تبدأ فرق الشباب ، النصر، بني ياس ، الجزيرة ، مشوارها في دوري أبطال آسيا لهذا الموسم ، بالرغم من الطموحات لدى هذه الأندية في تلك البطولة ، إلا أن الكثيرين ربطوا تحقيق تلك الطموحات بعدة عوامل ، أهمها المستوى الفني الذي ظهر به منتخبنا الأول في تصفيات كأس العالم 2014 ، وأيضا قوة المستوى الفني لدوري الاتصالات للمحترفين ، فمستوى دورينا لا يرقى لإعداد لاعبين أو فرق تستطيع التنافس في تلك المحافل الأقليمية ، فهل ستتغير الصورة هذا الموسم عن المواسم الماضية ..؟ سؤال يحتاج من الفرق المشاركة الإجابة عليه من خلال نتائجها في دوري أبطال آسيا الذي تنطلق منافساته يومي 6، 7 مارس الجاري .

 

الصورة المهتزة للأندية آسيوياً

بالرغم من أن مشاركة الفرق في هذه البطولة أضرت كثيرا بسمعة الإمارات و بتصنيف دورينا في ترتيب الدوريات المحترفة ، وأصبحت مشاركتها ضعيفة تنعكس على عدم قدرتها على المنافسة بقوة على تحقيق مراكز متقدمة أو تشريف كرة الإمارات، بدليل احتلالها المراكز الأخيرة في البطولة الماضية ، هذا الأمر يدفعنا الى المطالبة بضرورة تصحيح المسار.

وإعادة النظر في الأسس التي يتم بها اختيار الفرق التي تمثل الدولة في مثل هذه المشاركات، حتى ولو دعا الأمر الى مشاركة فريق واحد فقط بدلا من فريقين أو ثلاثة فرق ، نهدف بذلك لإعادة الهيبة إلى الكرة الإماراتية مجددا من خلال مشاركة قوية وفاعلة لفرقنا في الدوري الآسيوي ، فكيف كانت ردة فعل الأندية لنتائجها في هذه البطولة وماالأسباب الفنية لتواضع نتائجها خصوصا أن فرقا تشارك للمرة الثانية كالجزيرة والشباب ؟ .

فهل المحاسبة و المساءلة الفنية من قبل اتحاد الكرة ، هي الحل في تحقيق النتائج الإيجابية في هذه المسابقة ..؟ أو عدم السماح لمثل هذه الفرق بالمشاركة في الدوري الاسيوي حتى لا تسيء الى الكرة الإماراتية من خلال النتائج المتواضعة التى قدمتها في الفترة الماضية والتى كشفت عدم جدارتها بتمثيل الإمارات فى هذا الحدث، وهل هناك ضوابط فنية محددة يستطيع أن يضعها اتحاد كرة القدم للفرق التى تمثل الإمارات في دوري أبطال آسيا .

 

أسباب الصورة المهتزة فنياً

نتفق بأن الفرق المشاركة الجزيرة والشباب و بني ياس و النصر، لا تملك مقومات المنافسة في هذه البطولة بالرغم من ما توفر لها من إعداد و ميزانية لإحضار لاعبين متميزين قادرين على خلق التوازن والتفوق في مباريات البطولة خصوصا أن الفرق التى تلعب هي من غرب آسيا ، التى نوعا ما تتقارب في المستوي الفني ، ولكن يظل عاملي الحافز و الخبرة هي من الفوارق الفنية التى ترجح كفة فرق المجموعة في التأهل الى الدور الثاني .

الفرق الأربعة لاتملك مقومات المنافسة لأن الفرق الآسيوية المشاركة في المجموعات الأربع تتفوق عليها من الناحية البشرية وليس المادية، ودولة مثل إيران عريقة في اللعبة وتمتلك كثافة سكانية كبيرة وكذلك الحال بالنسبة للسعودية.

فضلا عن أن أوزبكستان دولة متطورة في كرة القدم وبدأت تصرف أموالاً كثيرة لدعم اللعبة وهذا دليل على أن هذه الدول تتفوق علينا في الكثير من الجوانب ، ولا ننسي قطر التى وضعت كرة القدم كاستراتيجية في إثبات قدرتها في المحافل الرياضية العالمية.

و كما أن أحد أبرز الأسباب التي أدت الى هذه الصورة الفنية المتدنية هي أهداف تلك الفرق من المشاركة في الدوري الآسيوي، و التى يكون كل تفكيرها منصباً على الدوري المحلي، هذه تشكل مشكلة كبيرة يجب التخلص منها حتى لاتكون سبباً في أي إخفاق جديد.

لا يمكن أن نغفل أهمية التوازن ما بين متطلبات الدوري الآسيوي والبطولة المحلية، مشيراً إلى أن اللاعبين الموجودين في الفرق الأربعة يمثلون العمود الفقري للمنتخب الوطني، ما يدل على أن هذه الفرق تضم في صفوفها نخبة من أبرز اللاعبين .

