اهتمامنا بالأحداث التاريخية للكرة الإماراتية يأتي من منطلق أهمية التوثيق، واليوم نلقي الضوء على الرياضة في إمارة عجمان بعد التطورات التي يشهدها نادي عجمان حاليا، حيث نجح بالبقاء في دوري المحترفين، بالرغم من انه حقق انجازات تاريخية عندما فاز بكأس صاحب السمو رئيس الدولة عام 83 بعد تغلبه في نهائي الكأس على النصر بضربات الترجيح، وانطلاقا من أهمية ومكانة هذه المؤسسة الرياضية الاجتماعية ذات التاريخ القديم لواقع الرياضة الإماراتية بصفة عامة وأندية الإمارة بشكل خاص، حيث تشكلت اللعبة في فترة الستينات من خلال تكوين 3 فرق هي الناصر والشعلة والهلال قبل الدمج بعد حلها عام 74 لتصبح فريق عجمان تيمنا باسم الإمارة.
فهذا النادي هو امتداد لخبرات قديمة للكرة الإماراتية في أواخر الخمسينات، والذي كان مؤلفا من 3 فرق من أندية الإمارة تشكل ثقلا وبعدا اجتماعيا وثقافيا وأخيرا رياضيا حتى انطلقت هذه المسيرة، حيث حافظ رواد النادي ومؤسسوه على اسم نادي عجمان عام 1974 ثم تلى ذلك تطورات متلاحقة منها دمج بعض الفرق، وهذه قصة معروفة لدى محبي البرتقالي فقد جاءت التوجهات مع قيام الدولة بدمج الأندية الصغيرة لتشكل نواة اكبر وأقوى ويكون لها تأثير في دعم قاعدة الألعاب الرياضية من اجل مصلحة شبابنا في تقارب محبي الرياضة وبالأخص كرة القدم ليرى النادي النور رسميا عام 1974 وأشهر بقرار من وزارة الشباب والرياضة تحت اسم نادي عجمان الحالي بتاريخ 15 نوفمبر.
المؤسسون الأوائل للنهوض باللعب في الإمارة نذكرهم للتاريخ وهم:
الشيخ ناصر بن راشد النعيمي.
الشيخ عبدالله بن راشد النعيمي.
وحمد بو شهاب.
بينما تشكل أول مجلس إدارة لنادي عجمان بعد الدمج من:
سالم عبيد رئيسا للمجلس.
وخليفة حمد ثاني المطروشي أمين السر.
والفنان الموسيقار عيد الفرج للشؤون الفنية.
والفنان التراثي إبراهيم محمد صالح مدير النادي.
وعبيد المطروشي وحميد سعيد النعيمي محمد راشد المغني أعضاء مجلس الإدارة.
وسيف بن علي بن مفتاح أمين الصندوق.
فقد مرت مراحل تاريخية مهمة على مسيرته تعاقب عليها العديد من رؤساء المجالس، ونقف اليوم في هذه الحلقة التوثيقية مع احد نجوم الرياضة الإماراتية عامة وإمارة عجمان بوجه خاص وهو عبدالله بوشهاب والذي تعاملت معه كأول رئيس وفد رياضي، حيث كنت الموفد الإعلامي الرسمي مع البعثة الكروية إلى الكويت وسيكشف بوشهاب بعض الحقائق.
ونعود لقصة نجاح النادي بعد العديد من النجاحات والانتصارات وتكاتف الجميع من أجل إثبات فكرة الدمج بعد ان قرر الجميع أن يعود اسم عجمان إلى ناديهم، واستمر بوشهاب لفترة ليست قصيرة ساهم من خلالها بفكره في تطوير العمل الإداري بالنادي في ظل الأجواء التي كانت تعيشها أسرة النادي التي تميزت بالديمقراطية وبمشاركة فعالة من شباب النادي، خاصة الوجوه الشابة التي تسلحت بالعلم والثقافة، حيث قاد بوشهاب لفترات مختلفة رئاسة مجلس الإدارة في بداية السبعينات والثمانينات والتسعينات ومنذ تخرجه من الجامعة بالقاهرة عام 72.
وحقق فريق النادي العديد من البطولات على مستوى بقية الألعاب الشهيرة والمراحل السنية وكان لبوشهاب دور كبير في حصد الكثير من ثمار الدمج وفق أسلوب متميز للعمل الإداري وساهمت هذه الجهود في دعم مسيرة الحركة الرياضية بدولتنا.
