شرع «البيان الرياضي» فى تقديم كشف «حصاد سنة رابعة احتراف»، بعد موسم مثير، حفل بالتقلبات في النتائج وفي العديد من الأجهزة الفنية لبعض الفرق، ونجحت الفرق الأكثر استقراراً في تحقيق أهدافها، والوصول إلى طموحاتها في ختام المشوار.
وتقدم الصفحات محصلة متكاملة عن كل فريق في الدوري، لرصد الظواهر السلبية والإيجابية، التي واجهته في الموسم، وإلقاء الضوء على النجوم الذين تألقوا أو اللاعبين الذين أخفقوا مع الفرق المختلفة، مع استعراض للجوانب الفنية، من خلال رؤية مسؤولي الفريق، مع نظرة إلى المستقبل، وما تخططه له إدارة كل ناد للموسم الجديد، وسنواصل اليوم مع صاحب المركز الثاني فريق الشارقة.
حملت النسخة الرابعة لدوري اتصالات للمحترفين واقعاً لا يناسب تاريخ فريق الشارقة وإنجازاته التي منحته لقب " الملك "، حيث قدم الفريق أسوأ مواسمه في دوري المحترفين ان لم يكن في تاريخ مسيرته منذ أيام الدرجة الأولى، والعزاء الوحيد رفع العدد إلى 14 فريقا اعتبارا من الموسم المقبل وقيام دورة رباعية بين صاحبي المركزين الحادي والثاني عشر في دوري المحترفين وصاحبي المركزين الثالث والرابع في الدرجة الأولى.
فهذه الدورة تمثل الفرصة الأخيرة لفريق الشارقة لتصحيح وضعه والمحافظة على وجوده بين الكبار بعد موسم أعتبره أنصار ومحبي النادي لـ " النسيان " نتيجة للمستوى المتراجع والنتائج المخيبة التي انتهت بحصول الفريق على المركز الأخير في الترتيب العام.
عوامل كثيرة ساهمت فيما حدث لفريق الشارقة في الموسم المنصرم كان عنونها العريض عدم الاستقرار الفني والاداري والاختيارات غير الموفقة للاعبين بفئتيهما " مواطنين وأجانب " ليدفع الفريق ثمن ذلك طوال فترة الدوري.
بداية خاطئة
بدأت الأمور تتعقد لفريق الشارقة من قبل الانطلاقة الفعلية للموسم فالمدرب البرتغالي كارلوس أزينها الذي تعاقد معه النادي مبكرا بعد نهاية موسم 2010- 2011 مباشرة قام بالإشراف الكامل مع إدارة النادي على الصفقات التي أبرمها النادي مع اللاعبين الجدد واختار مقر المعسكر وأشرف على مرحلة الاعداد في التجمع الداخلي والمعسكر الخارجي بألمانيا ثم استقال " فجأة " بحجة ظروفه الأسرية ليضع النادي في موقف لا يحسد عليه قبل أيام معدودة من انطلاقة المشوار التنافسي في الجولات الأولى لكأس اتصالات فتولى المهمة مؤقتا ابن النادي الكابتن عبد العزيز العنبري قبل أن يتم التعاقد مع المدرب الروماني تيتا الذي سبقته سيرته وانجازاته في دول عربية عديدة، ولكن لم يشفع ذلك لتيتا الذي وجد نفسه يبدأ من الصفر والفريق يتأهب للدخول للدوري.
أول ما أوصى به تيتا بعد استلامه المهمة هو الاستغناء عن المدافع البرازيلي فاندينهو واختار بدلا منه الصربي ايغور، وبدأ الفريق المشوار بخسارة من الوصل لم تكن مزعجة رغم بلوغها " 3/صفر " حيث وجد الكثيرون العذر لمدرب جاء بعد فترة الاعداد، اضافة للزخم الاعلامي الذي رافق بداية مشوار النجم الكبير مارادونا كمدرب لفريق الوصل، حيث سجلت المباراة حضورا جماهيريا كبيرا لأنصار الوصل في ملعبهم، وبعد ذلك جاءت مباراة الجزيرة في ملعب الشارقة وانتهت بالتعادل 2/2، ولم تتغير النظرة والانطباع الجيد تجاه المدرب تيتا لكون الجزيرة حامل اللقب وأحد المرشحين للفوز به.
