* «البرلمان الرياضي» الذي بث على شاشة «دبي الرياضية» الأسبوع الماضي، حمل نقاشاً صريحاً فيه من خلال الموضوع الذي استطاعت حصة الرياسي مقدمة البرنامج أن تضع يدها على نقطة كانت غائبة عن الأذهان منذ فترة ليست بالقصيرة، وهي الظاهرة التي كانت متفشية بين بعض الأندية، وتعمدت استخدام كلمة «الظاهرة».
وليس «المشكلة»، لأنها تحولت بالفعل إلى ظاهرة سلبية بين بعض الأندية، والظاهرة التي أعني هي مدى تأثير رأي الجمهور في قرارات الأندية، وكان البرلمان في تلك الحلقة يستند إلى وقائع مرت على الكرة الإماراتية في فترة من الفترات مع بعض الأندية الكبيرة، وأعني بالكبيرة، تلك التي تملك قاعدة جماهيرية كبيرة ومخيفة،.
وهي بالفعل تتحول هذه المدرجات الممتلئة أحياناً إلى صورة مخيفة ليس فقط بالنسبة للخصم، وإنما أيضاً بالنسبة للنادي الذي تؤازره هذه الأعداد الكبيرة أحياناً، وقد يتحول في أغلب الأحيان هذا الجمهور إلى أداة للرقابة والمحاسبة للنادي، بل وقد يتدخل الجمهور في شؤون النادي الإدارية والداخلية، وحتى في القرارات المصيرية أحياناً،.
والتي تكون من صميم عمل مجلس الإدارة فقط، والأمر لا يقتصر على ذلك فقط، بل ويتعدى لكي يصل لأن يتدخل الجمهور في تغيير مجلس الإدارة نفسه الذي يدير دفة هذا النادي !!
* أمر عجيب لا يحدث في كثير من الدول التي تحترم كرة القدم فيها الاحتراف، ويعرف الجمهور كيف يتعاطى مع إخفاقات النادي بشكل حضاري.
* هذه حقيقة لابد أن نعرفها، ولكن في الوقت نفسه، وليس من باب التناقض، لابد أن نعرف جيداً، ومن باب الإنصاف، أنه من المفروض أن يكون للجمهور دور في النادي، ولكن ينحصر دوره في مجال محدود ومعروف؛ وهو التشجيع ومؤازرة الفريق في المدرجات، والانتقال مع الفريق في كل مبارياته ومشاركاته،.
وذلك مقابل تسهيلات يقدمها النادي ومجلس الإدارة لهذه المجموعة المحبة والمخلصة من الجمهور، الذي يضحي بماله ووقته والتزاماته وجهده، فقط من أجل مؤازرة فريقه المفضل.
وإحجام الجمهور عن الأمور الإدارية، ليس انتقاصاً من حقه، وإنما لأمور تنظيمية، من باب التوصيف الوظيفي في مجال الموارد البشرية، وهو أن على كل شخص أن يقوم بمهمته المناطة به، دون التدخل في خصوصيات الطرف الآخر.
وإلا اختلطت الأمور، وأصبح الجمهور إدارياً، والإداري محاسباً، واللاعب يؤدي بالإضافة إلى دوره كلاعب مهام أخرى، وهكذا ...إلخ. وبالتالي يضيع النادي في تخبطات إدارية، ولا يمكن معرفة من السبب في النتائج السلبية، وذلك نتيجة لاختلاط الأدوار.
*«البرلمان الرياضي» توصل إلى حقائق مرة، كنا لا نعلم عنها كثيراً، واعترافات صريحة من قبل بعض الإداريين الذين شاركوا في الحلقة أن للجمهور دوراً في قرارات النادي، والأدهى والأمرّ من ذلك أن أحد المدربين قالها ب«الفم المليان»: إنه ينصاع أحياناً لرأي الجمهور في بعض المباريات، وهو أمر لا يمكن أن ينكره، وإنها حقيقة موجودة في واقع الكرة الإماراتية!.
* من خلال هذا النقاش الجميل الذي دار في البرلمان الرياضي، يتضح لنا أن الحل يكمن في كبح جماح الجماهير وتأثيرها في قرارات الأندية.. هو وجود إدارات قوية تستمد قوتها من سلطة عليا . وإلا سيكون للجمهور رأي آخر، على غرار ما حدث لأحد الأندية قبل مواسم عدة !