ونظرا لروح الأسرة الواحدة التي تتمتع بها القلعة البرتقالية فقد جاء الدور قبل عدة سنوات على الوجوه الشابة التي تولت زمام الأمور بالنادي، حيث تولى رئاسة مجلس الإدارة الذي له تجربة سابقة مع مسيرة ناديه ويهدف هذا القرار إلى إعادة الهيبة والمكانة لأحد أنديتنا التي نعتز بها لما حققته من انجازات لمختلف الفرق والأنشطة. ويعجبني في مسيرة هذا النادي هو ان العمل ينصب للصالح العام، فلا أحد يبحث عن مصلحته الذاتية أو ينظر لحاجته الشخصية، فأبناء النادي يختلفون من اجل حب نادي الإمارة الوحيد ولا غيره، وهذه إحدى علامات النجاحات ويكفي ان تتكون هذه اللجنة من كبار الشخصيات التي تنتمي للنادي وتشارك النادي في مسيرته وتدعمه معنويا وماديا.
يقول بوشهاب ان من بين الأمور التاريخية التي بجب ان تذكر توثيقيا للكرة الإماراتية زيارة وفد نادي الشعلة إلى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان طيب الله ثراه والذي قدم يومها مكرمة سخية وهي مبلغ 50 ألف درهم عام 74 والتي ساهمت بدرجة كبيرة في رفع معنوياتنا ولها أثرها الذي لا ينساه أهالي عجمان ليومنا هذا، حيث كان نادي الشعلة هو الوحيد تقريبا الذي يملك مقراً بمنشآته المختلفة على عكس بقية الأندية الأخرى في الإمارات، التي تقيم في مقرات للإيجار، فكان نادي الشعلة نموذجيا وتولى رئاسته شقيقي الأكبر.
ويضيف لعبت الكرة في بداية الستينات مع فريق الشعلة وكان يمثل التحدي الأكبر فريق الناصر والذي أطلق عليه هذه التسمية الشاعر المرحوم حمد بوشهاب تيمنا بالقائد الإسلامي صلاح الدين وانتصاراته .
ويواصل لعبت أسرتي (بوشهاب) في التنافس الشريف بين تلك الفرق فقد كانت اللعبة بعجمان قديمة منذ الخمسينات ونحن نلعب الكرة في الفريج والحارة قبل تشكيل فرق أساسية لها وضعها ونتبارى فيما بيننا وبالأخص بين الثلاثي الشعلة والناصر والهلال ولكن مع قيام الدولة رأى المسؤولون في الحكومة المحلية والجهات الرياضية ضرورة دمج هذه الفرق تحت مسمى واحد هو عجمان باركنا عليه المسؤولون ورحبنا بالفكرة وبعد تخرجي من القاهرة عدت وبدأت العمل في النادي، وبعد فترة ليست بقصيرة دخلت مجلس إدارة اتحاد الكرة، وفي تجربة انتخابية نتجت عن حصولي على منصب نائب الرئيس في عهد سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان الرجل الذي قدم الدعم القوي للعبة، وأنا سعيد بتلك التجربة العلمية الناجحة ولا يمكنني ان أنسى تلك الأيام الجميلة.
فقد كان لي شرف تولي مهمة مسؤولية العمل التنظيمي والإشرافي بجانب زملائي في مجلس الإدارة آنذاك، حيث اشرفنا على أول تصفيات قارية تقام على ارض الإمارات عام 79 بأبوظبي، وبالفعل نجحنا في الاختبار القاري الأول، وتأهلنا لأول مرة إلى نهائيات كأس الأمم الآسيوية في سابقة تاريخية من نوعها بعد تصدرنا مجوعتنا التي ضمت كلا من سوريا ولبنان وصعدنا ورافقنا المنتخب السوري الشقيق، وتلك مرحلة مهمة في تاريخ الكرة الإماراتية.
ويواصل بوشهاب ان تلك المرحلة كانت صعبة للغاية فقد جاءت مهمتنا في دورة الخليج الخامسة في بغداد، وهنا شهدت تحولات كبيرة من أبرزها تدهور نتائجنا، ويرى بوشهاب رئيس الوفد في دورة الخليج ببغداد أن النتائج كانت طبيعية لأن فريقنا لم يكن أفضل حالا من العراق والسعودية والكويت، وكتبت ذلك في تقريري الخاص.
والخطوة التي اتخذناها وكانت صدمة للكثيرين هي الاستغناء عن المدرب الانجليزي الراحل دون ريفي ويومها قامت الدنيا ولم تقعد لأن هناك مسؤولين هاجموني عن التغيير فقلت بالحرف الواحد انا لاعب كرة ولدي اقتناع بأن الرجل لا يستطيع ان يمشي معنا لاعتبارات عديدة منها أنه أعلى مستوى من اللاعبين وفكره لا يتناسب مع مرحلتنا تلك فكان قرارنا بالإجماع حيث تحملت المسؤولية على عاتقي، فاسم الإمارات شيء عزيز، ولهذا اتخذنا قرار الاستغناء والتوجه إلى حشمت مهاجراني المدرب الإيراني القدير والذي كان قد تعاقد مع فريق الشعب عام 79 بعد العودة من الأرجنتين حيث قاد منتخب بلاده في نهائيات المونديال، وبالفعل نجح مهاجراني في المهمة الأولى وهي التأهل قاريا والصعود إلى النهائيات.