وبعدها ذهب الشارقة لرأس الخيمة فعاد منها بفوز غالٍ على الامارات، أدخل الطمأنينة وزرع الثقة في المدرب تيتا وفي المهاجم البرازيلي ايدينيهو صاحب هدفي الفوز، ولكن أتت الرياح بما لا تشتهي السفن بعد ذلك حيث خسر الفريق 3 مباريات متتالية من العين والنصر والوحدة قبل أن يعود ويفوز على الشباب في مباراة مؤجلة من الجولة الرابعة وهو آخر فوز للشارقة في الموسم.
وكانت مفارقة كبيرة بعد هذا الفوز ان يتم اقالة المدرب تيتا وهو الذي بقي في منصبه بعد الخسارة في 4 من 7 مباريات.
فييرا يعمق الجراح
جاء البرازيلي فييرا وتولى المهمة من الجولة الثامنة بعد فترة توقف قصيرة للدوري وجد فيها الفرصة للتعرف على الفريق، لا سيما وهو ملم بكرة الامارات من خلال مشواره مع اتحاد كلباء في الموسم الماضي وبدايته هذا الموسم مع بني ياس، ولكن لم يشفع له ذلك تحقيق نتائج تذكر فاكتفى الفريق بالتعادل مرتين على التوالي مع الأهلي ودبي ثم الخسارة في 4 مباريات من عجمان والوصل والجزيرة، وكانت الخسارة بخماسية دون رد من الجزيرة قاصمة الظهر في وضع حد لمشواره مع الفريق.
وتعتبر فترة فييرا، الأسوا بين كل الفترات، ليس لأن الفريق حصل على نقطتين فقط من 6 مباريات، بل لأن الفريق خسر أهم النقاط في ملعبه، نقطتين أمام دبي و6 نقاط أمام عجمان والوصل، وكانت تلك النقاط سببا رئيسيا في اقالته ولكن تم انتظاره لما بعد مباراة الجزيرة في الجولة 13 حتى تتيح فترة توقف الدوري بعد هذه الجولة، الفرصة للمدرب الجديد ليعالج ما يراه مناسبا.
وقبل أن يغادر فييرا، تم تغيير مجلس الادارة وتشكيل لجنة مؤقتة برئاسة الشيخ أحمد بن عبد الله آل ثاني وقامت اللجنة المؤقتة بمحاولات جدية، ولكنها اصطدمت بكثير من العقبات في ظل عدم التمكن من ضم لاعبين جدد في تلك الفترة.
تيتا من جديد
البديل كان هو المدرب السابق تيتا الذي لم يفعل شيئاً في 4 مباريات حصل فيها الفريق على نقطة وحيدة من تعادله في ملعبه مع الامارات، علما بأن تيتا نفسه من قاد الفريق للفوز على الامارات في الدور الأول في رأس الخيمة وبعد ذلك خسر بنتيجة كبيرة من الشباب 1-5 والعين 1-4 والنصر 2-3، هذه الحصيلة المتواضعة مهدت لقرار اقالته وتحويل ابن النادي من مساعد لمدرب أول في مشهد مكرر للموسم الماضي وان اختلفت الظروف.
مأذق النمر
وجد عبد المجيد النمر نفسه في مأذق حقيقي، فالفريق الذي يدربه لم يكن الفريق الذي حقق معه أفضل النتائج نهاية موسم 2010-2011، وكانت المحصلة في النهاية نقطة وحيدة من 5 مباريات لم تفد الفريق بشيء، لينتهي المشوار بغير ما يتمناه أنصار " الملك ".
العنبري قام بمهمة مزدوجة
قام الكابتن عبد العزيز العنبري بمهمة مزدوجة مع فريق الشارقة هذا الموسم حيث قاد فريق 19 سنة حتى الأمتار الأخيرة للموسم قبل أن يقود المهمة زميله اللاعب المونديالي عبد الرحمن الحداد وهو الفريق الذي أحرز درع بطولة النخبة وحصل على مركز الوصيف في بطولة الكأس بعد الخسارة بالترجيحيات من الجزيرة، وإلى جانب عمله مع فريق 19 سنة، عمل العنبري مع الفريق الأول وقاده مؤقتا في الجولة الأولى لكأس اتصالات ثم عمل مساعدا لزميله الكابتن عبد المجيد النمر في الجولات الأخيرة لدوري المحترفين.
