تناولت بعض الصحف البريطانية فضيحة مدوية، وهي اكتشاف وقوع مجموعة من أعضاء الفيفا المكلفين بملف المونديال في فساد أخلاقي، شوه صورة الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، وأشارت صحيفة بريطانية إلى وجود عضوين من أعضاء الفيفا احدهما نيجيري قد عرضا بيع أصواتهما على أن تكون قيمة الصوت الواحد (800) ألف دولار!!

وظهرت الفضيحة في إحدى الصحف البريطانية، وذلك من خلال الكشف عن لقاء سري جرى مع العضو المتواطئ، وهي عادة من عادات الصحف البريطانية التي «تتسلى» في أوقات فراغها بالبحث عن الفضائح مهما كان مستوى ومركز الطرف المفضوح، بل ويفضلون أن يكون من الرموز والأشخاص المهمة، والنجوم والمشاهير لهم نصيب الأسد من ذلك، وآخرهم الفضيحة الجنسية للفتى الذهبي (واين روني) نجم مانشيستر والمنتخب الانجليزي.

وعودة إلى موضوعنا الذي فجر قنبلة من العيار الثقيل في الأوساط الرياضية. كيف لاتحاد بحجم الفيفا أن يسمح بتواجد أعضاء من هذه النوعية في لجنة حساسة كلجنة المونديال؟ وكما يعلم الجميع أعضاء هذه اللجنة معرضين لإغراءات يسيل لها اللعاب!

والسؤال الأهم من ذلك كله، كيف للدول الآن أن تعترف بمصداقية الفيفا، بعد هذه الحادثة المؤسفة التي تعطينا انطباعاً بأن استضافة المونديال أصبحت (بدرهمك المنقوش لا بالعزائم)؟ هذا إضافة إلى أن هذه الفضيحة تفتح باباً من الأسئلة المهمة، فكم دولة (دفعت تحت الطاولة) وحصلت على شرف التنظيم غير العادل؟

خصوصاً وان الكشف عن الفضيحة جاء في سنة 2010 وعمر البطولة يقارب الـ 80 عاماً. عموماً الأسئلة كثيرة فكم دولة تتمنى أن تستضيف بطولة بحجم مونديال كأس العالم، وكم هي الأرباح التي ستجنيها من هذه الاستضافة، وكم من الترويج والدعاية التي سيحصل عليها من خلال احتضان البطولة، وكم من الانتعاش السياحي والاقتصادي علاوة على تطوير البنية التحتية التي ستستفيد منها الدولة المنظمة؟

وعلى هذا الأساس كل دول العالم تتمنى بل وتحلم بتنظيم بطولة بحجم بطولة كأس العالم، حتى وان لزم الأمر اللعب من تحت الطاولة لنيل شرف الاستضافة.

فالتنافس يجمع عدداً كبيراً من الدول لنيل البطولة، ولكن شرف التنظيم والاحتضان لا يستحقه أي احد، لأن احتضان اكبر بطولة لكرة القدم على مستوى العالم ليس مرتبطاً (بالدولار) وإنما بمدى استحقاق الدولة المنظمة ومدى علاقتها بالمستديرة، فهناك علاقة بين تنظيم هذه النوعية من البطولات ومدى حب هذه الدولة وحب شعبها وأطفالها ونسائها وكبارها وصغارها وشيوخها للكرة، فما يميز الدول الناجحة في تنظيم المونديلات على مر التاريخ هو (الحب الفطري) لكرة القدم وليس (الحب المصطنع)0