لعل التوصيف الأمثل لحالة الفرحة التي عاشتها القلعة الحمراء جراء الفوز بكأس اتصالات سببها معنوي، أكثر مما يتوافق ويتماشى مع الطموحات التي كان عليها النادي مطلع الموسم.
لماذا؟ البدايات غير الجيدة دفعت عجلة الفريق إلى الانقياد صوب طريق متعرج كله مطبات، بعد أن هُيئت له خلال التحضيرات كل سبل الاستعداد المثالي من أجل صنع فريق قوي قادر على تحقيق أفضل النتائج والمنافسة على الألقاب، وليس واحد فقط.
وسعى عبد الله النابودة رئيس مجلس الإدارة رئيس شركة كرة القدم إلى تدعيم الفريق بنخبة من اللاعبين الأجانب، لهم تجربتهم الاحترافية المقنعة والإيجابية في الدوريات الأوروبية، غرافيتي ويوسف محمد من ألمانيا، وخيمينيز من إيطاليا، وجاجا من تركيا.
نجح الأهلي في تجاوز كبوة البداية، ونجحت الإدارة في تعويض الإخفاق مع المدرب هيشيك، بالتعاقد مع مدرب قدم أفضل ما يمكن أن يقدمه مدرب جاء ليكمل ما تبقى من موسم، مستلما فريقا كان مُحبَطا معنويا، متراجعا فنيا، وأرتقى به إلى ترتيب أفضل في الدوري، وإنهاء الموسم بالحصول على بطولة.
غير أن الفوز بكأس اتصالات يحمل جوانب معنوية على تحضيرات الفريق واستعداداته للموسم المقبل، وهو ما عبر عنه النابودة حينما قال مباشرة غداة الفوز بكأس اتصالات "التتويج بالكأس بعد غياب عن منصات التتويج ثلاثة مواسم، يعكس التطور الذي طرأ على الفريق خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة".
وأكد أن الجهاز الفني بقيادة الإسباني كيكي أسهم بدور كبير في تغيير شكل الأهلي وتحسن أدائه، علاوة على التضحيات التي قدمها لاعبوه والجهاز طوال تلك الفترة وصولاً إلى هذا الإنجاز "ليس من السهل أن يواصل الفريق سلسلة أدائه المتميز على مدار 7 مباريات متتالية دون خسارة، وان تكون المباراة الأخيرة هي نهائي كأس المحترفين بما تضمنته من وقت أصلي وإضافي، ثم اللجوء إلى ركلات ترجيح ويكون التوفيق والفوز بالمباراة والكأس من نصيبه".
وأشار في وقت سابق إلى أن الفوز بكأس اتصالات للمرة الأولى، هو بداية صعود الأهلي "السلم" للإعداد للموسم المقبل واستعادة مستواه المعروف، مؤكداً أن الأهلي مازال في طور الصعود، والمدرب منذ توليه المسؤولية يضفي مزيداً من التحسن على الأداء، صحيح أن النتائج لم تكن مقنعة في بداية مهمته، إلا أنها تحسنت بعد زيادة مساحة التفاهم والانسجام.
التجديد لفلوريس
تنتظر إدارة الأهلي في الأيام المقبلة رد المدرب فلوريس بشأن رغبة الأهلي في تجديد التعاقد معه بعد أن انتهى عقده (المؤقت) مع الفريق بانتهاء الموسم المنصرم، وتأتي الرغبة الأهلاوية عطفا على التحسن الفني الذي طرأ على الأهلي منذ أن تولى المدرب الإسباني الإدارة الفنية للفريق، غير ان فلوريس طلب منحه مهلة للتفكير قبل أن يحدد قراره النهائي.
جالبوت: قابلية اللاعبين لهيشيك لم تكن عالية
يرى محمد جالبوت مساعد مدرب الأهلي أن فريقه كان من المفترض أن يحقق اللقب في 3 بطولات من أصل الأربعة التي خاض "الفرسان" غمارها في الموسم المنصرم. غير أنه حمد الله على الختام الذي كان عليه موسم الفريق بعد الفوز بكأس اتصالات.