 

الجزيرة «المجموعة الأولي »

يمتلك الجزيرة خبرة في دوري أبطال آسيا بعد تعديل نظامه ، حيث أن هذه مشاركته الثانية على التوالي ، فقدم مستويات فنية متأرجحة من مباراة الى أخرى ، فلم يستطع أن يصل الى الدور الثاني من البطولة في الموسم الماضي ، بالرغم من أن مستوى الفريق في المسابقات المحلية كان ينذر بعدم الوصول الى أبعد من الدور الأول ، إلا أن استراتيجية النادي كانت واضحة في التدرج في الطموحات كل موسم، الجزيرة هذا الموسم يريد أن يقدم نفسة كفريق منافس في خطف بطاقة التأهل من الفرق المشاركة في المجموعة الأولى ، والتي تنافسها في ذات الطموح ، فرق الريان القطري ، ناساف الأوزبكي ، الاستقلال الإيراني .

ومن خلال القراءة الفنية لفرق المجموعة الأولى ، نستطيع أن نضع أملا للجزيرة في الوصول الى الدور الثاني ، و أيضا ما يقدمه الجزيرة هذا الموسم من مستوى في إعداد لاعبيه للظهور بمستوى التنافس في حجز بطاقة التأهل يؤكد على قراءتنا و توقعاتنا ، وبالرغم من قوة الفرق في المجموعة الأولى، إلا أن خبرة الجزيرة يمكن أن تحسم الكثير من المواجهات في الدور الأول .

المباراة الأولى للجزيرة خارج ملعبه ضد الفريق الأوزبكي ناساف في مدينة كراشي، يوم الثلاثاء الموافق 6 مارس الجاري ، في هذه المباراة نتوقع من الجزيرة أن تلعب خبرة لاعبيه بذكاء في كيفية التحكم بايقاع اللعب ، وفرض التفوق التكتيكي المتوازن على الكثير من متغيرات المباراة ، و تحقيق النتيجة الإيجابية المطلوبة في المباراة الأولى من البطولة .

 

بني ياس (المجموعة الثانية )

 

المشاركة الأولى لبني ياس في هذه البطولة ، والطموحات المعلنة من قبل إدارة النادي لها وقع نفسي كبير على اللاعبين ، إلا أن مستوى الفريق في البطولات المحلية لا تبشر بأي مستوى قوي أمام فرق المجموعة التى تنافسه على حجز بطاقة التأهل ، و هي العربي القطري الذي سيكون ضيفا في ملعب النار بالشامخة في المباراة الأولى يوم الثلاثاء 6 مارس الجاري ، بجانب الاتحاد السعودي ، و باختاكور الأوزبكي ، الفريقان اللذان يمتلكان خبرات فنية أكبر من بني ياس والعربي القطري .

بني ياس يمر بأزمة فنية حادة في ظل غياب لاعبيه المؤثرين الذين يلعبون للمنتخب الأولمبي، وقد يدفع ثمنا باهظا لغياب لاعبيه في المباراة الأولى المهمة على ملعبه .

لا يمكن أن نتوقع كثيرا بالنسبة لبني ياس في أن يقدم مستويات قوية، بسبب عدم امتلاك لاعبيه لخبرة المنافسات الأقليمية ، وعقيدة البطولات التى تمثل حافزا قويا للاعبين في تقديم مستوى يستطيع من خلاله تحقيق مفاجآت على مستوى فرق المجموعة .

 

النصر ( المجموعة الثالثة )

النصر يبدأ مشاركته الأولى في هذه البطولة ، بالرغم من أن ظروفه التنافسية تشابه بني ياس فيما يتعلق بالنواحي الذهنية في الخبرة التنافسية لهذه البطولة ، إلا أن النصر يمر بحالة من الثبات في المستوى الفني في الدوري المحلي .

والنتائج التى يحققها من خلال خبرة مدربه زينجا ومستوى لاعبيه الأجانب والطريقة التى يلعب بها ، نتوقع منه أن يحقق النتائج الإيجابية إذا خدمته نتائج الفرق المشاركة في المجموعة وقد يتأهل الى الدور الثاني، و لكن سيظل المستوى التكتيكي المتوازن عاملا حاسما في تحقيق النتائج الإيجابية في هذه المسابقة .

النصر سيلعب أولى مبارياته يوم الأربعاء 7 مارس الجاري ، أمام فريق لخويا الذي يمر بظروف صعبة في الدوري القطري ، لكثرة غيابات لاعبيه المؤثرين الذين يستطيعون صنع الفارق ، و أعتقد ان هذه ستكون فرصة مناسبة للنصر في فرض التفوق في مباراته الأولى ، بجانب لخويا القطري ، سيكون الأهلي السعودي .

وفولاذ سبهان فريقان قويان في طموحات التأهل بما تمثله الكرة السعودية والإيرانية من ثقل فني في غرب آسيا، و أثبتت فرق هاتين الدولتين علو كعبهما على الفرق الإماراتية و القطرية .

 

الجزيرة والشباب مؤهلان فنياً

 

بالرغم مما نقدمه من تحليل فني عن فرقنا التى شاركت من قبل في دوري أبطال آسيا ، والتوقعات التى قد تخالف كل ما قدمته الفرق في النسخ الماضية من مستوى لا يلبي الطموحات ، إلا أننا نتفاءل بتحقيق النتائج الإيجابية ، خصوصا الفرق التى تمتلك الخبرة التنافسية في هذه البطولة ، الجزيرة و الشباب .