* يجمع الكثير من المتابعين والمراقبين للمنتخب الوطني الشاب في هذه الفترة، وتحديدا في بطولة كأس العالم المقامة في مصر الشقيقة، أن هذا المنتخب هو منتخب (الأمل)، وأنه هو المنتخب الذي بإمكانه أن يكمل النقص الذي كانت تعانيه الكرة الإماراتية في تحقيق ما لم تستطع أن تحققه المنتخبات الأخرى، وتحديدا المنتخب الأول في الفترة الماضية.

ولعل السبب يعود في تألق هذا المنتخب الشاب في الفوز ببطولة آسيا والوصول إلى كأس العالم في جمهورية مصر العربية، والسبب يعود إلى أن هذا المنتخب يتميز عن المنتخب الأول في عدة أمور قد لا نستطيع أن نشاهدها في المنتخب الأول، ففي الناحية الفنية، نعلم جميعا أن هذا المنتخب تأسس بأيدٍ وطنية، بدءا من المدرب القدير جمعة ربيع.

ومرورا بالمدرب الشاب الذي أكمل المهمة مهدي علي، وهي في حد ذاتها ميزة فريدة جعلت من هذه الكوكبة تتميز بالتناغم والتناسق والتفاهم في أرضية الملعب، وكأن المشاهد لهذه المجموعة يشاهد 11 لاعبا من عائلة واحدة وكأنهم أخوة يلعبون الكرة فيما بينهم، وهي ميزة قلما نجدها تتوافر في المنتخبات الأخرى، أما الميزة الأخرى، ان هذا المنتخب يلعب بتكتيك عال جدا، ونشاهده يطبق خطة المدرب بحذافيرها ولا يكاد يخرج عن النص إلا في أوقات نادرة جدا، وهذا يمكن ملاحظته من خلال سير المباراة.

لأن الشائع والمتعارف انه من الصعوبة بمكان أن نشاهد أي فريق يستطيع أن يطبق الخطة بحذافيرها أثناء سير المباراة، وهو شيء طبيعي، لأن اللاعبين بشر وليسوا مكائن آلية تطبق ما هو مطلوب منها بالتمام والكمال، وهي ميزة يتميز بها هذا المنتخب، ولعل اقرب مثال إليه الطالب المدرسي المجتهد لأبعد الحدود (الشاطر) والذي يطبق ما هو مطلوب منه بالتمام والكمال.

* من هنا، هذا المنتخب يعطينا مؤشرا واضحا انه سيكون (الأمل) القادم بالنسبة للكرة الإماراتية، وان الكرة الإماراتية مقبلة على كوكبة نادرة من اللاعبين الذين بإمكانهم أن يملأوا الفراغ في تحقيق المزيد من الإنجازات والطموحات والتي لم تتحقق، هذه الأمنية لن تتحقق إلا إذا بدأنا الإعداد الجيد.. ومن الآن، والإعداد للخطة المناسبة، وأعني بالخطة هنا، الخطة الطويلة المدى والتي نرسم من خلالها أموراً كثيرة مبنية على منهجية سليمة، والابتعاد عن العشوائية في التطبيق، فعلى سبيل المثال لا الحصر، دعونا نلقي الضوء على النقطة الأهم في هذا المنتخب.

وهو الجهاز الفني، الذي لعب الدور الأكبر في هذا العمل، وهو العنصر الذي أعطانا هذه الخلطة السحرية في الكرة الإماراتية، فما المانع من أن يستمر هذا الجهاز الفني حتى يصل هذا المنتخب إلى المنتخب الأول، وما المانع أن نضرب عدة عصافير بحجر واحد، فيتم إعداد مدرب وطني جدير بالثقة في المرحلة المقبلة، ويتم إعداد جهاز فني وطني كذلك على غرار المدرب، ولاعبين وطنيين قادرين على تحقيق الطموحات والأحلام، ويصبح الإنجاز إنجازاً حقيقياً بمعنى الكلمة للاتحاد.