1/ صفر هي النتيجة التى انتهى بها الشوط الأول من مباراة منتخبنا الأولمبي ضد استراليا، وسط حضور جماهيري تألق لاعبونا أمامهم، واستطاعوا المحافظة على الهدف إلى نهاية المباراة، هذه المباراة أعتبرناها الشوط الأول من مباراتي التأهل إلى لندن، وباقي من المباراة الشوط الثاني مدته 90 دقيقة أمام أوزبكستان ، 1/صفر بلغة النتائج والأرقام هي التعادل في فارق الاهداف مع الأوزبك ، إلا أنها نتيجة الصدارة بـ 11 نقطة بفارق 3 نقاط منحنتا الصدارة إلى مباراة التأهل .
ما قبل المباراة لم يعنينا فوز العراق على أوزبكستان بالرغم من أنه جاء لمصلحتنا في حسبة النتائج، و بقدر ما هو مهم هذا الفوز إلا أن الأهم كيف سيكون أداؤنا أمام استراليا ، بالرغم من تفاؤلنا و ثقتنا بلاعبين المنتخب الاولمبي على تحقيق نتيجة ايجابية .
ولكن لا يمكن في حال من الأحوال ألا نعطي اهتماما لحسابات المنتخب الاسترالي بعد خسارة أوزبكستان من العراق، لأن فوزه على منتخبنا سوف يمنحه الأمل في الملحق الآسيوي، في حال حافظ منتخبنا على المركز الاول فى حال فوز منتخبنا على نظيره الاوزبكي في المباراة المقبلة بينهما، وفوز استراليا على العراق .
تلك هي سيناريو الحسابات والاحتمالات التى لا تعترف بها كرة القدم ، لكنها المنطق لابد التفكير بها ، فكل التوقعات ستكون مجرد قراءة في فناجين العرافين أو في كف المنجمين ، بعد ما حقق منتخبنا الفوز على استراليا بدد كل المخاوف من تلك الحسابات المعقدة ، لانه اصبح صاحب القرار في تحديد مصيره وليس بيد الاخرين في التأهل إلى لندن.
سيناريو متوقع من استراليا
لم يكن الخيار الهجومي لاستراليا مفاجأة بالنسبة لمنتخبنا ، لانه لا يملك خيارا آخر للفوز لذلك كان متوقعا منه الضغط الهجومي في بداية المباراة ، و لا يمكن أن نخفي سيطرته على منطقة وسط الملعب فكان الدفاع المتقدم أسلوبا هجوميا يهدف إلى تسجيل هدف مبكر ، و تمكن من بث حالة من الارباك التنظيمي على دفاعنا ، و استطاع ان يبني 4 هجمات خطرة خلال 20 دقيقة الأولى سيطر فيها على مجريات اللعب ، الا أن الفاعلية التهديفية لم تستثمر بسب تألق حارس الأولمبي خالد عيسى الذي منح الثقة للدفاع في إعادة انسجامه و تنظيمه .
نتفق تكتيكيا بان مهدي علي كان امامه خياران في اختياره للتشكيلة ، الخيار الهجومي لانه يلعب على ملعبه ، أو الخيار الدفاعي في منطقية النتائج بحكم أن استراليا لا تملك خيارا آخر غير الهجوم ، و لكن خلال 20 دقيقة الاولى من الشوط الاول مرور لحظات من عدم الثبات و الاستعجال في الاداء و الضغط الهجومي على الدفاع ، العبء الدفاعي على خميس اسماعيل في منطقة وسط الملعب، و الاستحواذ النسبي الفردي للاعبينا ، هذه النقاط الفنية أفقدت الفريق انسجام خطوطه بالرغم من الحذر بالتركيز.
