الحضور النسائي اللافت يشكل العنوان الرئيس للمشاركة الخليجية في دورة الألعاب الأولمبية في لندن من 27 يوليو حتى 12 أغسطس المقبلين، مع تفاوت الطموحات بين تحقيق الميداليات واكتساب الخبرة، أو تلبية مطالب اللجنة الأولمبية الدولية بالمشاركة.
وتبقى السعودية الاستثناء الوحيد بعدم إعلان لجنتها الأولمبية رسمياً إرسال أي رياضية إلى الألعاب حتى الآن، مع احتمال أن تتمثل بإحدى الرياضيات عبر بطاقة دعوة من اللجنة الأولمبية الدولية.
فللمرة الأولى في تاريخ الدورات الأولمبية الصيفية، سيشهد أولمبياد لندن 2012 مشاركة دول الخليج في فئة السيدات برياضية واحدة على الأقل، بعد أن انضمت قطر إلى الإمارات والكويت والبحرين وعمان التي سبق أن تمثلت بإحدى الرياضيات في دورات سابقة، وبانتظار الإعلان عن رياضية تمثل السعودية من عدمه حتى انطلاق الألعاب.
وكانت اللجنة الأولمبية الدولية أصدرت قانوناً قبل أعوام يحتم على كل دولة منضوية تحت لوائها إشراك رياضية واحدة على الأقل (كوتا نسائية) في الدورات الأولمبية، تماشياً مع الميثاق الأولمبي. فحتى أولمبياد الصين 2008، كانت ثلاث دول فقط هي قطر والسعودية وبروناي تمتنع عن إرسال سيداتها إلى الألعاب الأولمبية.
لكن قطر دفعت هذه المرة بأربع رياضيات، كما أعلنت بروناي أنها سترسل لاعبة أو أكثر، وكانت السعودية قريبة من الموافقة على إشراك الفارسة دلما ملحس، لكنها فشلت قبل أيام في التأهل، ليتأجل تحديد الموقف السعودي.
أكبر مشاركة إماراتية
وتعد البعثة الإماراتية هي الأكبر في تاريخ مشاركاتها الأولمبية، حيث يبلغ قوامها 32 رياضياً ورياضية في 7 ألعاب، هي كرة القدم، والألواح الشراعية، والسباحة، ورفع الأثقال، والرماية، وألعاب القوى، والجودو.
وستكون المشاركة مهمة على صعيد دخول رفع الأثقال الخليجية الأضواء عبر اللاعبة خديجة محمد الخميس، وهي أول مشاركة إماراتية في تاريخ الأولمبياد وتحديداً في وزن 75 كلغ.
وتأتي المشاركة التاريخية في رفع الأثقال بعدما نال منتخب الإمارات المركز الخامس في بطولة آسيا التي أقيمت مؤخراً في كوريا الجنوبية، ما أهله لنيل بطاقة عن آسيا، فتم اختيار خديجة محمد الخميس لتمثيله.
وقالت مشرفة المنتخب الإماراتي للسيدات عواطف المطوع في اتصال مع وكالة فرانس برس: «إنها المرة الأولى في تاريخ الفرق النسائية على مستوى الإمارات التي تحصل فيها المشاركة بناء على النتائج في البطولات وليس ببطاقة دعوة». وتابعت: «ضمن منتخب الإمارات بطاقة التأهل من خلال النتائج التي حققها في كوريا الجنوبية، فقد أحرز المركز الخامس في منافسة شارك فيها 15 فريقاً.
كما تشهد ألعاب قوى مشاركة إماراتية للمرة الأولى في ألعاب القوى عبر إلهام بيتي التي فازت بسباق 1500 م في لقاء الدار البيضاء في 9 يونيو في المغرب، محققة رقماً مؤهلاً». وهناك أمل لعداءة أخرى للمشاركة، هي علياء محمد سعيد، حيث ستشارك قريباً في لقاءات ضمن منافسات 5 آلاف متر على أمل نيل رقم تأهيلي. وسبق للإمارات أن شهدت مشاركة نسائية سابقة في أولمبياد بكين 2008 عبر سمو الشيخة ميثاء بنت محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي في الكاراتيه، والشيخة لطيفة آل مكتوم في الفروسية.
كما تأهل منتخب الإمارات لكرة القدم إلى النهائيات الأولمبية للمرة الأولى في تاريخه، حيث سيلعب في المجموعة الأولى إلى جانب بريطانيا والسنغال والأوروغواي، وسيكون الممثل الوحيد لعرب آسيا في لندن.
