حقق الغريمان الكبيران ريال مدريد وبرشلونة فوزين صعبين على كل من سبورتنغ خيخون وليفانتي بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد بالنسبة للريال، وبهدفين لهدف بالنسبة لبرشلونة، ولم يقدم الريال ولا برشلونة عرضاً كبيراً غير أنهما خرجا بالمبتغى من المباراتين، بهاتين النتيجتين يستمر الصراع الشرس بين الفريقين حتى الأنفاس الأخيرة من الليجا إلا إذا عاد الريال بفوز أو على الأقل تعادل من قلعة الكامب نو السبت المقبل.
فيديو مباراة ريال مدريد وخيخون
فيديو مباراة برشلونة وليفانتي
الريال ـــ خيخون
حول الريال تأخره بهدف في الدقيقة 30 إلى فوز بثلاثية عندما استضاف متصدر الليجا بفارق أربع نقاط في معقله السانتياجو بيرنابيو سبورتنغ خيخون الثامن عشر على لائحة ترتيب أندية الليجا تناوب على تسجيل الأهداف هيغواين (37) ورونالدو (74) وبنزيمة (82) لريال مدريد ولاس كويفاس (30) لخيخون
في مباراة كان يراها أنصار النادي الملكي في المتناول لتواضع الفريق الضيف غير أن ما قدمه الفريقان على أرضية أثبت انه لم تعد هناك مباراة سهلة وأخرى صعبة في عالم كرة القدم.
لم يقدم الريال خلال المباراة ما يقنع أنصاره إلا في الدقائق العشرين الأخيرة من اللقاء خاصة أن ضيفه لعب بتسعة لاعبين في الدفاع تاركاً الأرجنتينيين تريخو وسانجوي في الأمام وأرهق هذا الثنائي دفاع الريال كثيراً خاصة تريخو الذي كان صاحب أولى الفرص الحقيقية في اللقاء عندما استغل هفوة اربيلوا وانفرد بالمرمى لكنه سدد بين يدي الحارس ايكر كاسياس في الدقيقة الرابعة عشرة.
سارت أحداث اللقاء في معظمها على وتيرة واحدة دفاع محكم من جانب الضيوف وسيطرة بلا خطورة من الريال خاصة خلال النصف ساعة الأول حتى جاءت الدقيقة الثلاثون لتلقي حجراً في ماء المباراة الراكد عندما توغل تريخو وتلاعب بدفاع الريال حتى ارتكب سيرجيو راموس خطأ فادحاً بإبعاد الكرة بيده داخل المنطقة المحرمة لم يتردد الحكم باحتسابها ركلة جزاء انبرى لها ميغل دي لاس كويفاس محرزاً هدف التقدم للضيوف.
لم يستفق الريال سريعاً بعد صدمة هدف الضيوف بل انتظر سبع دقائق كاملة بدون محاولة تذكر حتى كفّر راموس عن خطيئة ضربة الجزاء عندما رفع عرضية نموذجية على رأس هيجواين الذي لم يجد صعوبة في تحويلها داخل مرمى بابلو خوان حارس الضيوف مسجلاً هدف التعديل.
وبينما يلفظ الشوط الأول أنفاسه احتسب الحكم مخالفة لصالح سامي خضيرة من مكان مميز وانتظر الجميع تسديدة رونالدو غير أن نوري شاهين تصدى للكرة بطريقة رائعة تعاطفت العارضة مع الضيوف لتمنع الريال من التقدم خلال الشوط الأول رغم أن لاعبيه لم يقدموا ما يشفع لهم هذا التقدم.
الشوط الثاني وتغييرات مورينيو
بدأ مورينيو الشوط الثاني بتغييرين مهمين عندما دفع بكل من كريم بنزيمة ودي ماريا بدلاً من كاليخون ونوري شاهين، غير انه لم يطرأ أي شكل جديد على أداء النادي الملكي واستمر الاستحواذ الخادع للريال دون خطورة تذكر حتى جاءت الدقائق العشرون الأخيرة التي قدم فيها الريال أفضل أداء له خلال المباراة، فأضاع هيجواين هدفاً محققاً من تمريرة رونالدو في الدقيقة 71 بعدها بدقيقتين تألق رونالدو بإحرازه الهدف الثاني لفريقه والحادي والأربعين له هذا الموسم في الليجا عندما حول عرضية دي ماريا المتقنة في شباك خيخون فشل الحارس بابلو خوان في إبعادها رغم محاولته لتصطدم بالقائم وتتهادى داخل الشباك.
تقدم الضيوف نوعاً ما للأمام غير أنهم تلقوا ضربة موجعة بطرد المدافع روبرتو كانيا لتلقيه الإنذار الثاني (79) وهو كان يستحق الطرد خلال أحداث الشوط الأول اثر تدخل عنيف مع اربيلوا.
وفي الدقيقة 82 أنهى كريم بنزيمة معاناة الريال بإحرازه هدف الاطمئنان وارتفاع الفارق مع البارشا الى سبع نقاط على أمل أن يحقق ليفانتي ما فشل الريال نفسه في تحقيقه بعرقلة رفاق ميسي ولو بالتعادل قبل الدخول في أصعب أسبوع للفريقين الريال وبرشلونة هذا الموسم على الصعيدين المحلي والأوروبي.
في الدقائق الأخيرة أضاع الريال هدفين محققين عن طريق الظهير البرازيلي مارسيلو عندما سدد بيمناه خارج المرمىى من مكان مناسب للتهديف، والثاني عن طريق بنزيمة الذي لم يستغل تمريرة حريرية من رونالدو وقلد زميله بالتسديد خارج حدود المرمى.
