واصل الوحدة مسلسل التراجع للعام الثاني على التوالي، وظل الفريق "محلك سر" في الموسم المنقضي مثلما حدث في موسم 2010 2011، ولم يأت بجديد بعدما أنهى دوري المحترفين في المركز السادس، وقدم واحداً من أسوأ المواسم، وفشل في تحقيق طموحات جماهيره التي كانت تعول عليه كثيراً لاستعادة توازنه بعد أن تراجع عقب فوزه بلقب الدوري قبل عامين، فخرج العنابي خالي الوفاض من كل البطولات باستثناء بطولة السوبر في بداية الموسم، والتي فاز بكأسها على حساب الجزيرة بركلات الجزاء الترجيحية، وظن الكثيرون أن الوحدة قد يقدم موسماً قوياً وينافس على الألقاب ولكنه استمر على نفس الوتيرة، وبدا منذ الجولات الأولى أن الفريق لن يتمكن من تقديم شيء يذكر، ليبتعد عن المنافسة على لقب دوري المحترفين ويخرج من كأس اتصالات من الدور الأول، ثم الخروج من كأس رئيس الدولة في الدور نصف النهائي على يد بني ياس، وأخيراً توديع بطولة الأندية الخليجية التي شارك بها للمرة الأولى في تاريخه من الدور ربع النهائي بعد خسارته من الوصل.

بعد الوحدة

كان واضحاً قبل بداية الموسم أن الوحدة بعيد عن الأجواء وعن حالته الطبيعية، بالنظر إلى عدم إقامة فترة إعداد جيدة تساعد الفريق على الظهور بشكل طيب خلال الموسم، مروراً برحيل عدد من لاعبي الفريق إلى أندية أخرى، مثل عبد الرحيم جمعة وحسن أمين ووليد اليماحي وبشير سعيد وإعارة فهد مسعود وحمدان الكمالي، بالإضافة إلى عدم التعاقد مع لاعبين أجانب جدد باستثناء محمد الشيبة والاكتفاء بالعناصر الموجودة من اللاعبين، فضلاً عن علامات الاستفهام التي دارت حول رغبة عدد من اللاعبين في الرحيل، والتفريط في بعض النجوم والذي أدى إلى حالة من غضب جمهور الوحدة طوال الموسم، وهاجمت في بعض الأحيان الإدارة بأنها تفرط في عقد الفريق وطالبت بالتغيير لإنقاذ العنابي.

تراجع الأداء

وشهد موسم العنابي عدم ثبات في التشكيلة وتراجع الأداء نتيجة العديد من الأسباب، منها لعنة الإصابات التي واصلت مطاردتها للاعبين على مدار الموسم لاسيما الإصابات طويلة المدى، فكان الجهاز الفني في مأزق نتيجة عدم توافر العدد الكافي من اللاعبين مما اضطره للاعتماد على عناصر شابة في الكثير من المباريات، وعلى الرغم من أنها عناصر واعدة وحاولت تقديم أقصى ما لديها إلا أنها لم تكن تملك الخبرة الكافية، وظهر معظم نجوم الفريق كذلك دون مستواهم، كما أن اللاعبين الأجانب لم يقدموا الكثير لمساعدة الفريق ربما باستثناء الشيبة الذي لعب معظم المباريات، وماجراو تعرض لإصابة أبعدته طويلاً عن المشاركة، بينما كان هوجو وبايانو أقل من الطموحات برغم أنهما الأكثر تهديفاً للفريق، وكانت الإصابات متكررة وضربت عدداً كبيراً في مقدمتهم محمد الشحي وماجراو وخالد جلال ومحمود خميس ومحمد أحمد قاسم وحيدر ألو علي، وإسماعيل مطر وبايانو في أحيان كثيرة.

بشير والكمالي

تأثر الوحدة بشدة لرحيل بشير سعيد وحمدان الكمالي خلال فترة الانتقالات الشتوية في يناير الماضي، وانتقل بشير سعيد إلى النادي الأهلي بعد فترة طويلة من الشد والجذب وعلامات الاستفهام التي دارت حول عدم مشاركته مع الفريق في الدور الأول، في ظل طلبه للرحيل وعدم رغبته في اللعب على الرغم من التزامه بالتواجد في تدريبات الفريق اليومية، إلا أن الجهاز الفني وإدارة النادي وجدت نفسها في مأزق نتيجة رغبة اللاعب وانتهى الأمر في النهاية بالاستجابة لطلبه والسماح له بالانتقال للأهلي، ولم يشارك بشير مع الوحدة طوال الدور الأول سوى في 5 مباريات فقط.

