استطاع الأرجنتيني ليونيل ميسي أن يضع فريقه برشلونة في الدور نصف النهائي لبطولة الأندية الأوروبية عندما واجه لوحده فريق الأرسنال الانجليزي في مباراة يمكن وصفها بمباراة «ميسي ولا غير». من شاهدها يعي جيداً أن هذا الأسطورة الصغيرة في العمر والعظيم في الأداء لا يمكن وصفه سوى بأنه لاعب عظيم جذب الأنظار إليه من كل العالم في تلك الليلة.

بل وجعل الفرنسي «المغرور» أرسين فينجر مدرب الأرسنال الانجليزي يتنازل عن كبريائه ويرفع قبعته إجلالا واحتراما وتقديرا لموهبة ميسي، عندما قال: انه أفضل لاعب في العالم ويمكنه توجيه المباراة في أي اتجاه يشاء وفي أي وقت يريد!! نعم اتفق مع ما قاله الخبير الفرنسي في الساحر ميسي، فمن تابعه في المشاركات الأوروبية والدوري الاسباني يدرك أن هذه الظاهرة الكروية لا يمكن تجاهلها على الإطلاق، وان ما يقدمه في المستطيل الأخضر اقرب ما يكون إلى الخيال، بل هو الخيال بعينه!!

والجميل في وصف فينجر، أنه في معرض كلامه عن ميسي وصفه بأنه أفضل لاعب في العالم، وانه يثبت ذلك يوم بعد يوم، بل ويثبت انه من طراز العظماء أمثال بيليه ومارادونا، وربما يتفوق على مارادونا بعض الشيء، والأفضلية هنا تأتي عندما نقارن بين الاثنين في مرحلة عمرية معينة وتحديدا سن ال22، فما يقدمه ميسي وهو في الثانية والعشرين من عمره لم يقدمه مارادونا في نفس المرحلة!!

هذه نقطة يجب أن تؤخذ في الحسبان، بل هي مهمة جدا، فلو كان ميسي يقدم هذا الخيال في ال22، فماذا نتوقع أن يقدمه في نهاية العشرينات من عمره وهي الفترة التي ينضج فيها معظم لاعبي كرة القدم، ويصلون إلى أوج عطائهم الكروي.

ما فعله ميسي في الأرسنال وكيفيته لتسجيل الأهداف، أمر يدعو إلى التقدير والإشادة، فقد استطاع أن يسجل بكل الطرق الممكنة في لعبة كرة القدم، من اليمين، ومن الجهة اليسرى، ومن كرة أرضية بين أقدام الحارس الكبير (ألمونيا) ومن فوق رأسه. ليكون بذلك قد سجل 26 هدفاً هذا الموسم و8 أهداف في دوري أبطال أوروبا وهدفا في كأس ملك اسبانيا وهدفين في كأس السوبر وهدفين في كأس العالم للأندية.

كل هذه الأرقام لم تشبع رغبات هذا الساحر الكروي، ويبقى لقب واحد هو الأهم في حياة ميسي ليدخل التاريخ من أوسع أبوابه، وسيكون عندها أعظم لاعب أنجبته ملاعب العالم، وهو لقب المونديال. كل المعطيات تشير إلى أن اللقب القادم سيكون للأرجنتين في حال ثبات مستوى ميسي على هذا النحو، وكل الترشيحات تؤكد أن معادلة كرة القدم معكوسة في حالة ميسي، وهي المعادلة التي تقول لابد من وجود 11 لاعباً في الفريق، ولكن مع الأرجنتين يكفي وجود ميسي لكي يحقق ما يريده، وإذا لم يحدث ذلك فالخلل في مارادونا والمنتخب الأرجنتيني بأكمله وليس في ميسي!