شرع «البيان الرياضي» فى تقديم كشف «حصاد سنة رابعة احتراف»، بعد موسم مثير، حفل بالتقلبات في النتائج وفي العديد من الأجهزة الفنية لبعض الفرق، ونجحت الفرق الأكثر استقراراً في تحقيق أهدافها، والوصول إلى طموحاتها في ختام المشوار، وتقدم الصفحات محصلة متكاملة عن كل فريق في الدوري، لرصد الظواهر السلبية والإيجابية، التي واجهته في الموسم.

وإلقاء الضوء على النجوم الذين تألقوا أو اللاعبين الذين أخفقوا مع الفرق المختلفة، مع استعراض للجوانب الفنية، من خلال رؤية مسؤولي الفريق، مع نظرة إلى المستقبل، وما تخططه له إدارة كل ناد للموسم الجديد، وسنواصل اليوم مع الفريق الخامس فريق الأهلي.

 

لم تأت بدايات الأهلي لمنافسات الموسم المنصرم، متسقة مع التوقعات التي رجحت بأن يكون الفريق فارس الموسم، عطفا على التحضيرات المثالية التي شهدتها استعداداته، لاسيما وأن الأهلي خاض معسكرا خارجيا من ثلاث مراحل في التشيك والنمسا واستراليا. إضافة إلى حزمة من التعاقدات أبرمتها الإدارة الأهلاوية، وانتدبت ثلة من خيرة اللاعبين الأجانب، مثل التشيلي خيمينيز والبرازيليين غرافيتي وجاجا، بالإضافة إلى اللبناني يوسف محمد الذي قضى 7 مواسم محترفا في الدوري الألماني.

يمكن القول ان التعاقد مع المدرب التشيكي إيفان هيشيك، هو الصفقة الأضعف التي أبرمها الأهلي في الموسم المنصرم، إلا ان تبعات هذا التعاقد الذي كان غير مقنع للعديد من المراقبين كانت وخيمة، واتضح جليا تأثر المدرب بصورة سلبية في القراءة الفنية للمدربين والاستعداد للمباريات بعد أن ابتعد عن المهنة سنتين قضاهما في العمل الإداري على سدة رئاسة اتحاد الكرة في بلاده.

الصدمة الأولى للأهلي جاءت من عجمان، حيث خسر الفريق مباراته الأولى في كأس اتصالات، وجاءت الصدمة أقوى وأشد ألما مع انطلاق مشوار الفريق في مسابقة دوري المحترفين، فالأهلي الذي حظي بنصيب وافر من الترشيحات تعرض لخسارة ثقيلة أمام الجزيرة برباعية نظيفة في الجولة الأولى من الدوري، ولم يحقق سوى فوز واحد على الإمارات، وتعادل أمام الوحدة في الـ 6 جولات الأولى من عمر الدوري، بينما تعرض الفريق إلى 4 هزائم، كانت كفيلة لتبعده عن المنافسة على لقب بطولة الدوري في وقت مبكر.

خسارة «الخليجية»

وهنا لابد من الإشارة إلى ان خسارة الأهلي للقب دوري أبطال الخليج أمام الشباب لعب دورا سلبيا وانعكس بمردود غير إيجابي على الجانبين النفسي والفني للفريق، مما أثر على أداء ونتائج الفريق بالسلب في المباريات المباشرة التي تلت النهائي الخليجي.

إدارة النادي الأهلي لم تجد مفرا من إقالة المدرب هيشيك الذي لم يكن قادرا على قيادة دفة الفريق بالصورة المأمولة من قبل الأسرة الأهلاوية، لاسيما وأن المدرب أفقد بعض نجوم الفريق وعلى رأسهم البرازيلي جاجا جذوة العطاء الفني من أجل تعزيز حظوظ الفريق، فبات الأهلي مهددا بخسارة اثنين من لاعبيه ممن يعوّل عليهما كثيرا هما جاجا وخيمينيز.

تعاقد موفق

إقالة هيشيك تبعها التعاقد مع اسم كبير في عالم التدريب، وترك بصمته على الفرق التي دربها في اسبانيا والبرتغال، إنه المدرب الإسباني كيكي فلوريس، بطل الدوري الأوروبي مع أتلتيكو مدريد وكأس السوبر الأوروبي. ومما لاشك فيه أن التعاقد مع كيكي فلوريس، تبعه في نهاية الجملة علامة التعجب في كيفية قدرة الأهلي على إقناع مدرب اوروبي شاب صنف ضمن أفضل 10 مدربين في العالم عام 2010، بالقدوم إلى دبي وتدريب الأهلي بعيدا عن الدوري الإسباني الأشهر عالميا.

والأكيد أن فلوريس احتاج أياما ليست بالقلية ليشرب لاعبيه فكره التكتيكي، ويتدرج الفريق في القوة الفنية، حتى استطاع الأهلي أن يكون في صورة زاهية وأكثر بريقا مقارنة بما كان عليه بداية الموسم المنصرم.

المدرب وعد بتحسين أداء الفريق، لكنه كان صريحا بأنه يحتاج إلى قرابة الشهر من أجل أن يعرف لاعبيه ويتمكن من ذلك، ويعرفونه كذلك. وبينما قام اللاعب البرازيلي جاجا بمغادر دبي دون إخطار الأهلي بذلك، وفي تصرف ينم عن عقلية غير احترافية بالنسبة للاعب كان مرشحا لأن يكون أفضل صفقة من بين اللاعبين الأجانب في دورينا.

رحيل جاجا إلى الدوري البرازيلي، مكن الأهلي من انتداب الكاميروني إيمانا على سبيل الإعارة من نادي الهلال السعودي، وكان صفقة جيدة وبدت أكثر إقناعا عندما دفعه المدرب إلى شغل مركز لاعب الارتكاز في وسط الملعب، مما دفع الأهلي لإبداء رغبة تمديد فترة اعارته من الهلال.