ويرى جالبوت أنه لا عذر للأهلي في النتائج التي حققها، مضيفا: المفروض أن يكون هناك تعاون أكبر من قبل اللاعبين، ويكون لديهم نوع من الإصرار على الظفر بالبطولات، إلا إن قابلية اللاعبين للمدرب هيشيك لم تكن على درجة عالية ومطلوبة.
ويشيد جالبوت بالفترة التي قضاها الفريق تحت إشراف المدرب كيك فلوريس، فيقول: بعد 10 أيام من قدوم المدرب فلوريس اتضحت الرؤية لدينا بأن هذا المدرب لديه القدرة على إعادة الفريق إلى المسار الصحيح، بما يملكه من قدرة في نقل الفريق من الحالة المعنوية السلبية التي كان عليها غداة الخسارة أمام الشباب في نهائي البطولة الخليجية، إلى حالة نفسية مغايرة، ساهمت في التصاعد الفني للأهلي مكنه في نهاية المطاف من الارتقاء على سلم الترتيب في الدوري، والفوز بكأس اتصالات.
ولا يخفي جالبوت مشاعره بأمنية استمرار كيكي فلوريس مع الفريق "أتمنى استمراره لأكثر من موسم حتى تعود البطولات إلى الأهلي، فمن موقع قريب منه أجد أن المدرب كان يعمل لمواسم مقبلة وليس للموسم المنصرم فقط.
ويشدد جالبوت على أن إدارة الأهلي لم تقصر مع الفريق خلال تحضيراته للموسم " عبدالله النابودة رئيس مجلس الإدارة عامل الفريق بدرجة 7 نجوم قبل انطلاق الموسم وأثناءه، وإذا ما استمر التعاون بين الإدارة والفريق بهذا الأسلوب فإن الأهلي قادر على العودة وبقوة.
وبسؤاله ماذا يحتاج الأهلي ليعود قويا، قال مساعد مدرب "الفرسان": محتاج إلى عدد قليل من التعاقدات لأجل سد بعض الثغرات الفنية، فيما علق على أجانب الفريق قائلا: في البداية لم يظهروا بمستواهم الصحيح، ولكن مع دخول الدوري في ديسمبر الماضي بدأ الانسجام يتضح بين اللاعبين، وزاد هذا الانسجام، مما انعكس إيجابا على مستوى الفريق.
وعن رحيل جاجا عن الفريق دون إخطار النادي، قال جالبوت مختتما تصريحه: لا يختلف اثنان على الإمكانيات الفنية العالية لجاجا، ولكن لسوء الحظ لم يتأقلم مع الوضع، مما انعكس سلبا على الفريق.
محمد قاسم: سأشتاق لكم ادعوا لي بالتوفيق
"شكرا من القلب لإخواني اللاعيبن على الفترة التي قضيتها معهم. عشرين سنة، شكرا لجمهور الفرسان. راح اشتاق لكم، أدعو لي بالتوفيق". هكذا ودّع محمد قاسم زملاءه وجمهور الأهلي بعد أن أبدت إدارة النادي للاعب رغبتها في عدم تجديد عقده.
وشكره على الفترة الطويلة التي قضاها اللاعب بين جدران النادي. ويأتي استغناء الأهلي عن اللاعب بعد توصية فنية، تضمنها ملف المدرب كيكي فلوريس، وجاء في سياقه أن اللاعب غير قادر على تقديم ما يطمح له الفريق في المرحلة المقبلة. في حين بات اللاعب مرشحا للانتقال إلى ناد آخر.
بدر عبدالرحمن ينضم إلى "قائمة المغادرين"
علم "البيان الرياضي" أن مدافع الأهلي بدر عبدالرحمن انضم إلى قائمة المرشحين لمغادرة الأهلي بالفترة المقبلة. يأتي ذلك وفق توصية فنية من المدرب كيكي تضمنت الاستغناء عن مجموعة منهم محمد قاسم وأحمد خميس وبدر عبد الرحمن وجمعة صنقور.
ولم يضمن الأربعة مكانا أساسيا في الفريق، وقضوا معظم المباريات في الموسم المنصرم على دكة البدلاء. فيما تعني هذه التوصية وتطبيقها من الإدارة الأهلاوية إمكانية توسيع هامش انضمام لاعبين من صفوف الشباب إلى الفريق الأول.