في مباراة عالية من الناحية البدنية ومتوسطة فنياً لم يشذ الريال عن القاعدة وفشل مجدداً في كسر عقدته على الملعب الاولمبي في العاصمة الألمانية ميونيخ بعدما سقط للمرة التاسعة في فخ الهزيمة في عشر مباريات أمام منافسه البافاري بهدفين سجلهما الدولي الفرنسي بلال ريبيري في الدقيقة السابعة عشرة والدولي الألماني ماريو جوميز في الدقيقة التسعين وكان مسعود اوزيل قد أدرك التعادل للريال في الدقيقة الثانية والخمسين.

يعود السبب الرئيسي في الخسارة إلى المدرب الموصوف بالعبقري البرتغالي جوزيه مورينيو بسبب خوفه من الخسارة بعدما أجرى تغييرين غير مفهومين لعشاق النادي الملكي، فإذا كان نزول هيجواين وخروج بنزيمه له ما يبرره، فما الهدف من خروج كل من أوزيل ودي ماريا والدفع بـ مارسيلو وجرانيرو غير الخوف؟

وكان الأفضل له بدلاً من نزول مارسيلو ليلعب في غير مركزه الأصلي أن يدفع بـ كاكا الذي يظل أفضل من مارسيلو في هذا المركز مهما كان مستواه.

بهذه النتيجة غير المطمئنة للبايرن وغير السيئة جداً للريال تبقى كل الاحتمالات مفتوحة في لقاء الإياب الأسبوع المقبل على السانياجو بيرنابيو وتظل حظوظ الفريقين متساوية، بعدما أثبتت مباراة الأمس والتي تلقى الريال أول هزيمة له في دوري الأبطال في النسخة الحالية مع الأخذ بالاعتبار أن البايرن هو المنافس الحقيقي الأول الذي يقابله الريال بدوري الأبطال، بعدما أثبتت المباراة أن الريال لا يملك أجنحة ملعب قادرة على الوقوف بوجه سرعة ومهارة لاعبين من نوعية روبن وريبيري.

الشوط الاول

لم تشهد المباراة فرصاً كثيرة بسب الاندفاع البدني الكبير وخاصة من الفريق البافاري الذي لعب أمام 70 ألفاً من أنصاره وعلى معقله الاليانز ارينا، فكانت الأفضلية له معظم أوقات المباراة لكن دون خطورة كبيرة، كان لهذا الحضور اثر كبير في تحفيز لاعبي البايرن فنزلوا الملعب أكثر تصميماً وقتالية بغية انتزاع بطاقة التأهل دون انتظار لقاء العودة الصعب، فدانت لهم السيطرة شيئاً ما خاصة في الخمس دقائق الأولى من اللقاء غير أن الخطورة الحقيقية كانت من نصيب الريال عندما تسلم بنزيمه تمريرة رائعة من اوزيل وانفرد بالمرمى غير أن الحارس العملاق واحد أفضل حراس العالم نوير تصدى لتصويبة كريم وأخرجها ركنية عند الدقيقة السابعة.

استمر اللعب في منتصف الملعب مع سيطرة نسبية من جانب البافاري حتى جاءت الدقيقة السابعة عشرة حاملة معها خبراً ساراً لعشاق البايرن اثر ركنية تهيأت الكرة أمام ريبيري الذي أطلق صاروخاً فشل كاسياس في إبعادها رغم قربها من يده نظراً لسرعة الكرة الفائقة لتعانق شباكه بهدف يراه الكثير مستحقاً نظراً لغياب نجوم الريال عن اللقاء.

شهدت الدقائق التالية للهدف بعض المحاولات الخجولة من الفريقين لتعزيز النتيجة بالنسبة للبايرن ولإحراز هدف التعديل بالنسبة للمدريديين، وكان ابزر تلك الفرص تسديدة شيفانشتيغر في الدقيقة 28، أعقبها مباشرة توغل رونالدو (الغائب عن اللقاء بسبب ندرة الكرات التي تصله) من الناحية اليسرى وتسديدة قوية لكنها علت عارضة نوير بقليل.

