بعد أن اعتاد على شغل الساحة الكروية بصفقاته وطبيعة استعداداته، سلك الأهلي دربا جديدا في تحضيراته الجارية تأهبا للموسم المقبل، إذ عنون هذه التحضيرات بالهدوء، على أمل من جمهور "الفرسان" أن يكون الهدوء الذي يسبق العاصفة، ويستطيع الفريق العودة من جديد واعتلاء منصة التتويج لأكثر البطولات تنافسية «الدوري»، والجديد الأهلاوي الذي غاب في الموسمين السابقين هو الاستقرار، وهو ما يراه الكثير من المراقبين خطوة مهمة إذا ما أراد الأهلي العودة من جديد وارتداء ثوب البطل، لاسيما وأن هذا الجانب وبحسب هؤلاء المراقبين الأكثر أهمية لأي فريق يتطلع إلى قطف الثمار بعد الحصاد.

ويختتم اليوم الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي معسكره التدريبي الداخلي الذي انطلق 17 يوليو الماضي، ويتوجه فجر بعد غد الخميس إلى إسبانيا ليطلق العنان لمعسكره التدريبي الخارجي الذي يمتد إلى 10 سبتمبر المقبل في مدينة ماربيا.

ومن المقرر أن يخوض اليوم الفريق حصة تدريبية واحدة في الفترة الصباحية، على أن يمنح اللاعبين فرصة في المساء لتجهيز أنفسهم للسفر، ثم التوجه ليلا إلى مطار دبي، لمغادرة الدولة إلى إسبانيا في ساعات الفجر الأولى من صباح الخميس.

وبحسب البرنامج الموضوع من قبل مدرب الفريق الإسباني كيكي فلوريس، سيخوض اللاعبون تدريبات صباحية ومسائية، وستصل في بعض فترات المعسكر إلى ثلاث حصص تدريبية في اليوم، وذلك بهدف الوصول إلى المنسوب المطلوب من اللياقة البدنية، والقدرة الفنية للفريق.

وسيلعب الأهلي في معسكره الخارجي ثلاث مباريات ودية، تحدد ابرزها أمام فريق ملقا الإسباني يوم 6 سبتمبر المقبل، فيما ستكون أولى مباريات الفريق في المعسكر الإسباني 29 أغسطس الجاري، ولم يتحدد هوية الفريق الذي سيواجه الأهلي بصورة نهائية كما أعلنت إدارة الفريق على أن يلاقي "الفرسان" فريقا من مدينة ملقا أو ماربيا. فيما ستكون المباراة الثالثة بعد مواجهة ملقا، ومرشح أن يخوضها اللاعبون الذين لن يلعبوا كأساسيين في مباراة الأهلي وملقا. ثم العودة إلى دبي 10 سبتمبر.

على أن يلاقي الأهلي فريقا خليجيا ومرشح أن يكون بحرينيا في مباراة تعد التجربة الأخيرة للفريق قبل انطلاق الموسم. وكانت إدارة الأهلي خاطبت عددا من الأندية البحرينية لملاقاة أحدها بعد أن اعتذرت أندية سعودية وقطرية عن لعب المباراة الودية.

وكان الأهلي لعب مباراتين وديتين أمام دبي وانتهت لصالح "الفرسان" بثلاثية نظيفة، ثم الفوز على الشعب بأربعة أهداف مقابل واحد.

بطولة الدوري

مع انتهاء عهد الأهلي (المؤقت) ببطولة الدوري بعد أن توج بطلا للنسخة الأولى لدوري المحترفين في الموسم الكروي 2008/2009، كان انتهاء عهد الأهلي (المؤقت أيضا) مع النجاح المحلي، إذ غاب الفريق في المواسم الثلاثة السابقة عن المنافسة على بطولة الدوري، محتلا المركز الثامن مرتين متتاليتين، ثم الخامس في الموسم المنصرم، مع تحقيق لقب بطولة كأس اتصالات، وهو بمثابة قطرة ترطب الحلق العطش لكن لا ترويه على الإطلاق، خاصة وأن الأهلي يرى في المركز الثاني أول الخاسرين، وذلك من منطلق فلسفة خاصة ترنو دوما إلى المركز الأول، والاجتهاد من أجل بلوغ هذا المقصد.

هنا وبشكل لا إرادي نستذكر ما سبق أن ذهب إليه المدرب الأسبق للفريق الإيرلندي ديفيد أوليري عندما تولى مهام تدريب الفريق، وقال إنه يحتاج إلى ثلاث سنوات لينطلق مع الأهلي إلى التتويج، وهو ما أثار حينها حفيظة "الأهلاوية".

