يحل شهر رمضان المبارك حاملاً معه أجواء روحانية واجتماعية مميزة، حيث تتجلى في دولة الإمارات العديد من العادات والتقاليد التي ترسّخ قيم التكافل والتلاحم بين أفراد المجتمع، ومن أبرز هذه العادات المجالس الرمضانية التي تجمع الناس في أجواء حوارية، وتوزيع الهريس الذي يعكس روح التعاون بين الجيران، إضافة إلى المير الرمضاني الذي يسهم في دعم الأسر المحتاجة، وموائد الإفطار الجماعية التي تعزز مفهوم العطاء والتسامح.

تعد المجالس الرمضانية من أقدم التقاليد الإماراتية التي تزدهر خلال شهر رمضان، حيث يجتمع الأفراد في هذه المجالس التي تعقد عادة في منازل الشخصيات الاجتماعية، وتتميز هذه المجالس بأجوائها الهادئة، حيث يتم تبادل الأحاديث حول مواضيع مختلفة تشمل القضايا الاجتماعية، والثقافية، والدينية.

ويحرص الحاضرون في المجالس الرمضانية على تسليط الضوء على القيم الأخلاقية والاجتماعية التي يعززها رمضان، كما تعد هذه المجالس فرصة لتعزيز العلاقات بين الأصدقاء والجيران، حيث يجتمع الجميع حول مائدة الضيافة التي تشمل التمر والقهوة العربية وأطباقاً تقليدية تعكس الكرم الإماراتي.

مكانة

ويحتل الهريس مكانة خاصة في المائدة الرمضانية الإماراتية، حيث يعتبر من الأطباق التقليدية التي يتم تحضيرها وتوزيعها بشكل واسع خلال الشهر الفضيل، ويتم إعداد الهريس من القمح واللحم المطهو لساعات طويلة حتى يصبح طرياً ومتجانساً، ويقدم عادة مع السمن أو السكر.

وتنتشر موائد الإفطار الجماعية في مختلف إمارات الدولة، حيث يتم تنظيمها في المساجد، والخيام الرمضانية، والساحات العامة، لاستقبال الصائمين وتوفير وجبات إفطار متكاملة لهم، وتشرف على هذه الموائد الجمعيات الخيرية، إضافة إلى رجال الأعمال والمتطوعين، الذين يحرصون على تقديم الطعام للصائمين بغض النظر عن جنسياتهم أو خلفياتهم الاجتماعية.

قيم

وتعكس هذه الموائد قيم التآخي والإنسانية التي يتميز بها المجتمع الإماراتي، حيث يجلس الأفراد من مختلف الفئات جنباً إلى جنب على مائدة واحدة، في مشهد يجسد روح التسامح التي تعد من أسس الثقافة الإماراتية، كما توفر هذه الموائد فرصة للعاملين والوافدين لتناول وجبة الإفطار في أجواء عائلية، خاصة لأولئك الذين لا يتمكنون من قضاء الشهر الفضيل مع أسرهم.