في عالم يمتلئ بالأضواء والعدسات، غالباً ما يُنظر إلى نجوم الرياضة باعتبارهم رموزاً للنجاح والشهرة والإنجازات، لكن خلف هذه الصورة الناصعة، يقف كثير منهم ليبرهن أن البطولة الحقيقية لا تُقاس بحجم ثرواتهم ولا بعدد الأهداف المسجلة ولا الميداليات التي حصدوها، بل بقدرتهم على الوصول إلى قلوب الناس وتغيير حياتهم نحو الأفضل من خلال أعمالهم الخيرية الملهمة.
أدرك نجوم عدة أن الشهرة ليست مجرد امتياز، بل مسؤولية، لأن الكلمة التي ينطقونها تُسمع، والخطوة التي يخطونها تُتبع، والقدوة التي يقدمونها تُلهم ملايين الأطفال والشباب، ومن هنا تحولت الملاعب إلى بوابات للأمل، والنجاحات الرياضية إلى أدوات للتأثير الإيجابي.
نماذج مضيئة
في الرياضة توجد نماذج عدة مضيئة، يتقدمهم البرتغالي كريستيانو رونالدو، أحد أبرز نجوم كرة القدم، الذي لم يكتفِ بتحطيم الأرقام القياسية وجمع الألقاب، بل أسهم بملايين الدولارات لدعم المستشفيات، ومشاريع علاج الأطفال المصابين بالسرطان، وأظهر مراراً أن إنسانيته أكبر من إنجازاته، وسخاءه بلا حدود، لقد تبرّع «الدون» بجوائز مالية كبرى، من بينها مكافأة دوري أبطال أوروبا وجائزة الحذاء الذهبي، دعماً لمبادرات إنسانية حول العالم.
وتضمّنت تبرعاته نحو 9 ملايين دولار لمساعدة ضحايا زلزال نيبال عام 2015، وموّل عمليات جراحية منقذة للحياة، وقام بزيارات إنسانية لضحايا الكوارث الطبيعية، ما جعله رمزاً للعطاء العالمي.
فيدرر
يعمل نجم التنس السابق، روجيه فيدرر من خلال مؤسسته الخيرية التي تأسست عام 2003، لدعم الأطفال في أفريقيا وسويسرا من خلال توفير فرص تعليمية وتحسين نوعية الحياة لديهم، ولا سيما مجال التعليم المبكر.
و تشمل أنشطة المؤسسة دعم المشاريع التعليمية، وبناء البنية التحتية، وتوفير التدريب للمعلمين، واستخدام الأجهزة الرقمية في المناطق الريفية. وقد أدت جهود فيدرر الخيرية إلى تأثير إيجابي في حياة أكثر من مليون طفل، حيث يشارك بنشاط في عمل المؤسسة ويؤمن بأهمية الاستثمار في التعليم المبكر لمستقبل الأطفال.
أطلق فيدرر مبادرات خيرية عدة في أكثر من دولة أفريقية، منها ليسوتو عام 2020، وتهدف مبادرته إلى الوصول إلى الأطفال الأكثر ضعفاً في 800 روضة أطفال في 2025 من خلال استثمار 3 ملايين دولار أمريكي.
ليونيل ميسي
أطلق ميسي منظمة غير ربحية، وهي مؤسسة ليو ميسي الخيرية، تُركز على منح الأطفال فرصاً متساوية لتحقيق أحلامهم، في 2017 أسهم ميسي في مساعدة الأطفال السوريين على الالتحاق بالمدارس من خلال إعادة بناء المؤسسات التعليمية، حيث أتيحت لـ1600 طفل سوري فرصة العودة إلى التعليم، إلى جانب مبادرات عدة وأعمال خيرية أخرى.
محمد صلاح
ينشط محمد صلاح، نجم منتخب مصر وليفربول، في مشاريع التنمية والأعمال الخيرية في نجريج مسقط رأسه، حيث تبرع بالأموال للمساعدة على بناء مدرسة ومستشفى، ويتضمن المشروع إنشاء معهد ووحدة إسعاف، وأصبح رمزاً للأمل والكرم، يجمع بين التواضع والعطاء.
سيرينا ويليامز
تعد واحدة من أفضل اللاعبات في تاريخ التنس، كما تألقت في ميادين العمل الإنساني، وحازت جوائز عدة من برنامج سفراء اليونيسف للنوايا الحسنة، ومنها «جائزة الأبطال الشباب»، ساعدت على بناء مدارس في كينيا، وشاركت في حملات تطعيم الأطفال في غانا، أسست مؤسسات لدعم التعليم وتمكين الفتيات في المجتمعات الفقيرة.
مايكل جوردان
يعد الأمريكي مايكل جوردان لاعب كرة السلة السابق، من أبرز النجوم المساهمين في العمل خيري، تبرع بملايين الدولارات لمنظمة «أصدقاء الأطفال» في حملة وطنية لدعم الأطفال. أسس جوردان مؤسسة جيمس ر. جوردان تكريماً لوالده. تدعم المؤسسة المجتمعات الفقيرة في ولايتي كارولينا الشمالية وشيكاغو، وتلتزم علامة مايكل جوردان التجارية، «جوردان براند»، بالتبرع بمبلغ 100 مليون دولار بين عامي 2020 و2030.
مايكل فيلبس
أنشأ أسطورة السباحة الأمريكية، مايكل فيلبس، مؤسسة مايكل فيلبس عام 2008، التي كان يهدف من خلالها إلى توفير نمط حياة صحي للأطفال، ومن أهم أهدافه في المؤسسة المساعدة المالية والحفاظ على سلامة المياه. ووفقاً لقائمة فوربس لأكثر المشاهير سخاءً في العالم، يُعدّ من أكثر الرياضيين إنسانية.
ماريا شارابوفا
أسست ماريا شارابوفا لاعبة التنس الروسية المعتزلة مؤسستها الخيرية عام 2007، إذ تُركز المؤسسة على الأطفال من المجتمعات المحرومة اجتماعياً. ويُعد الدعم المالي وتوفير فرص التعليم محور اهتمام المؤسسة. وبصفتها سفيرة للنوايا الحسنة، تعمل ماريا شارابوفا على قضايا الفقر.
ليبرون جيمس
تبرع ليبرون جيمس من خلال مؤسسة عائلته، بأكثر من 41 مليون دولار لتعليم أكثر من 1000 طالب جامعي، وموّل رحلات ترفيهية لآلاف الأطفال من مسقط رأسه «أكرون»، ووزّع آلاف أجهزة الكمبيوتر، وجدد مرافق تعليمية عدة.
