مستلهماً قول الله تعالى: {وإن من شيءٍ إلا يسبّح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم} يفتتح صاحب السموّ الشيخ محمّد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، هذه القصيدة التي يقف فيها في محراب العظمة والجلال، ويُثني فيها على الله تعالى باسمه المجيد، معترفاً بأنّ الكون كلّه يسبّح بحمد الله، وأنّ الروح إنما تسمو بمقدار تحقّقها بمعاني الأسماء الحسنى، وأنّ السماء والبرايا كلّها ناطقة بالتسبيح لمستحقّ التنزيه والتسبيح، وأنّ من أعظم معاني التسبيح التضرّع إلى الله تعالى بأسمائه الحسنى، فهي سرّ العظمة والعطاء التي بها قِوام الحياة {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها}، وبها يجأر العباد إلى الله تعالى الذي إليه منتهى كلّ شيء، ليتوقّف صاحب السموّ مع بعض مظاهر العناية الإلهية بهذا الكون الذي يرزق فيه الطير دون سعي وبذل جُهد، ولكنها حين توكلت على ربّها أرسل إليها رزقها «تغدو خِماصاً وتروح بِطانا»، غير غافل عن النعمة العظمى التي تلطّف الله تعالى بها على عباده من خلال إرسال الرُّسل وإنزال الكتب التي بها يهتدي الخلق إلى الصراط المستقيم، وبها تتم عليهم النعمة {وأتممتُ عليكم نعمتي}، كلّ ذلك من أجل تحقيق الفوز يوم تنصب الموازين للحساب الذي لا ينجو منه إلا من أحسن الظنّ بالله وأحسن العمل بطاعته ومرضاته تحقيقاً للكلمة الطيبة «لو أحسنوا الظنّ لأحسنوا العمل»، لكن الإنسان مهما قدّم من الأعمال الصالحة، فلن يُحصِّل مقصوده إلا إذا تغمّده الله برحمته، ولذا فإنّ أمله الوحيد هو أن ينال الشفاعة التي خُصّ بها أكرم الخلق سيّدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم، صاحب اللواء المعقود والمقام المحمود حين ينقطع الرجاء من كل أحد، فهنا يزداد الرجاء بأن يكون هذا النبيّ الكريم صلّى الله عليه وسلّم هو الشفيع الذي لا تُردّ شفاعته، فهذا هو المطلب الأعلى لكلّ إنسان لا تغيب عنه أهوال ذلك اليوم العظيم، وذلك هو الرجاء في يومٍ لا ينفع فيه مال ولا بنون، إلا مَنْ أتى الله بقلب سليم.
تسابيح
شعر : محمد بن راشد آل مكتوم
سَبَّحَتْ باسمكَ المَجيدِ السمَّاءُ
وتسامتْ باسمك الأسماءُ
يا عظيماً ويا حَليماً وفَرداً
منْ عطاياكَ دامتِ الآلاءُ
سَبَّحتْ باسمكَ الحميدِ البرايا
وتعالىَ إلى عُلاكَ الدُعاءُ
أحَدٌ واحدٌ سميعٌ عليمٌ
كلُّ أمرٍ لَهُ إليكَ انتهاءُ
تَرزقُ الطّيرَ دونَ سعيٍّ وكَدٍّ
باتِّكالٍ بهِ يكونُ النَّماءُ
سَبَّحَ الكونُ كُلّهُ لإلهٍ
واحدٍ واجبٌ عليهِ الثَّناءُ
أنزلَ الكُتُبَ أرسلَ الرُسُلَ أنبا
وهدَى الناسَ آيُهُ والضِّياءُ
حينما تُنْصَبُ الموازينُ يوماً
لحسابٍ بهِ يحينُ اللقَاءُ
عندها نرتَجي منَ اللهِ عفواً
حينَ يأتي مُحَمّدٌ والِّلواءُ
فاجعل المصطفَى شفيعاً وكنْ لي
غافراً ذاك مطلبي والرَّجاءُ