أثبتت المباراة شيئاً مهماً وهو أن لاعب الوسط الاسباني الدولي شافي الونسو لا غنى عنه في الريال أبداً لأنه لاعب الارتكاز تقريباً في العالم الذي نادراً ما يمرر بعرض الملعب وظهر تأثير غيابه على النادي الملكي حتى وهو يقابل فريقاً اقل منه على كافة الصُعد.
ليفانتي ــــ برشلونة
عاد برشلونة من مدينة فالنسيا بأهم شيء كان يبحث عنه خلال رحلته المحفوفة بالمخاطر أمام فريق يبذل كل الجهود للحفاظ على أمل الفوز بمقعد بإحدى بطولتي أوروبا الموسم المقبل ويحتل المركز الخامس على لائحة الترتيب بعدما عاد بهدفي ميسي في الدقيقتين (64 و70) مقابل هدف للفريق المضيف أحرزه باركيرو من ضربة جزاء (23).
قدم برشلونة واحدة من اقل مبارياته هذا الموسم من كافة النواحي، فكانت الأقل على مستوى الإبهار الفني وكذلك على مستوى الفرص المتاحة للتهديف ولكن عذره في ذلك هو ربما الاستعداد لأصعب أسبوع مثله مثل الريال، كذلك للطريقة المملة التي انتهجها ليفانتي عندما ألغى خط وسطه، فلم نشاهد لاعبي خط وسط للفريق المضيف بعدما انضموا للمساندة الدفاعية تاركين العاجي ارونا كونيه وحيداً في مواجهة دفاع برشلونة.
الشوط الأول
لم تشهد المباراة فرصاً حقيقة للتهديف خاصة في شوطها الأول وكانت أبرز المحاولات عن طريق رأسيتين للاعب الشاب تياجو في الدقيقتين العاشرة والتاسعة عشرة لم تثمرا.
لم يخرج لاعبوا ليفانتي من التقوقع الدفاعي إلا عند الدقيقة الثالثة والعشرين عندما حصلوا على ركنية فشل الحارس الكتالوني فيكتور فالديز في إبعادها بطريقة مثلى لتصل إلى مهاجم ليفانتي لعبها اصطدمت بيد بوسكيتش ليحتسب الحكم ضربة جزاء انبرى لها باركيرو وحولها داخل الشباك، وكأن البارشا والريال اتفقا على السيناريو نفسه خلال لقائيهما بالتأخر بهدف من ضربة جزاء ومن لمسة يد أيضاً، غير أن المختلف في اللقاءين أن زملاء ميسي فشلوا في إدراك التعادل خلال الشوط الأول وإنما كان من الممكن أن يزيد تأخرهم بهدفين لو أحسن ظهير ليفانتي الأيمن بيدرو لوبيز استغلال الفرصة التي أتيحت له من شبه انفراد بعدما اصطدم المدافع البرازيلي ادريانو بأحد مهاجمي ليفانتي غير انه تعامل مع الكرة بكثير من الأنانية رغم أن كونيه كان يحتل مكاناً أفضل للتسجيل مفضلاً التسديد خارج المرمى.
الشوط الثاني ومن يملك ميسي يملك كل شيء
إذا كان الموهوب الأرجنتيني ليونيل ميسي في أوج تألقه فهو يحرز خمسة أهداف أو أربعة أو على الأقل ثلاثية ويصنع هدفاً أو اثنين، أما وهو في أسوا حالاته الفنية فهو يحرز هدفين فقط !!!
بدأ الشوط الثاني بخروج تشافي هيرنانديز والدفع بالشاب إسحاق كوينكا الذي لم يخيب ظن مدربه وكان وراء الهدف الثاني الذي أبقى على أمل الفوز باللقب، غير أن الفضل الأكبر لفوز برشلونة قبل ميسي وكوينكا يعود إلى بويول قلب الأسد الذي أنقذ شباك برشلونة من هدف ثان بعدما استغل كونيه خطأ البرازيلي ادريانو ومرر إلى زميله باركيرو الذي أعاد الكرة بدوره إلى كونيه مرة أخرى لحظة خروج فالديز بيد أن بويول شتت الكرة قبل وصولها إلى كونيه والمرمى خال.
لم يشذ الشوط الثاني عن نظيره الأول من حيث ندرة الفرص المتاحة وكان أخطرها في الدقيقة 60 اثر تسديدة رائعة من ادريانو أنقذها حارس ليفانتي عند الدقيقة 60 غير أن تخلف برشلونة لم يدم طويلاً عندما تذكر ميسي أن رونالدو يسبقه بهدفين في سباق هدافي الليجا فقرر أن يتساوى معه وكان له ما أراد عند الدقيقة الرابعة والستين بعد تبادل للكرة مع سانشيز وسدد وهو قريب من خط منطقة الجزاء من الداخل على يمين حارس ليفانتي الذي فشل في التعامل معها ليحقق ميسي هدفه الأربعين وهدف التعادل لبرشلونة.
لم ينتظر برشلونة كثيراً لإضافة الهدف الثاني عندما ناب الحكم المساعد عن حكم الساحة باحتساب ركلة جزاء لبرشلونة بعد إعاقة كوينكا من جانب مدافع ليفانتي انبرى لها ميسي مسجلاً الهدف الثاني له ولفريقه في الدقيقة 70 ويحافظ على فارق الأربع نقاط مع الغريم انتظاراً لما ستسفر عنه مباراة الكلاسيكو السبت المقبل .
لم يتغير الحال كثيراً بعد الهدف الثاني لبرشلونة فظلت الكرة بين أرجل لاعبي البرشا الذين مالوا لتهدئة اللعب حتى أطلق الحكم صافرته معلناً فوز برشلونة بهدفين لهدف في آخر المباريات الصعبة له هذا الموسم كما يعتقد محبوه.
