يرنو الأهلي إلى ختام مثالي لموسمه الكروي، إذ لم تنعدم آماله في الخروج بلقب بطولة، بعد أن خسر قبل هذا المساء كل البطولات، وبقيت كأس اتصالات الهدف الوحيد أمام "الفرسان" لتتويج جهد موسم كامل لهم ولإدارتهم والجهازين الفني والإداري.

الأهلي يلعب للمرة الأولى المباراة النهائية لبطولة كأس اتصالات، بل إنه للمرة الأولى التي يتخطى بها منافسات الدور الأول للبطولة، منذ انطلاقها قبل 3 سنوات، ليكون الظهور الرابع للفريق في البطولة الرابعة هو الأفضل له على الإطلاق، ولذا فإن الأهلي يرنو إلى إضافة كأس اتصالات إلى خزانته الممتلئة بعديد الكؤوس والبطولات.

جدارة

ومما لاشك فيه أن الأهلي كما الشباب كان جديرا بما وصل إليه في البطولة بعد النتائج الإيجابية التي حققها الفريق خلال مشوار الوصول إلى المباراة النهائية، كما يحسب للفريق اللعب في النهائي ومزاحمة الشباب على اللقب عطفا على الاداء الفني المتصاعد في القوة منذ قدوم المدرب الإسباني كيكي فلوريس، والذي نجح بفضل "الترميم الفني" من قيادة الأهلي إلى المباراة النهائية، وتسجيل عديد الانتصارات في مباريات الأهلي الأخيرة لاسيما على صعيد الدوري.

ولا نغفل الإشارة إلى أهمية الفوز بكأس اتصالات مساء اليوم من الناحية المعنوية للأسرة الأهلاوية برمتها، والتي باتت متعطشة من أجل الظفر بكأس بطولة بعد 3 سنوات عجاف من الإبهار الذي قدمه الفريق في موسم 2009، وبدأ منذ منتصف 2008، إذ نال الأهلي في هذه الفترة 3 بطولات بدأت من الفوز بكأس صاحب السمو رئيس الدولة، ثم لقب كأس السوبر، ومن ثم الفوز بأول دوري للمحترفين، نتج عنه التأهل كأول ناد إماراتي إلى كأس العالم للأندية استضافتها حينها العاصمة أبوظبي.

القراءة الفنية

وبالحديث عن الجانب الفني في الأهلي، لابد من الإشادة بالعمل الذي قام به المدرب فلوريس منذ أن تولى الإدارة الفنية للفريق، ونجح المدرب من إعادة كثير من عادات الفريق الفنية الإيجابية، والتي وضعت الأهلي في إطار أفضل كثيرا من الإطار الذي أحاط بأدائه مطلع الموسم الجاري، ونتج عنه خسارة النهائي الأول الذي جمع الأهلي والشباب هذا الموسم، وكان في بطولة دوري أبطال الخليج الذي اصطبغ حينها باللون الأخضر، وكانت النتيجة استغناء الأهلي عن مدربه السابق التشيكي إيفان هيشيك.

عناصر فنية

ويمتلك الأهلي عديد العناصر الفنية القادرة على أن تصنع الفارق لصالح "الفرسان" مساء اليوم، فبدا واضحا أن مؤشر الأداء عند حارس الفريق عبيد الطويلة آخذ بالارتفاع، بينما بدت الملاحظات الفنية حاضرة على أداء الدفاع في الطرف المقابل، وكانت مباراة بني ياس الأخيرة للأهلي مؤشرا مقلقا للمدرب فلوريس إذ نجح بني ياس من تسجيل 4 أهداف دفعة واحدة في مرمى الأهلي الذي كان متقدما بخمسة أهداف دون مقابل.

وتكمن القوة الأمثل للأهلي في منتصف الملعب، إذ أضفى وجود الكاميروني إيمانا في مركز لاعب الارتكاز إلى جانب طارق أحمد قوة فنية في هذا الجانب المحور للفريق، مما دفع إدارة الأهلي ومعهم المدرب كيكي إلى الميل لتجديد إعارة أو شراء بطاقة اللاعب إيمانا من الهلال السعودي بمقابل مالي معقول وغير مبالغ فيه من قبل إدارة النادي السعودي.

ويمتلك الأهلي قوة هجومية لا يستهان بها، في ظل وجود الرباعي إسماعيل الحمادي والتشيلي خيمينيز والبرازيلي غرافتي وأحمد خليل. وظهرت الفعلية الهجومية للأهلي بقوة في مباراة الفريق أمام بني ياس عندما تمكن الأهلي من تسجيل 6 أهداف في مرمى المنافس.

