أكدت المغامرة الإماراتية دانة العلي أن الشغف والمثابرة والرغبة في رفع علم دولة الإمارات قادتها لتحقيق إنجاز فريد كأول امرأة إماراتية وخليجية تعتلي قمتي جبل إيفريست وجبل اللوتس في غضون 24 ساعة فقط، مشيرة إلى أنها أخيراً حققت حلمها الذي راودها وسعت وراءه على مدار 10 سنوات منذ أن بدأت رياضة تسلق الجبال عام 2013.

ونجحت دانة العلي في أن تدخل التاريخ من أوسع أبوابه كأول إماراتية وخليجية تصعد لأعلى قمة في العالم «قمة إيفريست» بارتفاع 8848 متراً، تبعتها باعتلاء رابع أعلى قمة في العالم «قمة جبل لوتس» في 24 ساعة، وذلك في 24 و25 مايو الماضي.

وقالت دانة العلي لـ«البيان»: أشعر بسعادة غامرة بعد أن حققت حلماً راودني سنوات طويلة باعتلاء أعلى قمم في العالم، وبعد صبر وعناء وتدريبات شاقة وابتعاد عن أهلي وأطفالي لمدد طويلة خلال مسيرتي منذ بدأت الدخول إلى هذا المجال.

وتعد العلي امرأة عاملة وأماً لطفلين، وبدأ شغفها بالمغامرة وتسلق الجبال في عام 2013، إذ كان تسلق جبل كليمنغارو، أعلى قمة في أفريقيا بارتفاع 5985 متراً وقمة جبل البروس في روسيا على ارتفاع 5642 متراً في أول مغامرة تخوضها.

وأضافت: «كان لدي حلم باعتلاء قمة جبل إيفريست أعلى قمة في العالم، وكنت أستعد للقيام بهذه الخطوة في عام 2017، ثم تأجلت، وبعدها في عام 2020 ولكن جائحة كورونا أدت إلى تأجيل الخطوة مرة ثانية، ولكن العام الجاري نجحت في الوصول لهدفي بعد خوض عدة مغامرات وتسلق قمم عدة في الأرجنتين وروسيا والمغرب وشامونيه بجبال الألب في فرنسا، والحمد لله تكللت مجهوداتي بالنجاح هذه المرة».

تحضيرات

وتابعت: «رحلة صعود قمتي إيفريست واللوتس في 24 ساعة استغرقت نحو الشهرين من السفر والإعداد والتدريبات البدنية والذهنية».

وعن قصة دخولها إلى عالم المغامرة وتسلق الجبال، قالت: «الأمر في بدايته كان صعباً، ولكن عندما بدأت مسيرتي وضعت هدف أعلى قمم العالم في ذهني وبدأت العمل عليه بجدية، ونجحت في التغلب على معوقات كثيرة خاصة وأنني أعمل ولدي ابن وابنة، وكيف كنت سأترك أطفالي، ولكن لم أستطع التخلي عن تحقيق حلمي، وبالفعل حصلت على دعم كبير ممن حولي ودعم من الرعاة».

وأضافت: «والدي ووالدتي لهما فضل كبير فيما وصلت إليه بعدما قدما لي كل الدعم والمساعدة رغم تخوفاتهما في البداية من الأمر، ولكنني نجحت في إقناعهما، وبذلا جهداً كبيراً برعاية أطفالي في تلك الفترة.

حيث كان ترك أطفالي أصعب شيء واجهته على الإطلاق ولكن دعم الأهل ساعدني كثيراً، خصوصاً وأنني أعشق الرياضة بشكل عام وتسلق الجبال والمغامرة بشكل خاص، وكنت أشارك في صغري في رياضة كرة السلة».

وأكدت العلي أن هدفها لم يكن فقط في تحقيق شغفها وحلمها ولكن أيضاً إيصال رسالة بأن المرأة الإماراتية قادرة على تحقيق أحلامها وأهدافها في أي مجال مهما بلغت الصعوبات، وألا تقف الحواجز في طريقها، خصوصاً عندما تصبح أماً لأطفال، فقد كنت أستيقظ في الرابعة فجراً من أجل التدريب، وبدأت بعد ذلك في إشراك أطفالي في شغفي وبأنهما قادران على تحقيق ما يريدان.

فخر

من جهته، أعرب صلاح العلي والد دانة عن فخره بابنته وبالإنجاز الذي حققته كأول إماراتية وخليجية تصعد قمتي إيفريست ولوتس في 24 ساعة، وقال: «كان لدينا تخوف في البداية عندما قررت دانة خوض رياضة تسلق الجبال خاصة وأنها رياضة خطرة وتتطلب إجراءات عالية من السلامة، ولكنها أكدت أنها لن تقوم بذلك إلا بعد التدريب على يد متخصصين وبعد حصولها على دعم من الرعاة وشركات في الأمن والسلامة».

وكشف والد دانة أنه لم يكن يعلم أن ابنته ستتسلق جبلاً آخر غير قمة إيفريست بعدها بيوم، موضحاً: «بعد تسلقها لقمة إيفريست اتصلت بنا وأخبرتنا أنها ستتوجه للمخيم بعد انتهاء مهمتها ولم يحدث اتصال معها في اليوم التالي وعلمنا بعد ذلك من البيانات التي تضعها المجموعة المنظمة أنها تسلقت قمة لوتس أيضاً وهو ما أشعرنا بالقلق، ولكن الأمور سارت بشكل جيد بعد ذلك بعدما تواصلنا معها عقب تحقيق إنجازها الفريد».