شرع «البيان الرياضي» فى تقديم كشف «حصاد سنة رابعة احتراف»، بعد موسم مثير، حفل بالتقلبات في النتائج وفي العديد من الأجهزة الفنية لبعض الفرق، ونجحت الفرق الأكثر استقراراً في تحقيق أهدافها، والوصول إلى طموحاتها في ختام المشوار، وتقدم الصفحات محصلة متكاملة عن كل فريق في الدوري، لرصد الظواهر السلبية والإيجابية، التي واجهته في الموسم، وإلقاء الضوء على النجوم الذين تألقوا أو اللاعبين الذين أخفقوا مع الفرق المختلفة، مع استعراض للجوانب الفنية، من خلال رؤية مسؤولي الفريق، مع نظرة إلى المستقبل، وما تخططه له إدارة كل ناد للموسم الجديد، وسنواصل اليوم مع الفريق السابع فريق عجمان.
أنهى عجمان مشواره في دوري اتصالات للمحترفين لموسم 2011-2012 سابع الترتيب العام بحصوله على 31 نقطة، وقدم الفريق " البرتقالي " موسما متميزا بعد عودته لدوري المحترفين من ناحيتي المستوى والنتائج إسترد بهما نغمة " البركان "، تلك النغمة التي إرتبطت به كمنافس قوي في أول نسخة لدوري المحترفين.
وجاء تميز عجمان بفضل البداية القوية من خلال مشواره في في كأس اتصالات فتصدر المسابقة في أول 4 جولات قبل انطلاقة دوري المحترفين، ومن هنا جاءت الإنطلاقة.
مسلسل التعادلات
رافقت بداية عجمان لدوري المحترفين سلسلة من التعادلات في أول 3 جولات، منها تعادلان في ملعبه مع بني ياس والوصل وتعادل خارج ملعبه مع النصر، وتعثر الفريق بعدها في مباراتين على التوالي مع الوحدة والجزيرة فخسرهما وتوقف رصيده في 3 نقاط قبل الجولة السادسة التي شهدت نقطة تحول ايجابية حيث فاز فيها الفريق على دبي بنتيجة كبيرة " 3/1 ".
وكان لهذا الفوز أثره في زرع الثقة في الفريق لكونه أول فوز في المسابقة، فانعكس أثره على مباراة الإمارات التي كسبها الفريق أيضا بهدف ليصل للنقطة التاسعة بنهاية الجولة السابعة، وبعدها تعثر الفريق مرتين أمام الشباب ثم الأهلي قبل أن يسترد نغمة الفوز في الجولة العاشرة خارج ملعبه أمام الشارقة بنتيجة 3/1 ثم خسر من العين في الجولة الأخيرة للدور الأول لينهي الفريق مشواره في النصف الأول برصيد 12 نقطة.
انتقال توريه
بعد نهاية الدور الأول واجه الفريق مطب انتقال توريه لموناكو الفرنسي بعد التألق اللافت للاعب الذي سجل في 4 شهور فقط، 15 هدفا منها 8 أهداف في كأس اتصالات و7 أهداف في مباريات الدور الأول، وكان توريه يمثل الورقة الرابحة والهداف الأبرز، ولكن لم يكن أمام النادي خيار غير الموافقة على انتقاله خشية الاحتفاظ به وعدم ظهوره بنفس المستوى في ظل الرغبة الملحة للاعب للإنتقال لموناكو، ونجح مجلس الادارة مع الجهاز الفني في تدبير صفقة بديلة باختيار اللاعب بوريس كابي على سبيل الاعارة من الكويت الكويتي.
ويبدو ان انتقال توريه لفرنسا كان " رب ضارة نافعة " فخلاف قيمة الصفقة التي عادت للنادي بمليون يورو فان الجهاز الفني اعتمد على الإيفواري أوليفيه الذي سجل غيابا بسبب الإصابة خلال النصف الأول، ونجح أوليفيه في حصد أغلى 3 نقاط في انطلاقة الدور الثاني أمام بني ياس في ملعب الشامخة.
6 انتصارات
ويعتبر الدور الثاني بالنسبة لعجمان بمثابة المرحلة المميزة لمشواره في الدوري، فرغم كل التخوف من انتقال توريه وحصول الفريق على 12 نقطة في الدور الأول، جاء عجمان وبدون توريه ليكشر عن أنيابه محققا 6 انتصارات والتعادل في مباراة جامعا 19 نقطة قفزت به للمركز السابع في الترتيب العام، ولم تنحصر نتائج الفريق الجيدة فقط على المكافحين من أجل البقاء، بل جاءت على منافسين أقوياء مثل الوصل والوحدة وبني ياس.
رقم قياسي مع المهددين
ومن مفارقات النقاط التي حصل عليها عجمان حصوله على العلامة الكاملة أمام الفرق الثلاثة التي ظلت تكافح على البقاء حتى آخر جولة وهي دبي والامارات والشارقة حيث فاز عجمان عليها " رايح جاي " جامعا منها 18 نقطة " أكثر من نصف رصيده من النقاط " واذا أضفنا 4 نقاط جمعها من بني ياس يكون رصيد الفريق " البرتقالي " 22 نقطة أمام 4 فرق فقط.
