الهدف الذي سجله مارسيلو لفريقه الشارقة في مرمى الوحدة في الوقت بدل الضائع لمباراتهما في الجولة 18 لدوري اتصالات للمحترفين، ما هو إلا تجسيد لواقع الفريق الذي لا يزال قابعا في المركز الأخير على جدول الترتيب، وكأن لاعبي الشارقة نسوا أو تناسوا التاريخ العريق لهذا الصرح الكبير على الساحة الرياضية الإماراتية.
وجديد الشارقة في بطولة الدوري، لا جديد، فالفريق أصبح مدمنا للهزائم منذ مطلع الموسم الجاري، إذ بخسارته أمام الوحدة، يكون الشارقة قد تلقى هزيمته الـ 12، في حين سجل الفوز في مباراتين فقط في 18 جولة انقضت من عمر الدوري، وما تبقى انتهى للفريق بنتيجة التعادل.
وإذا عرفت الشارقة بالإمارة الباسمة، فإن "الملك" كان سببا في حرمان مشجعيه من الابتسامة، ولك أن تتخيل أن الشارقة الذي كان ينافس في يوم ما على ألقاب البطولات المحلية، ولقب بالملك لأنه أكثر الفرق فوزا بكأس صاحب السمو رئيس الدولة، ها هو الفريق ينافس دبي والإمارات على عدم الهبوط إلى مصاف دوري الهواة، بل صار جمهوره يتابع نتائج فريقي الإمارات ودبي باهتمام لا يقل بالمطلق عن اهتمامه بنتائج فريقه.
وحال الفريق الشرقاوي لا يسر مشجعيه ولا منافسيه، وهو ما عبر عنه عبدالله صالح عضو مجلس إدارة نادي الوحدة المشرف العام على الفريق الأول عندما قال عقب انتهاء المباراة: إنني حزين على ما أصاب فريق الشارقة، هذه القلعة المليئة بالكؤوس، وناد له تاريخه، ومن أعرق الفرق التي تلعب في الدوري.
فيما اعتبر صالح أن الفوز الذي حققه الوحدة على الشارقة مهم، وأرجع السبب إلى "عشنا تحت الضغط طوال الموسم الجاري، وبينما نحن في طريقنا لبناء فريق جديد للمستقبل، ودفعنا بعناصر شابة في التشكيلة، فكان لتحقيق نتيجة التعادل في 9 مباريات، والخسارة في 4 سببا في تسرب شيء من الإحباط لدى اللاعبين الصغار، إلا إننا صبرنا وقاومنا الشارع الرياضي، ومن شكك بقدرات فريق الوحدة، وكان إيماننا حاضرا بأن اللاعبين لن يخذلوننا".
ويضيف صالح: الفوز على الشارقة أعاد للفريق الثقة، والمعنويات، وهذا أمر كان مهما للفريق ونجحنا في ظل هدوء الشارقة أن نسجل هدفين لنحقق الفوز. وخلص صالح إلى الاعتراف بحاجة الوحدة إلى تدعيم بعض مراكز صفوف الفريق، فيما سيكون هناك تغيير في أجانب الفريق في الموسم المقبل.
هيكسبرغر ينصح «مدربي المدرجات»: الحياة في الإمارات حلوة
انتشرت ظاهرة تقاطر المدربين الباحثين عن عمل في نهاية كل موسم كروي، وهو ما يتكرر هذا الموسم، وتحديدا مع انطلاق منافسات الجولة 17 لبطولة الدوري، وقرب اسدال ستارة الموسم الكروي 2011/2012.
ومن مفارقات هذه الظاهرة أن معظم المدربين الذين يتواجدون على مدرجات ملاعب دورينا، سبق لهم العمل قبل أن يغادروا مقالين (وهم الاكثرية بالطبع) أو مستقيلين كحال الفرنسي ميتسو الذي غادرنا بعد أن استقال من تدريب منتخبنا الوطني في عز انشغال "الأبيض" بتصفيات مونديال 2010، ثم عاد ليظهر في الجولة 17 على مدرجات نادي الوحدة، مما دفع بعض المراقبين إلى التكهن بربط اسم ميتسو بالوحدة، لا سيما وان التكهنات تدور أيضا حول المدرب الحالي لأصحاب السعادة النمساوي هيكسبرغر، الذي يعلق على ظاهرة "التربص" من بعض زملاء المهنة لزملائهم "المتأزم" وضعهم في الأندية التي يشرفون عليها فنيا، فيقول: الحياة في الخليج عموما جيدة، وفي الإمارات جميلة، وأنا استمتعت لإقامتي طوال الفترة الماضية في الإمارات وفي أبوظبي.
وعن مباراة فريقه والشارقة والتي انتهت لصالح الوحدة بهدفين لهدف، ضمن منافسات الجولة 18 لبطولة دوري اتصالات، مما منح الفريق النقطة 22، في حين تجمد رصيد الشارقة عند 10 نقاط، وظل قابعا في المركز الأخير على سلم الترتيب، يقول هيكسبرغر: كانت مباراة مغلقة بين الفريقين، واستثمرنا ظروف الشارقة الذي يعيش ضغطا جراء الوضع الذي يعيشه الفريق حاليا. وتابع مضيفا: عودة حيدر الو علي وعيسى أحمد كانت مفيدة للفريق.