ربما تمضي الأمور كما توقعها أو تحدث عنها أوليري، على الرغم من تميز الأهلي بضمه لعديد اللاعبين المميزين سواء كانوا محليين أم أجانب، غير إن التعاقد مع المدرب التشيكي إيفان هيشيك من جديد بأمل قيادة الأهلي إلى الألقاب كما فعل مع "الفرسان" من قبل وتوج معهم بألقاب الدوري وكأس رئيس الدولة وكأس السوبر، إلا إن المدرب التشيكي خذل الأهلي بفكره الفني الذي لم يتناسب مع مقومات لاعبيه، بل لربما كان هيشيك سببا في هجرة أمهر لاعبي الأهلي البرازيلي جاجا، وإن كان الأخير غادر ناديه بطريقة غير احترافية، دون علم الإدارة (كما أعلن الأهلي)، ثم عدم استثماره للاعبين الذين يتمناهم كثير من مدربي فرق دورينا، فآلت النهاية إلى خسارة الأهلي كأس الأندية الخليجية، وفقدان المنافسة على اللقب في وقت مبكر، ليرحل هيشيك عن الأهلي مبكرا.

كيكي فلوريس

يمكن القول إن الأهلي وجد ضالته مع المدرب الإسباني كيكي فلوريس (ولو أنه مازال مبكرا الحكم على ذلك)، الذي يملك سيرة ذاتية جيدة إلى حد معقول مع خلال تواجده كمدرب في الدوري الإسباني وكذلك البرتغالي.

كيكي قوي الشخصية، شغوف بعمله، ومخلص أيضا، ويمكن القول إنه مدرب ذكي في التعامل مع البيئة المحيطة حوله، ربما يأخذ عليه بعض المراقبين بعض التدخلات الفنية أثناء المباريات والتي في أحيان لا يؤتى أكلها، ولكن بشكل عام نجح المدرب في الارتقاء فنيا بالأهلي وبشكل ملحوظ عما بدأ عليه الموسم الماضي مع هيشيك، وبدأ العمل بهدوء وبشكل تدريجي في استعادة الأهلي للثقة، وإيمان اللاعبين بقدراتهم وأن فريقهم واحد من الفرق التي تمثل رقما صعبا وأساسيا في معادلة كرة القدم الإماراتية إلى جانب أندية أخرى.

ولعل الفوز بكأس اتصالات بنهاية الموسم المنصرم كان بمثابة الثمرة الطيبة التي اقتطفها "الفرسان" وتحلـّوا بها بعد موسمين قاحطين من التتويج لأي من البطولات المحلية.

ولكن..

في مقابل ما أسلفنا، بدا هناك انتقاد ولو بالهمس لمدرب الأهلي في كيفية الاستغناء عن لاعبين يرى كثير من جمهور الأهلي انهما مهمان للفريق من الناحية الفنية، وهما فيصل خليل الذي انتقل إلى الوصل، وأحمد خميس الذي يبحث عن ناد بعد أن أخطره الأهلي بإمكانيته البحث عن ناد آخر والانتقال إليه.

عموما رحيل اللاعبين إلى جانب آخرين هو توصية تضمنها ملف المدرب فلوريس بنهاية الموسم المنصرم، وعلى إثره كان التجديد مع المدرب هو تطبيق لتوصيته وبالفعل تم الاستغناء عن اللاعبين، إلى جانب ايضا محمد قاسم الذي انتقل إلى الظفرة.

ومن قراءة فنية، يمكن القول إن الاستغناء عن أحمد خميس هو ما يضع علامة الاستفهام الأكبر في سياق جملة الاستغناءات التي قام بها الأهلي، وذلك عطفا على المردود الفني الذي قدمه اللاعب منذ قدومه إلى الأهلي.

في المقابل لعل انتقال فيصل خليل إلى الوصل بمثابة نهاية مشوار اللاعب مع الأهلي بعد أن سجل اسم خليل ارتباطا مع القميص الأحمر منذ ان وطأت قدماه عشب الملعب منذ أن كان ناشئا. علما أن عقد اللاعب مع الأهلي ينتهي بنهاية الموسم الكروي المرتقب. (2012/2013).

 

إنجاز

 

إن الظفر بكأس اتصالات شكل دفعة معنوية إيجابية للأهلي بدت انعكاساتها واضحة على المرحلة الأولى من الاستعدادات. الاستقرار منهج الأهلي للموسم المقبل، إذ تم الاستقرار أيضا على اللاعبين الأجانب الأربعة (غرافيتي، خيمينيز، إيمانا ويوسف محمد) كما إن الانتدابات المحلية كانت على نحو ضيق، ولعل الأبرز كان هذا الصيف قدوم عبدالعزيز صنقور لسد خانة الظهير الأيسر التي كانت ثغرة واضحة في الأهلي في الموسم المنصرم.