ومقابل ذلك فأن 3 فرق نجح في الفوز " رايح جاي " على عجمان وهي الجزيرة والأهلي والعين. وأكثر ما ميز عجمان في الموسم المنصرم حصوله على 17 نقطة خارج ملعبه بالفوز في 5 مباريات والتعادل في مباراتين وهي نسبة تفوق ما حققه الفريق في ملعبه " 14 نقطة " ويعتبر فوزه على الوصل أكبر المفاجآت وتسببت تلك النتيجة في تضاؤل حظوظ الوصل في المنافسة على مركز متقدم حيث جاءت خسارته في الجولة رقم 14 وكان موقف الفريق جيدا قبل أن يتراجع بفعل هذه الخسارة.
مشوار كأس اتصالات
اختلف مشوار الفريق " البرتقالي " في كأس اتصالات ما بين البداية القوية والتراجع في الأمتار الأخيرة للدور الأول فالفريق ظل يتصدر ترتيب مجموعته الثانية قبل أن يتقدم عليه الشباب ثم الأهلي اللذان حصلا على بطاقتي التأهل، ويعود ذلك لتركيز الجهاز الفني على تجهيز البدلاء في كأس اتصالات والتركيز على تحقيق هدف البقاء في دوري المحترفين والابتعاد عن الحسابات المعقدة مبكرا.
عبد الله الظاهري: الاستقرار قادنا للنجاح
أرجع عبد الله الظاهري المشرف العام على الفريق الأول لكرة القدم بنادي عجمان نتائج الفريق في دوري المحترفين هذا الموسم لحالة الإستقرار التي شهدها الفريق على مستوى الجهازين الفني والإداري وقال انه توقع الظهور القوي للفريق والنتائج التي حققها في النسخة الرابعة لدوري اتصالات للمحترفين، مشيرا إلى ان ثقته نبعت من العلاقة التي ميزت الجهازين الفني والإداري باللاعبين من قبل انطلاقة الموسم .
حيث ان اللاعبين كانوا يدركون ما يريده الجهاز الفني ويلتزمون بواجباتهم بدقة، وأكد على ان الإستقرار الذي شهده النادي حافظ على قوة الفريق ومنحه الثقة في العودة سريعا لدوري المحترفين بعد موسم واحد فقط، مشيرا إلى ان دعم واهتمام صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان وسمو الشيخ عمار بن حميد النعيمي ولي عهد عجمان الرئيس الفخري للنادي كان له الأثر البالغ في تماسك الفريق وظهوره بشكل جيد، وقال ان الشيخ راشد بن حميد النعيمي رئيس النادي قام بدور مؤثر من خلال تدخلاته في الوقت المناسب وقربه من الفريق.
وأوضح ان اهتمام ومتابعة الشيخ راشد النعيمي انعكس ايجابا على الفريق في المراحل المفصلية، مشيرا في ذلك إلى زياراته للاعبين في الوقت المناسب الذي يشعر فيه بحاجة الفريق للدعم المعنوي، وقال ان الجميع ما زالوا يذكرون وقفته وتدخله المناسب في مباراة النصر في أول موسم للفريق بدوري المحترفين وكانت المسابقة في أمتارها الأخيرة ويحتاج الفريق للفوز لتأمين بقائه.
وبالفعل تحقق الفوز وحقق عجمان هدفه، وقال ان الشيخ راشد بن حميد النعيمي ظل يتابع كل صغيرة وكبيرة هذا الموسم وفي مباراة الوحدة في الدور الثاني شعر بضرورة زيارته للاعبين قبل المباراة لمنحهم جرعات معنوية، وبالفعل لعب عجمان المباراة وهو في قمة معنوياته فحقق فوزا كبيرا جعله يبتعد مبكرا عن حسبة البقاء.
وأكد الظاهري ان الإستقرار دائما ما يولد نوعا من التجانس بين المدرب واللاعبين وهذا ما حدث لعجمان تحت قيادة المدرب عبد الوهاب عبد القادر وجهازه المساعد، وأوضح ان تركيزهم إنصب في الاستعدادات للموسم على توفير القدر المثالي من الإنسجام وبين اللاعبين والجهاز الفني لأن النتائج تتحقق بهذا الإنسجام.
واعتبر الظاهري مباراتا الشارقة في الدور الأول والوصل في الدور الثاني الأصعب لعجمان وحقق فيهما الفريق الفوز بفارق جيد حيث كسب الشارقة 3/1 والوصل 4/2 والمباراتان اقيمتا خارج ملعبه، مشيرا إلى ان الفوز على بني ياس في الدور الثاني كان نقطة تحول كبيرة في مشوار الفريق نظرا لكونها أول مباراة في الدور الثاني والفريق خاضها دون مشاركة محترفه السنغالي ابراهيم توريه المنتقل حينذاك إلى موناكو الفرنسي.
وقال ان الحصول على المركز السابع هذا الموسم يلقي بمسئولية كبيرة على الفريق في موسم 2012-2013 ولكنه لن يشكل ضغطا على اللاعبين نظرا للثقة التي كسبوها هذا الموسم وخبرة التعامل مع الفرق الكبيرة.
جمهور عجمان
لعب جمهور عجمان دورا كبيرا في مشوار الفريق في دوري المحترفين من خلال المساندة القوية في كل المباريات التي خاضها الفريق بملعبه باستاد راشد بن سعيد كما ظلت رابطة المشجعين ترافق الفريق في مبارياته خارج ملعبه، وأسهمت التوسعة الجديدة للاستاد وتشييد مدرجات بسعة إضافية "3 الآف شخص" في زيادة المساندة الجماهيرية وانعكس ذلك في نسبة الحضور للمباريات الكبيرة وكانت مباراة الفريق مع الوصل في الدور الأول أبرز المباريات الجماهيرية في المسابقة حيث امتلأ الاستاد عن آخره.