وأشار مدرب الوحدة إلى أنه تعمد أن يطلب من لاعبيه التراجع إلى الخلف في الشوط الأول على أمل استثمار المساحات الخلفية في فريق الشارقة. فيما علل الأمر أيضا نسبة إلى عودة عدد من اللاعبين إلى لعب المباريات عقب توقفهم لفترة طويلة بسبب الإصابة "كان لابد من توفير طاقة هؤلاء اللاعبين". فيما تطرق مدرب الوحدة إلى اختلاف الظروف التي عليها الفريق هذا الموسم عما كان عليه قبل موسمين عندما توج بلقب بطولة الدوري "عندما فزنا كان لدينا فريق كبير، إلا إننا هذا الموسم فقدنا لاعبين كبار مثل فهد مسعود وحمدان الكمالي وبشير سعيد، واضطررنا الدفع بالعناصر الشابة، ولذا فإن المقارنة مختلفة بين وضعنا قبل موسمين والآن".
النمر: أسباب المركز الأخير تحتاج مجلداً
قال المدرب الوطني لفريق الشارقة عبدالمجيد النمر إن أسباب تراجع الشارقة وتقهقره إلى المركز الأخير في جدول الترتيب تحتاج إلى مجلد من أجل أن يسعها، وأن فترة زمن المؤتمر الصحافي الذي أعقب مباراة فريقه والوحدة لن يتسع لذكر كل الأسباب.
بيد أن المدرب النمر ذكر من أسباب تراجع الفريق ومنافسته على عدم الهبوط إلى كثرة تغيير المدربين واللاعبين المحترفين الأجانب، ونقص عدد اللاعبين في بعض المراكز، وتكدسهم في مراكز أخرى. ضاربا مثلا باللاعبين عبدالعزيز صنقور والكوري الجنوبي لي سونغ ، إذ الأول يلعب في غير مركزه وهو الظهير الأيسر، والثاني كذلك إذ يلعب الوسط الأيسر بينما مركزه الاساسي خلف المهاجمين. ثم مضيف: الخيارات محدودة لدينا، والأسباب فنية.
وبسؤاله عن نسبة بقاء فريق الشارقة في دوري المحترفين، قال هي متساوية مع نسبة لقاء فريقي الإمارات ودبي.
ويشدد النمر على أنه تعلم من كرة القدم لا وجود للمستحيل، ولا لليأس أو الاستسلام، " .. ونحمد الله أن نتائج فريقي الإمارات ودبي جاءت في صالحنا". وعن قدرته على التفوق في مباريات مقبلة على فرق أقوى من الشارقة فنيا هذا الموسم، قال: بحسابات المعايير قبل المباراة لم يكن يتوقع أحد أن يكسب الإمارات نظيره الجزيرة، ولذا إذا كنا نريد تعديل وضعنا على البحث عن الفوز دوما في مبارياتنا المتبقية.
وخلص النمر إلى الإشارة بأن الشارقة لم يكن أسوا من الوحدة على الرغم من خسارة فريقه للمباراة "لا أذكر أية فرصة للوحدة غير اللتين أحرز منهما الهدفين، والنتيجة جاءت بعكس مجريات المباراة، وكام ممكنا أن ننهي المباراة أولا بالتسجيل، ولكن هدفهم الأول غير من معطيات المباراة".
تعليل
الشريف: الخلل في اللاعبين وليس الإدارة
أرجع حارس الشارقة الخلل الذي يعاني منه الفريق مما ترتب عليه احتلال المركز الأخير في جدول الترتيب والمعاناة من المنافسة على عدم الهبوط، إلى اللاعبين وليس إلا إدارة النادي. إذ أكد حارس الشارقة أن "الإدارة تفي بالتزاماتها تجاه اللاعبين، إلا إن المشكلة الأساسية للفريق أنه لا يسجل الأهداف في مرمى المنافسين، بينما بمجرد أن يدخل مرمانا هدف، فيصاب فريقنا بالانهيار".
ويتابع: كان لدينا أمل في أن نقدم المستوى الفني القوي الذي ظهر عليه الفريق في نصف نهائي كأس رئيس الدولة أمام الجزيرة، في المباريات الخمس الأخيرة في الدوري، ولكن بعد خسارتنا أمام الوحدة ومع بقاء 4 مباريات على انتهاء البطولة فإن الفريق لن يستسلم وسيبقى يقاتل حتى صافرة نهاية آخر مباراة.
ويعاني الشارقة من ضعف دفاعي واضح، اذ اهتزت شباك الفريق 44 مرة، فعد ثاني أضعف خط دفاع في الدوري، في المقابل نجح الفريق من تسجيل 22 هدفا، وهو معدل ليس قويا، اذ يعد هجوم الشارقة الثاني ضعفا ايضا إلى جانب الإمارات وبعد دبي.
