الزعيم يمرض ولكنه لا يموت ، هذا هو الشعار الذي رفعه العيناوية في أيام مضت عاشتها جماهير الفريق البنفسجي بمزيج من الألم والإحباط قبل أن ينهض الفريق (شبيه الريح) من سرير المرض، مرعدا مبرقا ويعود من بعيد ليقلب كل الموازين والتوقعات، وتجاوز الزعيم الكبوة وقلب الموازين وحقق اللقب العاشر للدوري بجدارة.
وتحول من فريق كان يصارع الموسم الماضي على البقاء في دوري المحترفين إلى بطل متوج بالدرع تاركا للمراقبين ،الدهشة والذهول والإعجاب، وكان رجال العين يعملون في صمت، بعيدا عن فضول الإعلام وصخب الأضواء وفق استراتيجية مدروسة وخطة واضحة المعالم.
والهدف من أجل أن ينهض زعيم الأندية الإماراتية من كبوته العارضة ، ويستعيد قوته وجبروته المعروفة ، ليسعد أحبابه وأنصاره ويعيد للملاعب الإماراتية وهجها وبريقها، فبحضوره تعود للملاعب إثارتها وللمنافسة تشويقها ولمدرجات الجماهير روحها وصخبها المحبب ورونقها الباهي بأمر جماهير ه العريضة المنتشرة داخل وخارج الإمارات، وتعد جماهيرالأمة العيناوية كلمة السر في الانتصارات والوصول لمنصة التتويج.
فترة النور
كان كل شيء في دار الزين يوحي أن العاصفة البنفسجية قادمة وأن منصات التتويج ستتزين لاستقبال فارسها المألوف الذي طالما تردد عليها بتعاقب أجياله من الإداريين واللاعبين والأجهزة الفنية، وكانت البداية بالصفقات المدوية والتعاقدات المبهرة التي أبرمها مجلس الإدارة برئاسة الشيخ عبد الله بن محمد بن خالد آل نهيان مع أسماء لامعة من النجوم على صعيد اللاعبين الأجانب والمواطنين، وعهدت بقيادتهم ميدانيا للمدرب الأشهر الروماني أولاريو كوزمين المعتاد على صياغة الألقاب وصيد البطولات، ثم هيأت لهم معسكرا إعداديا .
وفرت فيه الأجواء المناسبة بعيدا عن الضغوط ، ثم التفت إلى ما تعتبره أهم عنصر في كتيبة الانتصارات وهو الجمهور العيناوي العريض فدعمته بعوامل الابتكار وسبل الإبداع ، ليبدأ بعد ذلك عمل الجميع في تناغم متفرد وبروح الرجل الواحد طلبا لهدف واحد حيث تكونت خلطة سحرية (كما قال المدرب كوزمين) منحت العيناوية كل هذا التألق والإبهار وقادت الزعيم إلى عرشه متوجا باللقب العاشر من بطولات الدوري، لتعود للدوري الإماراتي نكهته .
فترة النار
لكن الحديث بإعجاب عن نجاح العين في العودة السريعة إلى سابق عهده وقوته يقود أيضا للتساؤل عن سر فقدانه بسهولة للمنافسة على بطولتي كأس اتصالات وكأس صاحب السمو رئيس الدولة رغم الإمكانات الكبيرة التي توفرت له، خصوصا خروجه من المنافسة على كأس اتصالات والذي كان قريبا منه، قبل أن يفرض عليه فريق دبي تعادلا بأرضه ووسط جمهوره .
وهو الأمر الذي قاده إلى بوابة الخروج برغم انتصاره العريض في آخر المباريات على الوحدة بأربعة أهداف مقابل هدف، وقد فسر المدرب الروماني أولاريو كوزمين هذا الأمر بوصفه للفترة التي شهدت خروج العين من البطولتين بـ (فترة النار)، لافتا إلى العقبات والصعوبات العديدة التي اعترضت طريقه.