ختامه مسك

الأهلي تعثر ببعض المطبات، بداية من عدم كفاءة هيشيك في قيادة الفريق، وانتداب بعض العناصر المحلية غير القادرة على مواكبة طموحات الفريق، وهروب جاجا، وتراجع المستوى الفني لبعض الأسماء (الكبيرة). ولكن رغم ذلك، نجح الفريق في انهاء الموسم بأفضل صورة ممكنة للاهلي عطفا على ظروفه في الموسم، حينما تمكن من الفوز بكأس اتصالات عن جدارة واستحقاق.

 

 

 

الاستقرار الفني للموسم المقبل من أولوياتنا

 

 

 

أكد عبدالمجيد حسين مشرف الفريقين الأول والرديف لكرة القدم في النادي الأهلي أن الفترة الأولى من عمر الدوري لم تعكس الصورة التي تتوازى وقوة الانتدابات التي قام بها الفريق مطلع الموسم المنصرم، إذ انحسر الأداء القوي للفريق في مباراتين بداية مشواره في الدوري. فيما اعترف حسين أن خسارة الأهلي نهائي دوري أبطال الخليج اثر سلبا على المردود الذي كان متوقعا من الفريق.

وكانت إدارة الأهلي استعانت بخدمات عبدالمجيد حسين بعد فترة من بدء منافسات الموسم، وذلك للخبرة العريضة التي يملكها الرجل في المجال الذي يشغله حاليا.

وفي تعليق له عبر "البيان الرياضي" حول الرؤية الفنية العامة لأداء "الفرسان" في الموسم المنصرم، قال: توالت الأمور السالفة الذكر إلى أن تم تغيير الجهاز الفني، وأجريت بعض التعديلات الإدارية، وعلى إثره تغير الفكر الفني وبعض الأمور التنظيمية الإدارية، فاحتاج الأهلي الوقت، وبالتالي مر الفريق بمرحلة انتقالية، كان فيها شد وجذب فني، ومراجعات لبعض الأمور وإعادة صياغتها، كما أن المدرب بدأ يتعرف على بعض الجوانب الفنية في الفريــق والنواقــص التي يعانــي منهــا.

ويستطرد مشرف الأهلي القول: تم الاستغناء عن بعض العناصر والتعاقد مع أخرى في فترة الانتقالات الشتوية، بالإضافة إلى تصعيد مجموعة من اللاعبين الشباب إلى مصاف الفريق الأول، وعودة لاعبي المنتخب الأولمبي للانتظام مع الفريق بعد انتهاء مشاركتهم مع منتخبنا الأولمبي.

ولذا بدا المستوى الفني للفريق آخذا بالتحسن مع دخولنا في الربع الأخير من عمر الدوري، وكان حقيقة لدينا من قبل اليقين بذلك بعد أن بدا الفريق اكثر استقرارا والتزاما، فتحسن ترتيبنا في بطولة الدوري، وتمكنا من الفوز بكأس اتصالات، وهما هدفان تطلعنا لهما بعد الابتعاد عن المنافسة في الدوري والخروج من بطولة كأس صاحب السمو رئيس الدولة.

ويرى عبدالمجيد حسين أن الفوز بكأس اتصالات مرض للأهلي قياسا على نتائج الفريق مطلع الموسم المنصرم "وإن كان العمل على أكثر من بطولة، ولكن الفريق الجيد الذي يتجاوز الصعوبات، ولذا فإن الخروج من الموسم بلقب كأس اتصالات هي محصلة لا بأس بها".

ويشدد حسين على ضرورة أن يبدأ الأهلي الموسم المقبل من حيث ما انتهى إليه في الموسم المنصرم، مبديا التقدير لجماهير الأهلي التي آزرت الفريق حتى آخر مبارياته على الرغم من العثرات التي شهدتها له في غير مباراة أبعدته عن المنافسة على لقب الدوري.

وبسؤاله هل أخطأ الأهلي في التعاقد مع المدرب هيشيك؟ .. أجاب: هو من المدربين الجيدين، وقدم مستويات جيدة، وسبق له أن حقق 3 بطولات مع الأهلي عندما أشرف على إدارته الفنية قبل 3 مواسم، إلا ان الظروف تختلف احيانا، فيبدو أن اتجاه هيشيك إلى العمل الإداري لمدة سنتين ابعده عن الأمور الفنية، ولكن هذا لا يعني أن هيشك مدرب غير ناجح، ولكن ليس شرطا أن يعود المدرب إلى فريقه السابق ويحقق البطولات من جديد.

خلل

ويضيف: عدم تحقيق الفريق النتائج الإيجابية فهذا يعني أن هناك خللا، ومعظم العناصر لم تتشرب فكر المدرب، ولم يكن هناك التــزام، والأهلي في بعض المباريات كان يؤدي جيدا وفي الأخرى لا، وهذا يدل على وجود الخلل في كافة العناصر.

أولوية

ويشدد مشرف الفريق الاهلاوي على ضرورة الاستقرار الفني للفريق "من أولى الأولويات لدينا هو الاستقرار الفني، ومن الأسباب التي أثرت على أداء الأهلي تبديل المدربين، مما أدى إلى عدم الاستقرار، ولذا لابد أن يكون هناك استقرار فني وإداري، ولاعبون على مستوى عال من الجهوزية الفنية والبدنية، وطموح للاعبين أكبر مما كانوا عليه هذا الموسم لاسيما وأن خسارة اللقب الخليجي أثرت كثيرا على عطاء الفريق.