وكانت اخطر فرص البايرن في الدقيقة 40 عندما توغل ماريو جوميز خلف دفاعات الريال وسدد كرة قوية لكن كاسياس حولها بصعوبة إلى ركنية، ولم تشهد الدقائق المتبقية من الشوط فرصاً تذكر حتى أطلق الانجليزي تيم هاوارد صافرته معلناً نهاية الشوط الأول بتقدم مستحق للبافاريين.

أبرز ما ميز الشوط الأول بالنسبة للبايرن هو سهولة اختراق أطراف الريال التي بدت مهلهلة خاصة من جانب كوينتراو الذي مر منه روبن كيفما شاء، ووضح عدم قدرته الدفاعية على التصدي للهولندي السريع رغم أن مورينيو فضله على مارسيلو أملاً في قوته الدفاعية التي لم تظهر ولم يشارك كذلك هجومياً، ومن الناحية أخرى فشل اربيلوا في إيقاف خطورة أفضل لاعبي اللقاء بلال ريبيري.

الشوط الثاني وتغييرات مورينيو العجيبة

تحسن أداء الريال نوعاً ما خلال الدقائق الأولى من الشوط الثاني بغية إحراز هدف يصعب من مهمة البايرن في لقاء العودة، غير أن أولى المحاولات كانت من نصيب البايرن عندما مر روبن كالعادة وسدد قوية فوق العارضة، بعدها مباشرة ارتدت الكرة لبنزيمه الذي مرر كرة رائعة وضعت رونالدو وجهاً لوجه مع الحارس نوير غير أنه سددها غير متقنة صدها الحارس وارتدت مجدداً إلى اوزيل مرر بدوره إلى بنزيمه لعبها عرضية وجدت رونالدو ردها إلى اوزيل الخالي من الرقابة لم يجد صعوبة في إيداعها الشباك الخالية للبايرن محرزاً هدف التعادل في الدقيقة 52.

هدأ اللعب نوعاً ما بعد الهدف ومال الريال لتهدئة الكرة أملاً في امتصاص حماس منافسه غير أن الدقيقة 62 شهدت فرصة خطيرة عندما انفرد الخطير ماريو جوميز بالحارس كاسياس ولكن تدخل المدافع بيبي ويقظة كاسياس حرمتا البايرن من التقدم مجدداً.

وهنا تدخل مورينيو بتغييراته العجيبة عندما سحب دي ماريا ودفع بالمدافع مارسيلو ليلعب بالثلث الهجومي رغم وجود لاعبين من نوعية كاكا وهيجواين وكاليخون اقدر من مارسيلو على اللعب في هذا المركز حتى دي ماريا نفسه يظل رغم إنهاكه في المباراة أفضل، ثم سحب الرئة الهجومية الثانية اوزيل ودفع بجرانيرو بقصد إضافة لاعب آخر للارتكاز الدفاعي غير أن ذلك الخوف دفعه لتلقي ما خشي منه وهو الهدف الثاني، لكن قبلها كانت هناك ثلاث فرص للفريق البافاري كلها عن طريق جوميز، الأولى في الدقيقة 77 عندما كرر راموس هداياه للمنافسين بتهيئة كرة سهلة أطاح بها جوميز فوق العارضة، تبعتها رأسيتان الأولى فوق العارضة د73، والثانية بين يدي كاسياس د 86، حتى جاءت الدقيقة الأخيرة من المباراة لتشهد كالعادة فشلاً ذريعاً من المدافع كوينتراو عندما تلاعب به فيليب لام الظهير الألماني ومر ثم مرر عرضية على قدم جوميز الذي لم يتوان هذه المرة في زيارة شباك الحارس كاسياس المغلوب على أمره وسط غياب دام للرقابة الصحيحة من جانب زملائه ليحرز جوميز هدفه الثاني عشر في مسابقة هذا الموسم ويطارد الأرجنتيني الموهوب ليونيل ميسي صاحب الـ 14 هدفا على لقب الهداف.

بعدها أضاف الحكم ثلاث دقائق وقتا بدلا من الضائع لم تشهد جديدا حتى أطلق صافرته معلناً نهاية المباراة بفوز الفريق الألماني بهدفين لهدف ويتأجل الحسم لموقعة البيرنابيو.