كيف قرأ مهدي استراليا
كان أمام منتخبنا حسب رؤية مدربه مهدي علي أن ينتهج مبدأ الهجوم خير وسيلة للدفاع ، أو الهجوم الفعال يأتي من خلال دفاع منظم متزن ، و كلاهما يحقق الاستقرار التنظمي في ترابط الخطوط والمحافظة على استراتيجية المباراة بين السيطرة والتسجيل ، بما نمتلك من لاعبين لديهم الامكانيات الفنية في تنفيذ ادوارهم ومهامهم التكتيكية بكفاءة عالية ، فكان النهج الاول هو ما اراد فرضه على مجريات اللعب ، الا سيطرة استراليا كان لابد من تدخل تكتيكي خصوصا في منطقة وسط الملعب لان رباعي وسط الملعب فقط يوجد به لاعب ارتكاز هو خميس اسماعيل ، فكانت التعليمات إلى حبيب الفردان إلى اللعب بجانب خميس في مركز الارتكاز في وسط الميدان لحظة افتقاد الكرة في سرعة الارتداد حيث يكون وسط الملعب متوازنا دفاعيا ، استطاع بعده منتخبنا ان يعيد توازنه و انسجامه التكتيكي، و هكذا انتقل اداء منتخبنا من المبدأ الاول إلى المبدأ الثاني .
هدف الفوز
بعد أن استرد الفريق اتزانه ، بعد أول تحرك هجومي منظم ، استطاع أحمد علي استغلال المساحة في منطقة وسط الملعب ، للتوغل إلى العمق الدفاعي من خلال استغلاله لامكانياته الفردية لم يجد الدفاع الاسترالي سوى إعاقته ، لينفذها أحمد خليل بتسديدة مباشرة كانت بمثابة جرس انذار لهدف ، انقذت العارضة و الحارس في انقاذ مرمى فريقه بعد متابعة حبيب الفردان .
عمر عبدالرحمن استلم كرة مباغتة من حبيب الفردان على حافة منطقة الجزاء في الجهة اليمنى لحارس المرمى الاسترالي ، اخترق فيها عمر منطقة الجزاء ، في لحظة توقع فيها الكل انه سيمرر عرضية إلى نقطة الجزاء ، الا انه فاجأ الجميع بتسديدة مباغتة نحو المرمى لم يستطع حارس استراليا من صدها ، لتعلن صفارة الحكم هدفا مستحقا لمنتخبنا في الدقيقة 22 من الشوط الاول ، أعاد الكثير من الامور التكتيكية إلى نصابها ، و التى استطاع الفريق من خلال اتزانه و نضجه التكتيكي انهاء الشوط الاول في لحظة انعدمت فيها الحلول الاسترالية كأن الفريق مر بحالة من الذهول من الهدف ، فلم يمتلك رد الفعل المناسب لمتغيرات النتيجة.
المحافظة على الفوز
بدأ الشوط الثاني باندفاع هجومي استرالي على منتخبنا ، فلاحظنا فتح اللعب على الاطراف أكثر فاعلية وسرعة ، وهذه النقطة حذرنا منها ، الزيادة العددية في منطقة تواجد الكرة لحظة افتقادها في المنطقة الدفاعية لمنتخبنا ، يهدف بذلك ابقاء الكرة في اقرب نقطة إلى مرمانا ، و بالرغم من سيطرته منطقة وسط الملعب التى استدعت تدخل مهدي علي في التبديلات التكتيكية في منطقة وسط الملعب في الادوار الدفاعية ، مع اعطاء الحرية لعمر عبدالرحمن في الاستحواذ بالكرة حتى يحدث التوازن الهجومي لحظة استحواذ المنتخب على الكرة في بناء الهجمات المرتدة المؤثرة في ظل تقدم الاسترالي إلى الهجوم .
مع مرور الوقت أظهر المنتخب تنظيما دفاعيا فعالا أمام الهجوم الاسترالي ، فظهر كوحدة متماسكة متجانسة في تقارب الخطوط والمسافات بين اللاعبين، و هذه الفاعلية التكتيكية أبرزت الاتزان الذهني والتماسك النفسي من خلال الثقة بالنفس وقوة الارادة في ثقافة الفوز في الظروف الصعبة ، و لا يمكن ان ننسى بان التبديلات التكتيكية التى أجراها مهدي علي في ابقاء فاعلية التوازن الهجومي اثبتت المرونة التكيتكية للفريق أثناء الهجمات المرتدة السريعة.
فوزنا كان مستحقا، والفوز خطوة تقربنا إلى خط النهاية ، تبقي لنا خطوة اوزبكستان في طشقند ، وبعدها باذن الله، إلى لندن تستقبلنا بورود المنتصرين ، و قبل لندن ستكون الامارات ستزف فرحة الوصول.
