فرضت المشاركات الدولية للمنتخب الأول والأولمبي على المسابقة الأهم في الموسم الرياضي، ألا وهو دوري الاتصالات للمحترفين، توقفاً إجبارياً على الفرق التي تسعى للمحافظة على لياقة لاعبيها للمباريات، فكان لا بد من أن تكون هناك مسابقة بديلة تهدف للمحافظة على فورمة اللاعبين من خلال تواصل المباريات الرسمية، فكانت مسابقة كأس رابطة المحترفين أو كأس الاتصالات، هي المسابقة التي تركز فيها الأندية على ترتيب أوارقها استعداداً للدوري أثناء التوقف، "البيان الرياضي" يقرأ فنياً هذه المسابقة بعد الانتهاء من الدور الأول.
الاستفادة من المسابقة
بالرغم من سلبيات هذه المسابقة في أول موسمين لها في عهد الاحتراف 2008 / 2009، حيث لعبت بنظام ثلاث مجموعات، إلا أنها من الموسم الماضي 2010 / 2011 تعدلت إلى اللعب بنظام مجموعتين، فحققت الإثارة المطلوبة في المنافسة التي لم تكن واضحة بشكل ما حدث هذا الموسم، بتأجيل الفريق الثاني الصاعد من المجموعة الثانية إلى الجولة الأخيرة حيث كانت 3 فرق تتنافس لخطف بطاقة التأهل إلى الدور نصف النهائي.
بالرغم من أنها بطولة رسمية ضمن أجندة الموسم الرياضي، إلا أن كل ناد وضع استراتيجية مختلفة عن الآخر للاستفادة منها، سواء لعب بالفريق الأول أو الصف الثاني، فالاستفادة من المسابقة لدى البعض المنافسة عليها وخصوصاً أنها بطولة تدخل خزائن أي ناد .
بالإضافة إلى الحافز المادي الذي يصل إلى مليون درهم، أما البعض الآخر من الأندية فتهدف إلى جعل البدلاء في الجاهزية التنافسية في الدوري، و أيضاً تمنح الفرصة للاعبين الذين لا يجدون الفرصة بسبب تواجد اللاعبين الدوليين في التشكيلة الأساسية لفرقهم، بذلك تمنح هذه المسابقة فرصة تنافسية لإثبات إمكانياتهم.
الرابطة تستفيد منها بأنها تحقق معياراً مهماً من معايير الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، و هو المعيار المتعلق بعدد المباريات، كما أن الرابطة تريد تجنيب الأندية من إقامة معسكرات خلال فترة التوقف أو إقامة مباريات ودية، وبذلك تساهم هذه المسابقة في المحافظة على الموارد المالية للأندية.
النظرة الفنية بدأت تختلف
لا يمكن أن ننكر أن النظرة الفنية للأندية في أول موسمين عن المسابقة، أنها مسابقة تنشيطية في تجهيز اللاعبين للمسابقة الأهم، ويرى البعض أن المدربين هم الذين لم يهتموا فيها كمسابقة لها أهداف تنافسية، وأن المدربين لا يعيرون لها أي اهتمام ليغطوا بها على خسائرهم، فالمسابقة كشفت الأندية التي تمتلك صفاً ثانياً يدعم مسيرة الفريق نحو المنافسة، وخصوصاً أن حافز التمثيل الخارجي يضع الأندية تحت مسؤولية الاهتمام بها لتعويض الموسم الرياضي بعد فقدانها المنافسة للبطولة.
في هذا الموسم، لاحظنا مدى قوة التنافس في الصعود إلى الدور نصف النهائي، وأصبح المدربون يفكرون في أن الفوز بها ليس لإنقاذ الموسم الرياضي وحسب، إنما الفوز ببطولة يبدأ النادي كتابة تاريخ جديد للبطولات مثل ما حدث للجزيرة في الموسم الثاني لا بل براغا مع الجزيرة، أو بوناميغو مع الشباب.
الدور الأول (المجموعتان)
قسمت الأندية المحترفة إلى مجموعتين، الأولى (الأهلي/ الشباب / عجمان / بني ياس/ النصر/ الشارقة) ، أما الثانية (الجزيرة / الوصل / العين / دبي / الوحدة / الإمارات).
شهدت مباريات المسابقة تنافساً قوياً في الصعود إلى الدور نصف النهائي، في المجموعة الأولى صعد الأهلي والشباب، فلم يحسم صعودهما بشكل حاسم إلا في الجولة الأخيرة، أما المجموعة الثانية فشهدت تنافساً قوياً ثلاثياً في خطف البطاقة الثانية بعد أن حسم الجزيرة البطاقة الأولى مبكراً.
الوصل احتاج إلى فوز من الجزيرة ليصعد إلى الدور نصف النهائي، العين مصيره كان مرتبطاً بتعثر الوصل أمام الجزيرة بالتعادل أو الخسارة بشرط فوزه على الجزيرة، أما دبي فكان يمني النفس بخسارة العين والوصل، ويحقق الفوز على الإمارات .. هذه الإثارة التنافسية التي شهدتها الجولة الأخيرة من المجموعة الثانية حسمت لصالح الوصل بعد فوزه على الجزيرة 4/3، أما العين فقد خرج بالرغم من فوزه على الوحدة ليتفرغ للدوري، والوحدة لبطولة الكأس، أما دبي فقد ودع المسابقة بالرغم من فوزه على الإمارات بهدفين.
بالرغم من أن الفلسفة التقنية للدور الأول تعتمد على فرص التعويض لأي خسارة، لأن هناك 10 مباريات لكل فريق، إلا أن الفرق التي وضعت في اعتبارها، إمكانية الفوز بهذه البطولة، رسمت خطاً واضحاً للوصول إلى الدور نصف النهائي بالرغم من فقدانها للمنافسة في الدوري.
و أيضاً خروجها من بطولة كأس رئيس الدولة حفظه الله (الأهلي، الوصل)، أما العين والنصر المتنافسان الأقوى للفوز بالدوري فإنهما خرجا من الدور الأول، الفريقان المحافظان على حظوظهما بالدوري الشباب والجزيرة فقد تأهلا إلى دور النصف النهائي، و هذه الفرق الأربعة (الأهلي الذي سيقابل الوصل)، (الجزيرة الذي سيقابل الشباب) تأمل الوصول إلى المباراة النهائية بعد أن يجتاز كل واحد منافسه في الدور نصف النهائي.
