* انتهت بطولة كأس العالم للشباب بالأمس في جمهورية مصر العربية، وانتهت بمنح تقدير امتياز للأشقاء المصريين في هذه البطولة من تنظيم وضيافة، والأهم من ذلك كله الجماهير التي كانت تتواجد في المدرجات أثناء المباريات.

انتهت البطولة بتتويج إفريقي تمثل في اعتلاء المنتخب الغاني منصة التتويج، وكان ذلك على حساب المنتخب البرازيلي، الذي اصطدم بطريقة لعب كانت أشبه (بقطع الماء والكهرباء) عن الخصم، وهي الطريقة التي لعب بها مدرب المنتخب الغاني لحرمان المنتخب البرازيلي من المساحات التي تفضلها المنتخبات البرازيلية على مختلف فئاتها وليس المنتخب الشاب وحده، وهو ما أعطى المنتخب الغاني الفرصة في السيطرة على مجريات اللعب، حتى وصلت المباراة إلى الركلات الترجيحية والتي ابتسمت للغانيين على حساب البرازيليين.

* وبالعودة إلى البطولة بشكل عام وتقييمها ومدى نجاحها من عدمه، وبغض النظر عن خروج الفريق المستضيف البطولة وهو المنتخب المصري من الأدوار قبل النهائية من البطولة، إلا أن الجماهير المصرية لعبت دورا مؤثرا بل ومؤثرا للغاية في إنجاح البطولة منذ البداية وحتى النهاية، فالكل كان يتوقع أن تشهد البطولة غياباً جماهيرياً بعد خروج المنتخب المصري، والسبب متعارف عليه ويحدث كثيرا، وتحديدا في البطولات الكبيرة عندما يخرج المنتخب المستضيف للبطولة.

حيث يصاحب هذا الخروج زعل وغضب جماهيري شديد يقاطع حضور المباريات، مما يؤدي إلى إضعاف البطولة من الناحية الجمالية والفنية، ولكن هذا لم يحدث في بطولة مصر، فالمتابع للبطولة يلاحظ أن الجمهور المصري لعب دوراً مؤثراً يمكن أن نطلق عليه منطقياً في البطولة، فبدأت الجماهير في مؤازرة منتخب بلادها، حيث كانت تتابعه وتؤازره بكل قوة حتى وصل المنتخب إلى الطريق المسدود أمام المنتخب الكوستاريكي وودع البطولة.

ثم تحولت الأهازيج المصرية والتشجيع الحماسي وبنفس العدد الذي كان يحضر لمؤازرة المنتخب العربي الوحيد في البطولة وهو منتخبنا الوطني، حيث شاهدنا لوحات عريضة محمولة على أكتاف الجماهير المصرية في المدرجات تقول (أنا وابن عمي على الغريب)، فكان التشجيع مستمراً للمنتخب الإماراتي وكأن المنتخب المصري لا يزال يلعب في البطولة، وهي ميزة قلما تجدها في الجماهير الأخرى. وقد اصطدم المنتخب الإماراتي أيضاً، على غرار شقيقه المصري، بالمنتخب الكوستاريكي وخرج من البطولة بعد مباراة ماراثونية طويلة.

ولكن الجماهير المصرية واصلت وجودها في البطولة بحثاً عن فريق يمكن أن يلبي طموحاتها وأحلامها، وتحول من فريق إلى آخر في البطولة، وتحول المباراة النهائية مشجعا للمنتخب الغاني، فتحقق حلم الجمهور المصري وحقق الفريق الذي كان مرتبطاً معه معنوياً الفوز بالبطولة والمباراة النهائية على حساب المنتخب البرازيلي، ومن المهم أن نعرف أن التشجيع المصري كان له دور في تحقيق المنتخب الغاني لهذا الفوز، ولن يستطيع أحد أن ينكر هذه الحقيقة.

* لذلك فقد أعلن الرجل الأول في الاتحاد الدولي لكرة القدم سيب بلاتر أن مصر قادرة على احتضان مونديال الكبار وليس الشباب فقط. وهي كلمة حق لابد أن نقولها للجماهير المصرية التي منحت الأفضلية لمصر في قدرتها على احتضان اكبر البطولات على الإطلاق.