وفي الكويت نجحت الكرة الإماراتية، حيث كان لي شرف رئاسة البعثة هناك، وكانت تجربة جديدة، حيث استطاع المنتخب ان يتعادل لأول مرة أمام الكويت 1/1، وسجل منتخبنا الهدف بواسطة اللاعب احمد علي الشيبة (شومبي) وكانت ضربة قوية في وجه المنتخب الكويتي فارس تلك المرحلة والمتزعم خليجيا وقاريا بسبب نجومه الكبار الذين لا يمكننا ان ننساهم إطلاقاً، ويتذكر رئيس وفد الإمارات في بطولة آسيا بالكويت انه قبل المباراة بيوم وقبل التدريب الأساسي أطفوا الأضواء خلال مران المنتخب كحرب نفسية استخدمها الأشقاء، وقلت ذلك مازحا في لقائنا آنذاك مع المغفور له الشيخ سعد عبدالله السالم، حيث كان وليا للعهد، فضحك رحمة الله عليه. وعلى العموم في تلك البطولة جاء التعادل بمثابة الزلزال للكرة الكويتية التي كانت قد دخلت مرحلة التحدي، بعدها تجاوز المحنة وفاز باللقب الأول، قبل 29 سنة. ولا أنسى يوم تسملي علم الدورة السادسة لكأس، الخليج حيث نظمنا بعدها الدورة.
ويعود بوشهاب إلى الوراء فيقول لعبت لفريق الشعلة وكنت احد ابرز نجومها، وفي أواخر السبعينات كنت ادرس الثانوية العامة في مدرسة العروبة بالشارقة وهناك شاهدني المرحوم المدرب السوري علاء نيازي وطلب مني ان ألعب لفريق الخليج بالشارقة وبالفعل لعبت سنة واحدة فقط قبل التوجه للدراسة بالخارج وآنذاك كان فريق الخليج استعان بعدد من لاعبي دبي أمثال سلطان الجوكر وزيد ربيع والمرحوم مطر الباشق.. ولعبنا مع العديد من الفرق في المعسكر الانجليزي، ولكن تبقى مباراة الاسماعيلي المصري في الذاكرة التي لا أنساها لأنها قدمتني، ولا أنسى أيضا المرحوم عمران الشحي وانفراده عدة مرات أمام المرمى الاسماعيلي بطل إفريقيا في ذك الوقت عام 79.
كذلك لا انسى اللقاء بين فريق عجمان والفحيحيل الكويتي والتي خسرناها 2 ـ 1، حيث استعنا بعدد من لاعبي فريق النجاح وهم ناصر السيد ومحمد سنكل وعبد الرحيم عبد الفتاح، وكان هناك شخص في عجمان قبل 50 سنة يهتم بالكرة اسمه سيف العويد ويشجع الرياضة وممارستها وكان يقوم بوضع الخيط على فانلة اللاعبين بسبب عدم توفر ملابس رياضية والخيط بألوان مختلفة تضع على الكتف وتبين الفرق وهويتها.
في دبي الرياضية
حمدون يشرح قصة الهدف التاريخي
اليوم يحل النجم الكروي السابق محمد سالم سهيل ضيفا على برنامج أيام زمان عبر قناة دبي الرياضية ويتناول اللاعب مسيرته منذ الطفولة إلى ما وصل كلاعب دولي برز مع المنتخب الوطني ونادي الأهلي وقصة الهدف الشهير في مرمى الأهلي القاهري عام 73 وقصة انتقاله للعين.
في الحلقة القادمة
؟ جيل ذهبي بقيادة مانع وبوجسيم وميرزا وبن ثالث
؟ الأسلوب العائلي للنوخذة محمد حارب وراء تجانس الفريق في الشندقة
؟ الكوارتي والشربيني والجرمن وريحان وقصص نجاحهم مع الأزرق
عبدالله بوشهاب نائب رئيس اتحاد كرة القدم خلال تكريمه للاعب المنتخب والأهلي محمد مطر غراب في إحدى المناسبات الخاصة للمنتخب في بداية الثمانينات ويظهر في الصورة سلطان صقر
.. وهنا يتسلم علم تنظيم الامارات لدورة الخليج السادسة لكرة القدم التي أقيمت في أبوظبي عام 82 من اللجنة المنظمة العليا لدورة كأس الخليج الخامسة التي جرت في بغداد 79 بصفته رئيسا لوفد الدولة في العراق.