كما تعرض الدفاع أيضاً لضربه أخرى بعد الموافقة على إعارة حمدان الكمالي لليون حتى نهاية الموسم، ومنحه النادي فرصة الاحتراف بعد تمسك اللاعب بخوض التجربة، ويرغب النادي في استعادة اللاعب الموسم المقبل لحاجته الملحة له لتعزيز الصفوف، حيث ما زالت لم تتضح بعد الرؤية بالنسبة للكمالي بالاستمرار مع ليون أو العودة، ويقضي الاتفاق بين الوحدة وليون في حالة رغبة الأخير على استمراره شراء بطاقته من الوحدة وليس تمديد إعارته.

50 بطاقة

نال لاعبو الوحدة خلال الموسم المنقضي 50 بطاقة صفراء في مباريات دوري المحترفين، ساهمت في العديد من الغيابات عن الفريق في أكثر من مباراة، وكان أكثر اللاعبين حصولاً على الإنذارات العماني محمد الشيبة بـ 7 بطاقات، يليه إسماعيل مطر بـ 5 بطاقات صفراء، ثم عبد الله صالح وهوجو 4 بطاقات، وفرناندو بايانو 3 إنذارات، بينما شهد الموسم 5 حالات طرد من نصيب لاعبي الوحدة كانت من نصيب معتز عبد الله، وبشير سعيد، وإسماعيل مطر، وعادل الحوسني، ومحمد الشيبة. الأكثر مشاركة

 

يعتبر يعقوب الحوسني لاعب الوحدة السابق والذي وقع عقداً مع العين للانتقال لصفوفه في الموسم المقبل أكثر لاعبي العنابي مشاركة في مباريات دوري المحترفين مع أصحاب السعادة، حيث شارك في 20 مباراة لعبها كلها أساسياً منذ البداية، وجاء بعده في الترتيب فرناندو بايانو بـ 19 مشاركة، ثم هوجو 18 مباراة، وإسماعيل مطر 17، ومعتز عبد الله 16 ومحمد الشيبة ومحمود خميس 15 مباراة، وعيسى سانتو وعمر علي عمر 14 مباراة.

وبلغت عدد الدقائق التي لعبها يعقوب الحوسني في الدوري 1798 دقيقة، وجاء بعده في عدد الدقائق الملعوبة هوجو بـ 1542 دقيقة، ثم بايانو 1460 دقيقة، وإسماعيل مطر 1450 دقيقة، ومحمود خميس 1337 دقيقة، ومعتز عبد الله 1332 دقيقة، ومحمد الشيبة 1296 دقيقة. نتائج متذبذبة

 

حاول الجهاز الفني على قدر المستطاع والمتوافر لديه من لاعبين الحفاظ على نسق الفريق، فتارة تجد النتائج جيدة وتارة أخرى مخيبة، وبرغم ذلك إلا أن الفريق ابتعد عن الدخول في حسابات الهبوط، وظل في المنطقة الدافئة، وربما يرى البعض أن الوحدة قياساً بالظروف التي تعرض لها يعد ما وصل إليه أمراً جيداً، ولكن الحسرة التي أصابت جماهيره لأنها تطمح دائماً أن يكون أصحاب السعادة في المقدمة، ولم يروا فريقهم يتراجع بهذا الشكل المتواصل، ولذلك كان الهجوم على الفريق، والمطالبة من الإدارة العليا بالتدخل لاستعادة هيبة العنابي. الوحدة حافظ على الاستقرار على مستوى الجهاز الفني والإداري، ولكنه لم يشفع للفريق في الظهور بصورة طيبة، وبدا أن الجميع يدرك أن الفريق غير قادر على التواجد في الصورة خلال الموسم، ليظل في نفس الدائرة وينهي الدوري في المركز السادس متراجعاً مركزاً واحداً عن الموسم الماضي. عبد الله صالح: الوحدة شهد تخبطاً والتراجع كان متوقعاً