حيث فقد معظم عناصره الأساسية من اللاعبين بسبب الإصابة أو الانضمام إلى المنتخب، غير أن هذا التفسير لم يجد قبولا كاملا وسط قطاع من العيناوية الذين يرون أن كشف الفريق يضم العديد من اللاعبين الذين يتمتعون بإمكانات ومقدرات عالية تؤهلهم لسد النقص وتعويض الغياب.
وذهب بعضهم إلى القول أن التركيز على بطولة الدوري دون غيرها أوجد نوعا من اللامبالاة وعدم الاهتمام بالبطولتين الأخريتين بالرغم من أن الشعار المرفوع دوما على سارية النادي العيناوي أن الزعيم يدخل إلى كل بطولة بهدف المنافسة على اللقب .
وعموما فإن الزعيم عاد قويا ليحطم الأرقام و يتربع على القمة ملكا متوجا في طريقه إلى القارة الصفراء حيث تشتاق إليه البطولة الآسيوية التي تشرفت بمعانقته كأول بطل لها وزعيما عليها بشكلها الراهن في وقت سابق من العام 2003 .
السماوي يبعد الزعيم
لعب العين في بطولة كأس صاحب السمو رئيس الدولة في دور ال16 أمام فريق الإمارات واستطاع أن يتغلب عليه بنتيجة 4-2 في المباراة التي جرت بينهما على ملعب راشد بالنادي الأهلي ليتأهل إلى ربع النهائي .
حيث اصطدم ببني ياس في مباراة ماراثونية امتدت حتى أشواطها الإضافية بعد أن انتهى الوقت الرسمي بالتعادل السلبي، ليتمكن مهاجم بني ياس السنغالي سانغاهور من خطف هدف الفوز الوحيد لصالح فريقه في الدقيقة 113 ليساعد السماوي في بلوغ نصف النهائي فيما كان ذلك الهدف بمثابة قرار لخروج العين من البطولة التي أحرز لقبها خمس مرات من قبل.
المفاضلة بين النمسا وإيطاليا وألمانيا لإقامة المعسكر الخارجي
يجري نادي العين حاليا اتصالات لإقامة معسكر الاعداد الخارجي لفريق الكرة ، وتوجد مفاضلة بين كل من النمسا وإيطاليا وألمانيا ، وبعودته إلى منصات التتويج وحصوله على درع الدوري أصبح الزعيم العيناوي أمام تحديات كبيرة ومسؤوليات عظيمة أمام جماهيره ومحبيه.
حيث ينتظر منه أن يتابع نجاحاته وتفوقه الدفاع عن لقبه والبقاء في القمة على الصعيد المحلي، أما على الصعيد الخارجي فسيشارك الفريق في البطولة الآسيوية في الموسم المقبل وهو المنافسة التي يحمل لها في سجلاته ذكريات وأمجاد رائعة عندما حصل على لقبها في وقت سابق من العام 2003 ، ومن المؤكد أن الجماهير العيناوية تتطلع لاستعادة ذلك المجد وهو ما يتطلب جهودا مضاعفة من جميع العيناوية، خصوصا بعد التطور المشهود في المستوي الفني للبطولة القارية الكبيرة .
وأكد محمد عبيد حماد مشرف الفريق الأول لكرة القدم بنادي العين أن فترة التحضيرات ستنقسم إلى قسمين قبل وبعد رمضان، لافتا إلى أن فترة الإعداد الأولي ربما تخللتها البطولة الودية الدولية قبل أن يغادر الفريق إلى المعسكر الخارجي.
ويبحث المدرب أولاريو كوزمين عن اللعب مع فرق قوية وديا في إطار استعداداته للمعسكر الجديد، من أجل بناء فريق قوي للموسم الجديد والذي سيواجه فيه العين تحديات البطولة الآسيوية وغيرها من الاستحقاقات المهمة، بما يتطلب منه تجهيزا متميزا، وقال: إذا أردنا أن نظل أقوياء فلابد من أن نواجه فرقا قويا دون النظر لنتائج مبارياتنا معها.
