سيحكي التاريخ مثلما سنحكي اليوم في زاوية حكايات عربية كثيراً عن فريق قطري نجح أن يسطر اسمه بحروف من ذهب في سجلات هذا التاريخ بعدما غير كل المفاهيم في الكرة القطرية، واستطاع أن يدخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية بإنجاز فريد من نوعه يستحق فعلاً الوقوف أمامه كثيراً، والبحث في خفايا أسراره والأسباب الرئيسية وراء تحقيقه أملاً في تكرار هذه التجربة في منطقتنا الخليجية والعربية واكتشاف بطل جديد يحقق الإنجازات على غرار هذا النادي الظاهرة.

«لخويا» يفوز بدرع الدوري القطري للمرة الرابعة في 5 سنوات، من هنا تبدأ الحكاية .. حكاية فريق ولد ليكون بطلاً، فلخويا صعد لدوري النجوم قبل 5 سنوات وخلال تلك الفترة حصل على درع الدوري 4 مرات باستثناء الموسم قبل الماضي عندما حصل السد على اللقب.

حكاية أعاد فيها هذا الفريق الواعد رسم خارطة الطريق للأندية القطرية محلياً على مستوى المنافسة على البطولات، فأصبح مرشحاً قوياً لأي بطولة يشارك فيها، ليس الدوري فقط بل البطولات المحلية الأخرى، وهذا يفتح الباب أمامه لتحقيق إنجازات على المستوى الخارجي، من خلال المنافسة على البطولة الآسيوية التي يشارك فيها، حيث مازال لخويا بعيداً حتى الآن عن المنافسة على البطولة القارية، ولكن التتويج بالدوري هذه المرة سيفتح الطريق أمام البطل «لخويا» للوصول بعيداً والمنافسة على البطولة الآسيوية التي اصبح تحقيق إنجاز فيها مطلب جماهيري خاصة أن الفريق لا ينقصه شيء، فلديه إدارة داعمة بقوة للجهاز الفني واللاعبين، كما أن هناك رؤية فنية كبيرة للمسؤولين والجهاز الفني، بجانب أن الفريق يضم لاعبين على مستوى عالٍ سواء مواطنين أو محترفين.

تحدٍ

ومن المؤكد أن لخويا واجه بعض الصعوبات خلال مشواره بدوري النجوم في الموسم الحالي كما هو الحال بالنسبة لأي فريق، ولكن بالعزيمة والإصرار والمثابرة والتحدي والعمل بإخلاص، نجح الفريق في أن ينهي الدوري متربعاً على القمة، فائزاً باللقب الرابع عن جدارة واستحقاق رغم المنافسة الشرسة مع الفرق الأخرى، ولكن لأن «لخويا» لديه نفس طويل في الدوري فكان الفوز عن جدارة واستحقاق بالدرع الرابع في خمس سنوات.

إن أسباب تفوق الفريق في السنوات الأخيرة، وعن منافسيه على كل البطولات محلياً حتى أصبح رقماً صعباً، كما تطرقنا لكيفية استغلال هذه يطرح التساؤل المهم، وهو «هل لخويا بإمكانه الفوز بالبطولة القارية في المرحلة القادمة»..؟

رأي فني

في البداية يرى عادل خميس لاعب الغرافة والعنابي السابق، أن تتويج لخويا بدرع الدوري للمرة الرابعة في تاريخه كان أمراً طبيعياً جداً في ظل الكفاءات العالية والإمكانيات الكبيرة للاعبين والجهاز الفني، وقال : هو فريق على مستوى عالي من التميز ولديه عناصر النجاح، ويستحق الفوز بدرع الدوري للمرة الرابعة عن جدارة، فكان الأفضل خلال الدوري بالأرقام والإحصائيات، وحصوله على اللقب لم يأتِ من فراغ بل نتيجة عمل وجهد كبير قام به الجهاز الفني طوال المشوار بقيادة المدرب لاودروب الذي أثبت أنه من المدربين الكبار المتميزين، بجانب العمل الذي قام به اللاعبون خلال الدوري سواء المواطنين والمحترفين.

سر اللقب

أما منصور مفتاح لاعب الريان والعنابي السابق فيؤكد من جانبه أن الالتزام أو الانضباط سبب من أسباب نجاح فريق الكرة بنادي لخويا الذي ولد ليكون بطلاً، فالمستوى المتميز الذي يقدمه منذ صعوده لدوري النجوم يشير إلى أنه بطل من يومه، مؤكداً على أن الفريق لديه لاعبين على أعلى مستوى سواء كانوا محترفين أو مواطنين، كما أن لديه دكة بدلاء قوية وجيدة.

وأضاف منصور مفتاح أن النجاح لم يتحقق صدفة أو بضربة حظ، بل كان هناك ولا يزال عمل يقوم به الجميع داخل الفريق المتكامل، حيث إنه كما يضم لاعبين على مستوى متميز فلديه مدرب كفء، متمنياً في الوقت نفسه أن يواصل لخويا مشواره وأن ينافس أيضاً على البطولة الآسيوية، وتابع قائلاً : لخويا لديه المقومات التي تجعل منه رقماً صعباً على المستوى القاري، ومن الممكن أن يحقق البطولة الآسيوية، وأن عدم منافساته على اللقب القاري حتى الآن قد يرجع إلى سوء الطالع، مشدداً في الوقت نفسه على أن فريق لخويا ليس له منافس على المستوى المحلي في الوقت الحالي باستثناء السد.

التخطيط السليم

بينما يرى عبدالله مبارك المدرب الوطني القطري الكبير، أن التخطيط السليم هو الذي يأتي دائما بنتائج إيجابية وهو ما يحدث لفريق الكرة بنادي لخويا البطل المتوج بدرع الدوري عن جدارة واستحقاق.

وقال عبدالله مبارك : هناك استقرار على صعيد اللاعبين، فوجدنا أن لخويا أبقى على محترفيه الأربعة ولم يجرِ أي تعديلات أو تغييرات في فترة الانتقالات الشتوية خلال شهر يناير الماضي، وهو من الأندية القليلة التي استقرت على محترفيها، مشدداً في الوقت نفسه على أن الفريق يسير على الدرب الصحيح، وأن تتويجه بدرع الدوري مستحق وجاء عن جدارة، مقدماً في الوقت نفسه التهنئة لكل المسؤولين بالنادي على هذا التميز والتفوق.