 

اعتبر عبد الله صالح مدير فريق الوحدة أن الوحدة شهد تخبطاً خلال الموسم بكل ما تحمله الكلمة من معنى على حد قوله، وأن التراجع كان متوقعاً منذ بداية الموسم، وأن الجميع يعلم الظروف التي مر بها الفريق حتى من قبل انطلاق الموسم والتي أدت إلى تراجع الفريق بهذا الشكل، كما أن موسم 2011 2012 يعد من أصعب المواسم التي مرت على الوحدة في السنوات الأخيرة، وعليه كمدير للفريق أثناء وجوده في الجهاز الإداري للعنابي.

وأضاف أن الأمور لم تكن على ما يرام، ولم يكن الفريق جاهزاً كفاية لتقديم موسم قوي، وتعثرنا كثيراً، لاسيما وأن فترة إعداد الفريق لم تكن جيدة، ولم نقم معسكر إعداد خارجي من أجل تجهيز اللاعبين على المستوى البدني والفني، كما أن التجمع جاء في وقت متأخر بسبب التضارب في المواعيد ودخول شهر رمضان، وعندما بدأنا الإعداد واجهنا أكبر مشكلة في اعتقادي وهي رغبة عدد من اللاعبين في الرحيل مثل بشير سعيد وحمدان الكمالي، وحاولنا إيجاد الحلول لبقائهما داخل جدران النادي، وحدث بالفعل لبعض الوقت وحتى قبل فترة الانتقالات الشتوية بعد تدخل الإدارة العليا للنادي.

إصابات كثيرة

وتابع صالح: تأثرنا كذلك بالإصابات العديدة التي ضربت الفريق، ولاحقت اللاعبين باستمرار، وهو من أكثر المواسم التي يتعرض فيها اللاعبون للغياب بسبب الإصابات المتكررة لنجوم الفريق، والأدهى أنها كانت إصابات طويلة المدى وعانينا منها كثيراً، بعد غياب محمد الشحي وماجراو وبايانو وخالد جلال ومحمد أحمد قاسم وأحياناً إسماعيل مطر وحيدر ألو علي ومحمود خميس، أي ما يعني فريقاً بالكامل، وهو أمر صعب على أي نادٍ ولا يستطيع أحد تحمله، ولذلك كان الدفع بالشباب في معظم المباريات لتعويض النقص في الصفوف.

واعتبر صالح أن فقدان الوحدة لعدد كبير من اللاعبين بسبب الانضمام للمنتخبات الوطنية الأول والأولمبي زاد من معاناة الوحدة، وأقول: إن نجاح المنتخب الأولمبي دفع فاتورته الوحدة إلى حد كبير، لاسيما وأن العناصر الدولية لم تشارك بفعالية مع المنتخب وكان النادي في أشد الحاجة إليها، مشيراً إلى أن طموحات الفريق انخفضت وكان الأهم أن يتمكن الفريق من الثبات خلال الدوري، وخدمنا الحظ بعدما كسبنا عدداً كبيراً من النقاط خلال الدور الأول شفعت لنا في الدور الثاني، الذي لم نتحرك خلاله ونحقق نتائج جيدة إلا في آخر 4 مباريات أمام الوصل والجزيرة والشارقة، وحاولنا بقدر الإمكان تقديم عمل جيد ولكن الوقت والمجموعة المتواجدة لم يسعفانا.

واستطرد صالح: خرجنا كذلك من بطولة الأندية الخليجية، وخروجنا كان بمثابة رصاصة الرحمة بالنسبة لنا، فقد عشنا أجواء صعبة هذا الموسم، وواجهنا مشكلة عدم وجود العدد الكافي من اللاعبين في بعض الأوقات، والمدير الفني هيكسبرغر حاول بذل كل جهده من أجل الحفاظ على الفريق، وهذا لا ينفي أننا حققنا عدداً من المكاسب وهي الحصول على بطولة السوبر في بداية الموسم، فضلاً عن تصعيد بعض اللاعبين الشباب الذين ظهروا بصورة طيبة إلى حد ما، ويحتاجون إلى الوقت لاكتساب الخبرات ليكونوا أحد العناصر الأساسية في المستقبل.