وفي الرماية، يبرز سمو الشيخ سعيد آل مكتوم في منافسات السكيت، والشيخ جمعة بن دلموك في (الحفرة المزدوجة - دبل تراب) وظاهر العرياني (الحفرة - تراب).
المشاركة السعودية
وتشارك السعودية في لندن بثلاث لعبات، هي ألعاب القوى والفروسية ورفع الأثقال، يمثلها 17 رياضياً حتى الآن، إذ لا يوجد إعلان رسمي من اللجنة الأولمبية عن عدد الرياضين المشاركين.
وتضم قائمة أسماء الرياضيين السعوديين كلاً من: محمد شاوين (1500 م) وأحمد خضر (110 م حواجز) ويوسف مسرحي (400 م) وعلي العمري (3 آلاف م موانع) ومخلد العتيبي (5 و10 آلاف م) وعبد الله الجود (5 آلاف م) وحسين اليامي (5 آلاف م) وعبد العزيز لادان (800 م) في ألعاب القوى، وخالد العيد ورمزي الدهامي وعبد الله بن متعب وكمال باحمدان عبد الله شربتلي في الفروسية، إلى جانب فيصل الشعلان الذي يتوقع أن يستبعد من القائمة التي تعلن في التاسع من الشهر المقبل، وفي رفع الأثقال كل من: مصطفى السادة وعلي الدحيلب ومنصور سالم.
مريم أمل البحرين
تشارك البحرين في دورة الألعاب الأولمبية بثلاث ألعاب، هي ألعاب القوى والسباحة والرماية عبر 5 رياضيين و8 رياضيات.
والرياضيات هن مريم جمال، وميمي سالم بليتي، وجميلة شامي (1500 م)، ميثة لحدان (ماراثون)، تاج بابا (5 آلاف م)، شمة مبارك (10 آلاف م)، فضلاً عن عزة القاسمي في الرماية، وسارة الفليج في السباحة، والتي حققت الأرقام التأهيلية من خلال مشاركتها في بطولة العالم الرابعة عشرة في شنغهاي الصينية عام 2011 بسباق 50 متراً حرة.
وتعول البحرين على العداءة مريم جمال الفائزة ببطولة العالم مرتين في أوساكا اليابانية وبرلين لإحراز إحدى الميداليات في لندن. وبالنسبة إلى الرياضيين الخمسة فهم شوقي جمال (5 آلاف م)، آدم إسماعيل (ماراثون)، محبوب حسن (10 آلاف م) وبلال منصور (800 م و1500 م)، في السباح خالد بابا. ومن الممكن أن يرتفع عدد الرياضيين الذين سيمثلون البحرين في ألمبياد لندن 2012، وتحديداً في ألعاب القوى. وأعرب الرئيس التنفيذي للجنة الأولمبية البحرينية الشيخ خالد بن عبد الله آل خليفة «عن سعادته بمشاركة الرياضيات البحرينيات في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية».
مضيفاً «تعد هذه المشاركة جيدة مقارنة بالدورات الماضية»، مؤكداً أنها «تعزيز للرياضة النسائية في البحرين والمنطقة». وأكد أن اللجنة الأولمبية البحرينية «ستقدم كل الدعم للاعبات البحرينيات في هذا الاستحقاق أسوة ببقية الرياضيين الذين سيمثلون البحرين في الدورة». وستنال الرامية عزة القاسمة شرف رفع علم البحرين في طابور العرض خلال حفل الافتتاح في 27 المقبل.
البعثة الكويتية
وتتمثل الكويت في الألعاب بـ 11 رياضياً، بواقع 8 في فئة الرجال، و3 لدى السيدات، ينافسون في أربع ألعاب، هي الرماية وألعاب القوى وكرة الطاولة والسباحة. الرياضيات الثلاث هن مريم الرزوقي في الرماية (البندقية الهوائية عن 10 أمتار)، سلسبيل السيار في ألعاب القوى (100 م) وفي الحسين في السباحة (100 م حرة).
