماهير، قال عبيد: ليس لدينا ما نقوله لجماهيرنا غير الاعتذار عن الصورة، التي ظهرنا بها ونأمل أن يكون الموسم الجديد في مستوى تطلعاتهم.

 

أسباب

مسكارا: الأخطاء التحكيمية أثرت فينا

أعرب الايطالي مسكارا عن عدم رضاه على المركز، الذي احتله النصر نهاية الموسم، مشيرا إلى أن فريقه كان قادرا على المحافظة على وصافة الدوري لولا بعض الصعوبات، التي تعرّض لها في الجولات الأخيرة. وقال مسكارا: لا أعرف الأسباب، التي أدت إلى تراجع الفريق بهذا الشكل، لكن أعتقد أن غياب التركيز والحوافز والأخطاء التحكيمية وراء تأخرنا إلى المركز السادس، من ناحيتي أشعر بالرضا على ما قدمته للنصر خلال الموسم، لقد بذلت أقصى جهدي لتحقيق نتائج أفضل.

 عجز

 

حسن محمد: الإصابات وراء الأزمة

صرّح مهاجم النصر حسن محمد أن انطلاقة النصر كانت قوية بداية الموسم ونجح بفضلها في احتلال المركز الأول حتى الجولات السبع الأولى، لكنه فشل في المحافظة على تألقه بسبب الإصابات والايقافات، التي أدخلت الفريق في نفق مظلم من النتائج السلبية والتأخر إلى وسط الجدول.

وأوضح حسن محمد أن الفريق حاول استعادة المستوى، الذي ظهر عليه بداية الموسم في مرحلة الاياب لكنه عجز بسبب ضغط الروزنامة، حيث خاض 9 مباريات خلال 30 يوما ما أثر على جاهزيته وقال: يجب أن نطوي صفحة الموسم ونفكر في المستقبل ونتعلم الدروس من أخطائنا والعمل على عدم تكرارها.

وتأسف حسن محمد لجماهير النصر على الخروج "صفر اليدين" وتمنى أن يتدارك الفريق الموسم المقبل ويتمكن من الصعود على منصة التتويج.