قبل أيام اختارت لجنة الإحصاء في الاتحاد الدولي لكرة القدم الحكم الإماراتي السابق علي بوجسيم والمعتزل حالياً في المرتبة 55 عالمياً والأولى آسيوياً وعربياً برصيد 32 نقطة، واستغربت كثيراً لهذه الإحصائية الغريبة.
والتي لا تحمل أي شيء من المنطق والعقلانية، فالغرابة تكمن في احتلال بوجسيم المركز الـ 55 على مستوى العالم، بينما هو من يحتل المركز الأول آسيوياً وعربياً، قمة التناقض والغرابة !!
كيف يمكن ان يتم اختيار بوجسيم أفضل حكم على مستوى اكبر قارة في العالم وأيضاً على المستوى العربي بينما يحتل الـ 55 على مستوى العالم ؟ هذا ان دل على شيء فإنما يدل على ان هناك 54 حكماً أفضل من بوجسيم على مستوى العالم وفي مقدمتهم الحكم الايطالي المعروف كولينا والذي تصدر القائمة.
وهو مالا نقبله نحن ولا يقبله علي بوجسيم شخصيا، ولذا اتصلت به هاتفياً لكي اسأله عن مدى رضاه عن هذا الاختيار، فأجاب: بأنه غير مقتنع إطلاقا بهذه الإحصائية التي اعتمدت على آراء الصحافيين الأوروبيين، فالاختيار بالفعل غير مقنع بل وغير عادل !!
عموما لا نريد ان ندخل في قضية التفرقة والنظر إلى جنسية الحكم بعين الاعتبار، فلو كان بوجسيم مثلا أوروبيا لكان الصراع على الصدارة مختلفا، بل وربما يحسم الصراع لمصلحته، ولكن يبدو ان المشكلة في جنسيته العربية والآسيوية.
وكنا نود ان نعرف ما هي الآلية التي تعتمدها الفيفا في اختيارها للقائمة الأخيرة للحكام، فلو كانت الآلية تعتمد على اختيار الصحافيين الأوروبيين لهذه القائمة، فاعتقد انها ظالمة، لان هناك بطولات لا يشاهدها الصحافيون الأوروبيون ولاتصل إليهم في أوروبا، بينما حكمنا الدولي بوجسيم الذي كان يشارك في إدارة مباريات الدوري الإماراتي.
والذي لا يقارن بطبيعة الحال بالدوري الايطالي من حيث الانتشار الإعلامي وربما هو السبب الذي منح الأفضلية لكولينا، ولكن هذا ليس ذنب علي بوجسيم، وانما ذنب المقيمين لهذه القائمة.
الذين شاركوا بأصواتهم في هذا التقييم، علما بأن بوجسيم يتفوق على كل الحكام الـ 54 الذين احتلوا الصدارة بما فيهم كولينا صاحب المركز الأول، فهو الحكم الوحيد الذي أدار مباريات في 6 قارات على مستوى العالم.
حيث لم يترك قارة في العالم إلا وأطلق صافرته فيها، هذا بالإضافة إلى إدارته لمباريات الفيفا الرسمية، بالإضافة إلى 3 مونديلات لكأس العالم متتالية في 7 مباريات مونديالية مهمة .
واما قضية التلاعب وعدم الدقة فهي قضية واردة جدا في اختيار الحكام بل وليست غريبة على الفيفا التي حتى بالأمس القريب اكتشفت فضيحة ببيع أصوات بعض الأعضاء فيها أصواتهم في لجنة ملف المونديال .
عموما حتى وان تصدر الحكم الايطالي المعتزل بيرلوجي كولينا صدارة الترتيب العالمي يبقى بوجسيم أفضل حكم في العالم لدى كل الإماراتيين والعرب، وهي قناعة موجودة لدينا بل ومبنية على أسس وأدلة قاطعة تثبت هذه الحقيقة، وببساطة شديدة ارجعوا إلى مسيرته التحكيمية حتى تعرفوا هذه الحقيقة، فليس بالضرورة ان يكون بوجسيم أوروبياً حتى ينال حقه.
com.gmail@faisalessa