الإصابات تغيب أفضل العناصر في بداية الموسم
لاحقت الإصابات أفضل لاعبي العين وحرمت الفريق من خدماتهم ، في الأسابيع الأولي من الموسم الكروي المنصرم، برغم أن الإدارة العيناوية وضعت إصابات الملاعب في جدول الأولويات، وعملت بداية على معالجة وتأهيل المصابين قبل بداية الموسم المنصرم وتعاقدت مع طبيب عالمي مشهود له بالكفاءة من خلال عمله في عدة أندية مثل ويستهام الإنجليزي وأودينيزي الإيطالي وبانثياكوس اليوناني وغيرها ، ويتمتع بخبرة واسعة في إصابات كرة القدم .
ولكن كل ذلك لم يمنع الإصابات من مطاردة نجوم الفريق حيث فقد العين قبل وأثناء الموسم عددا من اللاعبين بسبب إصابات مختلفة، على نحو ما حدث للمدافع القوي إسماعيل أحمد الذي غاب عن تشكيلة الفريق البنفسجي بداية من الجولة الثالثة لدوري المحترفين أمام دبي بعد الإصابة التي تعرض لها قبل ثلاث دقائق من نهاية الشوط الأول لمباراة العين والوصل بالجولة السادسة من كأس اتصالات لكرة القدم عندما كان يحاول إبعاد هجمة خطيرة من لاعب الوصل التشيلي أديسون بوتش وخضع اللاعب لجراحة ناجحة في ألمانيا على يد الطبيب هانس باسيلا، بعد أن تبين إصابته بالرباط الصليبي والغضروف، وعاد إسماعيل إلى تشكيلة الفريق البنفسجي في الجولة 17 من دوري المحترفين أمام بني ياس .
كما غاب في فترات من الموسم كل من ياسر القحطاني وناتشو سكوكو بسبب إصابة العضلة الخلفية، وكذلك أسامواه جيان قبل أن يتلقى علاجا بمشيمة الخيول على يد طبيبة صربية،وتواصل غياب عبدالله مال الله لاعب متوسط الميدان منذ الموسم قبل الماضي لإصابته في الكاحل، فضلا عن غياب فوزي فايز وعلي الوهيبي وصقر ربيع لذات الأسباب .
ولاحقت الإصابة لاعبي العين في المنتخبات وتعرض عمر عبد الرحمن اللاعب الموهوب وصانع الألعاب الدولي إلى الإصابة في الرباط الصليبي خلال المعسكر الإعدادي الخارجي لمنتخبنا الوطني الأول في النمسا في إطار تحضيراته لمواجهة الهند ضمن التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى مونديال 2014 ليغيب عن المشاركة مع البنفسج قبل أن يعود في أول ظهور له خلال مباراة رديف العين مع نظيره عجمان في الجولة 11 من دوري الرديف وبعدها تابع حتى نهاية الموسم .
وغاب المدافع الدولي محمد فايز عن تشكيلة الفريق العيناوي بداية من الجولة الرابعة لدوري المحترفين بعد أن أصيب في الركبة خلال مباراة المنتخب الأولمبي مع العراق ليخضع إلى عملية جراحية في الرباط الصليبي وهي الثالثة له خلال مشواره مع كرة القدم.
خروج مشرف
لعب العين في بطولة كأس اتصالات للمحترفين ضمن مجموعة تضم إلى جانبه كلا من الوحدة والجزيرة والإمارات ودبي والوصل، وخاض 10 مباريات فاز في 5 وتعادل في 2 وخسر 3 ليجمع في رصيده 17 نقطة و17 هدفا ، فيما دخل مرماه 13 هدفا، ليخرج بالتالي من المنافسة.
وفي المباريات التي لعبها بأرضه باستاد طحنون بن محمد بالقطارة في المنافسة فاز الفريق في مباراتين فقط علي الوصل بهدف دون رد ، وعلى الإمارات بثلاثة نظيفة، وتعادل مرة واحدة أمام نادي دبي بهدف لمثله وهي المباراة التي كانت سببا مباشرا في خروجه من المنافسة برغم فوزه في المباراة الأخيرة على مضيفه الوحدة بأربعة أهداف، إذ أن الوصل منافسه على المركز الثاني فاز في مباراته الأخيرة وتأهل إلى نصف النهائي بجانب الجزيرة .
