بعد التزام آلاف المشاركين في تحدي دبي للياقة بممارسة 30 دقيقة من النشاط يومياً طوال شهر نوفمبر، اكتشف الكثيرون أنشطة جديدة يحبونها، وتبنوا عادات يومية أكثر نشاطاً، واختبروا فوائد الحركة المنتظمة. وتأتي الآن الخطوة الأهم، وهي الاستمرار في الحفاظ على هذا النهج.



فمنذ إطلاق تحدي دبي للياقة، حملت المبادرة رسالة تتجاوز حدود الأيام الثلاثين. إذ يهدف التحدي إلى إحداث تغيير على المدى الطويل، ومساعدة المشاركين على استكشاف الأنشطة التي يفضلونها وتمنحهم المتعة، والمجتمعات التي تشجعهم، وهما الأساس في بناء عادات صحية مستدامة.



وقد مكّن شعار هذا العام «ابحث عن تحديك» المشاركين من خوض تجارب متنوعة عبر أربع فعاليات رئيسية، وثلاث قرى 30×30 مجانية للياقة، و30 مركزاً مجتمعياً للياقة، إلى جانب آلاف الحصص المجانية. وبالنسبة لمن وجدوا إيقاعهم خلال التحدي، يؤكد خبراء اللياقة أن الجزء الأصعب هو الانطلاق، وقد تم إنجازه بالفعل.



وتُظهر الدراسات العلمية بوضوح ما الذي يساعد على ترسيخ عادات الحركة والنشاط. وفيما يلي أبرز الاستراتيجيات التي يوصي بها الخبراء لإيجاد الدافع والحفاظ على الاستمرارية بعد انتهاء التحدي:

تشير أبحاث إلى أن ربط التمرين بأحداث يومية مثل «بعد الإفطار» أو «قبل العمل» يعزز تكوين العادات أكثر من الاعتماد على توقيت محدد، لأن الإشارات المرتبطة بالأحداث تكون أكثر تلقائية من التذكيرات المرتبطة بالوقت.

أظهرت دراسة لمجلة علم النفس للرياضة والتمرين، أن ممارسة الرياضة أربع مرات أسبوعياً على الأقل خلال الأسابيع الستة الأولى بعد البدء أمر ضروري لترسيخ العادة. وقد أتمّ المشاركون في تحدي دبي للياقة بالفعل 30 يوماً من النشاط، ومتابعة أربع جلسات أسبوعياً أو أكثر تعزز هذا الأساس.



بيّنت دراسة، أن 68% من الأشخاص الذين واظبوا على ممارسة الرياضة بنمط زمني ثابت حققوا معدلات أعلى من التمرين أسبوعياً، وكانوا أكثر التزاماً بالتوصيات الصحية مقارنة بمن كانت مواعيد تمرينهم غير ثابتة.

تؤكد دراسة أن العادات الرياضية تتشكل عبر التجارب الإيجابية المتكررة. فالمشاعر الإيجابية الناتجة عن التمرين هي مؤشر قوي على بناء عادة مستدامة، ما يجعل الأنشطة التي اكتُشفت خلال تحدي دبي للياقة هي الأكثر قابلية للاستمرار.





تشير أبحاث إلى أن البيئة الاجتماعية ودعم الأصدقاء والعائلة والتوجيه الاحترافي من أهم العوامل المؤثرة في الالتزام طويل الأمد. وتشكل أندية الجري، ومجموعات الدراجات، ومجتمعات اللياقة التي تشكلت في نوفمبر دافعاً مهماً للحفاظ على النشاط.

تُظهر دراسة تابعة للمكتبة العامة للعلوم أن واضعي الأهداف الواضحة يحققون مستويات أعلى من الالتزام. فبدلاً من أهداف عامة، تساعد الأهداف الدقيقة، مثل ركوب دراجة في مسار «القدرة» مرتين أسبوعياً أو حضور ثلاث حصص يوغا أسبوعياً، على خلق مسار واضح وقابل للتحقيق.



أثبت تحدي دبي للياقة 2025 أن تخصيص 30 دقيقة يومياً للنشاط أمر في متناول الجميع، بغض النظر عن العمر أو القدرة أو مستوى اللياقة. كما أن العادات التي تشكلت، والأنشطة التي اكتُشفت، والمجتمعات التي التقت خلال أيام التحدي هي الأساس لأسلوب حياة أكثر صحة ونشاطاً، وهي جزء من رؤية دبي لتصبح واحدة من أكثر المدن نشاطاً في العالم.



ولا يتطلب الانتقال من أجواء التحدي المنظمة إلى الروتين اليومي تغييرات كبيرة، فالحفاظ على الأنشطة التي بدأت في نوفمبر، والبقاء على تواصل مع مجتمعات اللياقة، واختيار الأنشطة المحبّبة، كلها خطوات كفيلة بضمان استمرار رحلة المشاركين في تحدي دبي للياقة نحو عام 2026 وما بعده.