كيكي: الفوز باللقب يعني لي الكثير

 

قال الاسباني كيكي فلوريس مدرب الأهلي بأن مباراة نهائي كأس اتصالات اليوم أمام الشباب تعني له الكثير في محطته التدريبية مع الفريق التي استمرت لثمانية أشهر "حتى الآن". وأضاف" بالنسبة لي المباراة مهمة جدا وتعني لي الكثير. وعن تجاربه السابقة في مثل هذه الظروف قال: مررت كثيرا بمثل هذه الظروف وهذه المباريات وهي ليست بغريبة علي. وتابع مستطردا: لا توجد أعذار للاعبي الفريق، فقد عملوا بجهد كبير خلال الموسم وقدموا مباريات جيدة ووصولهم لهذه المرحلة يؤكد أن هناك تغييرا كبيرا حدث للفريق من النواحي الفنية والتكتيكية، ووضح الانسجام والتجانس بين اللاعبين، وأعتقد أن اللاعبين جاهزون لمثل هذه المباريات.

وتحدث المدرب عن المباراة في مؤتمر صحافي عقد خصيصا للحدث صباح أمس الأحد بنادي النصر مقر إقامة اللقاء، حيث أكد فلوريس على أفضلية الفريقين في الوصول للمباراة النهائية بعد أن قدموا أداء جيدا وقويا.

أحقية

وأشاد المدرب الإسباني بفريق الشباب الذي قدم موسما جيدا، وأكد كيكي بأن وصول الفريقين لهذه المرحلة النهائية من الكأس هو نتاج طبيعي لما قدماه من مستوى جيد خلال البطولة ويؤكد كذلك على جاهزية الفريقين. وأضاف: من المهم لفريقي أن يدخل اللاعبون المباراة وهم أكثر تركيزا في الملعب، وستكون الاختيارات للاعبين الأفضل والأكثر جاهزية للمباراة. ووصف كيكي المباراة بالمهمة كونها تأتي في نهاية الموسم الكروي ونيل لقبها مهم فهو حصاد لموسم كروي واعتبر مجددا أن المباراة والبطولة تعني له الكثير.

طموح

وبسؤاله هل نيل لقب البطولة سيدعمه كمدرب في وطنه اسبانيا قال: بالنسبة لي كمدرب محترف أطمح في تحقيق البطولة وانجاز للفريق. وهذا اللقب يعني لي الكثير وعندما جئت للفريق طموحي هو تحقيق الانتصارات.

واعتبر فلوريس بأن البطولة وتحقيقها لن يعود له فقط وإنما لمجهود اللاعبين الذين اجتهدوا كما وصفهم هذا الموسم وقدموا عروضا جيدة وانتصارات يجب أن تتوج جهودهم بلقب يسعدوا به بعد عناء ومشقة خلال الموسم "أتمنى أن تنتهي المباراة لمصلحة الفريق وتحقيق اللقب مع احترامي لفريق الشباب".

وعن الاخطاء والهفوات الدفاعية التي صاحبت الفريق في مباراة بني ياس ضمن منافسات الدوري، وهل وضع لها حلولا قبل خوض النهائي، أكد المدرب بأن الجهاز الفني قام بعمل كبير خلال الفترة السابقة وذلك من خلال تصحيح الاخطاء والهفوات الدفاعية، وكذلك من خلال مشاهدة أشرطة المباريات والعمل على تصحيحها داخل الملعب من خلال التدريبات "وكذلك نوهنا إلى اللاعبين على ان يكونوا أكثر تركيزا في المباراة" وخلص مدرب الأهلي إلى التأكيد بأن اللاعبين استوعبوا الدرس جيدا وأن مباريات الكؤوس تختلف عن باقي المباريات وأنا على ثقة في اللاعبين".

غرافيتي : الكأس فاتحة شهية للموسم المقبل

 

أكد البرازيلي غرافيتي قائد فريق الأهلي وهدافه على أهمية المباراة للاعبين واعتبرها مباراة مهمة جدا في مشواره الاحترافي مع الأهلي، وقال: اعتبر أن هذه المباراة والفوز بلقب البطولة هو بداية جديدة وفاتحة شهية للفريق للموسم المقبل.

وجدد غرافيتي التأكيد على إن اللاعبين والجهاز الفني بذلوا مجهودا كبيرا هذا الموسم توج بوصول الفريق للمباراة النهائية. وبسؤاله هل يضع عنوان "الثأر" من الشباب لهزيمة الأهلي هذا الموسم منه في البطولة الخليجية، فأجاب: الأمر هنا مختلف، أنا لاعب محترف أؤدي واجبي في أرضية الملعب لمصلحة فريقي وهمي مساعدة زملائي في الفوز ولدينا دافع كبير في الفريق لتحقيق البطولة.