واستفاد الفريق الأول من مشوار العنبري معه من خلال اختيار العناصر الشابة من فريق 19 سنة للعب مع الفريق الأول ومنهم المهاجم يوسف سعيد والذين أثبتوا جدارتهم في اللعب مع الفريق الأول، وحرمهم تزامن ختام بطولة النخبة مع مباراة عجمان المصيرية في الجولة قبل الأخيرة من اللعب مع الفريق الأول، وسيكون الاعتماد على هذه العناصر في الموسم الجديد من أولويات الجهاز الفني.
قضية فهد انتهت بذهابه إلى الوصل
رافقت مسيرة الشارقة هذا الموسم قضية لاعبه السابق فهد حديد والتي ظلت معلقة لشهور بعد أن رفض اللاعب الانضمام للفريق بداية الموسم مستندا على عدم توقيعه عقدا مع النادي، وقدم الشارقة دفوعاته في اطار التمسك باللاعب ولكن والد اللاعب، سالم حديد ذهب بالقضية للجنة الاستئناف بعد قرار لجنة أوضاع وانتقالات اللاعبين الذي ألزم ابنه بالتوقيع لناديه الأول الشارقة.
وكثر الجدل حول هذه القضية حتى جاء الحكم النهائي من لجنة الاستئناف لصالح اللاعب بالتوقيع للنادي الذي يريده فاختار الوصل، ويعتبر فهد حديد من العناصر المميزة التي أثبتت جدارتها مع الفريق خلال مشاركاته السابقة رغم صغر عمره، واعتبر الكثيرون من أنصار ومشجعي الشارقة ذهاب فهد حديد خسارة كبيرة للفريق في وقت خسر فيه الشارقة 3 لاعبين غير فهد حديد هم محمود الماس ونواف مبارك وفايز جمعة، وبعدها شارك فهد حديد بقميص الوصل في مباراة الشارقة في الدور الثاني والتي أقيمت بملعب الشارقة.
البنزرتي يعودإلى قيادة الشارقة
بدأ الشارقة ترتيباته للموسم الجديد بالتعاقد مع المدرب التونسي فوزي البنزرتي الذي سبق له قيادة الفريق من قبل، والتعاقد مع البنزرتي تم لموسم كامل وليس للدورة الرباعية فقط، وذلك ثقة من الادارة بكفاءته وقدرته لتحقيق هدف النادي في البقاء بين " المحترفين، ويعد فوزي البنزرتي (62 عاماً) من أشهر المدربين التونسيين، وشقيقه هو لطفي البنزرتي مدرب فريق الإمارات.
وهو لاعب كرة قدم سابق بفريق الاتحاد الرياضي المنستيري، ثم صار مدرباً له، قبل أن يدرب أكبر النوادي التونسية: النادي الأفريقي والترجي الرياضي التونسي والنجم الرياضي الساحلي والنادي الرياضي الصفاقسي والملعب التونسي.
والبنزرتي أحد المدربين التونسيين القلائل الذين دربوا الأندية الأربعة الكبار في بلاده وهي الترجي والأفريقي والنجم الساحلي والصفاقسي، إلى جانب عمله مع الملعب التونسي والمنستيري، وأشرف البنزرتي على تدريب عدة أندية إماراتية هي الوحدة والإمارات والشعب والشارقة.
وأحرز المدرب التونسي المخضرم العديد من الألقاب مع الفرق التي دربها خاصة الأفريقي والترجي والنجم الساحلي أهمها الفوز بالدوري التونسي مع النجم عامي 1987 و2007 ومع الأفريقي عام 1990 والترجي أعوام 1994 و2003 و2009 و2010.
كما توج البنزرتي بكأس الأندية الأفريقية الأبطال عام 1994 مع الترجي وكأس السوبر الأفريقية مع الترجي عام 1995 وكأس الاتحاد الأفريقي مع النجم الساحلي عام