ولدى الرجال، هناك في الرماية فهيد الديحاني (دبل تراب)، وعبد الله الرشيدي (السكيت)، وطلال الرشيدي (التراب)، وفي كرة الطاولة إبراهيم الحسن، وفي ألعاب القوى علي الزنكوي (رمي المطرقة) ومحمد العازمي (800 م) وعبد العزيز المنديل (110 م حواجز)، وفي السباحة يوسف العسكري (200 م حرة أو ظهراً)
واعتبر أمين عام اللجنة الأولمبية الكويتية عبيد العنزي في تصريح لوكالة «فرانس برس» أن «المشاركة النسائية الكويتية في الألعاب الأولمبية طبيعية»، مضيفاً «نحن شاركنا سابقاً، ونشارك أيضاً في المنافسات النسائية على الصعيدين العربي والآسيوي، ولا مانع لدينا من مشاركة الرياضيات الكويتيات في البطولات والدورات العالمية».
يذكر أن فهيد الديحاني كان حصل على الميدالية البرونزية في أولمبياد سيدني عام 2000. كما أن الرزوقي كانت تألقت في دورة الألعاب العربية في قطر في ديسمبر الماضي بإحرازها ميداليتين ذهبيتين من وضعيتين مختلفتين في البندقية الهوائية 10 أمتار. وعما إذا كان رياضيو الكويت سيشاركون تحت العلم الكويتي أو الأولمبي، كما حصل في الآونة الأخيرة، قال العنزي «المشاركة حتى الآن ستكون تحت العلم الأولمبي، إذا حلت المشكلة قبل انطلاق الألعاب سنشارك تحت العلم الكويتي، ولست أدري ما الذي يمكن أن يحصل في الأيام المقبلة».
وشارك رياضيو الكويت في أولمبياد الشباب الأول عام 2010، وفي دورة الألعاب الآسيوية في غوانغجو الصينية في العام ذاته تحت العلم الأولمبي، بسبب إيقاف اللجنة الأولمبية الدولية نظيرتها الكويتية «لعدم تعديل القوانين الرياضية بما يتماشى مع الميثاق الأولمبي وقوانين الاتحادات الرياضية الدولية».
4 رياضيين عمانيين
وبالنسبة إلى عمان، فتخوض غمار الألعاب بـ 3 رياضيين ورياضية واحدة يشاركون في ألعاب القوى والرماية. والرياضية الوحيدة هي العداءة شنونة الحبسي (100 م)، والتي تشارك ببطاقة دعوة. وحقق الرياضيون الثلاثة أرقاماً تأهيلية، وهم بركات الحارثي (100 م)، وأحمد المرجبي (200 م)، وأحمد الهطالي (دبل تراب).
12 قطرياً بينهم 4 لاعبات
تدفع اللجنة الأولمبية القطرية بـ 12 رياضياً إلى لندن منهم 4 رياضيات هن نور المالكي (ألعاب القوى - سباق 100 م) وبهية الحمد (رماية - البندقية الهوائية 10 أمتار) وندا عركجي (سباحة حرة) وآية مجدي (كرة الطاولة)، وتعول قطر في مشاركتها على إحراز ميدالية في الرماية، خصوصاً عبر بطل رالي داكار في العام الماضي ناصر العطية، وراشد العذبة في الدبل تراب.
وأيضاً في ألعاب القوى عبر معتز عيسى برشم في الوثب العالي. وهي المرة الأولى التي تشارك فيها المرأة القطرية في دورة الألعاب الأولمبية، علماً بأن بهية الحمد كانت خاضت عام 2010 غمار النسخة الأولى من أولمبياد الشباب في سنغافورة، كما برزت أيضاً في الدورة العربية التي احتضنتها الدوحة في ديسمبر الماضي وأحرزت خمس ميداليات (ثلاث ذهبيات وفضيتان).
وتنشط المشاركة القطرية في فئة السيدات في الآونة الأخيرة، حيث حصدت الرياضيات القطريات 32 ميدالية في الدورة العربية، منها 8 ذهبيات.
سعود آل ثاني: المرأة القطرية حاضرة في كل المشاركات المهمة
قال الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني أمين عام اللجنة الأولمبية القطرية: نحن سعداء جداً لمشاركة الرياضيات القطريات في الدورة الأولمبية، وأوجه شكري إلى اللجنة الأولمبية الدولية للمساعدة في ذلك، ولقد شاركت المرأة القطرية في العديد من البطولات الدولية مؤخراً، منها دورات الألعاب الآسيوية الثلاث الأخيرة، والنسخة الأولى من أولمبياد الشباب في سنغافورة عام 2010.
وتابع: تحد كبير، ونأمل أن نرى عدداً أكبر من الرياضيين القطريين ينافسون ويحققون أرقاماً جيدة في المنافسات الدولية.
